
✍️ *سؤال للشباب السوداني، وقود التنمية وأجيال المستقبل لهذا الوطن الجريح: أيهما أولي بالحراسة.. الوطن أم ثورة مسروقة..؟!*
*فما هو واضح للعيان أنّ مكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة قد اصبحت خصماً على الوطن..*
*الثورة سُرقت يا سادة.. فلا تحرسوا مسروقاً.. بل أحرسوا وطناً يُوشك أن يتمزق لدويلات..!*
✍️ *كيف “سنعبر وسننتصر”.. ونحن ننزع ثياب الحق.. لنرتدي ثياب القبيلة..؟! كيف يكون العبور ب “مدنيّة” تفككت عبرها مجتمعاتنا في أبسط الأشياء التي كان يجب أن نتفق عليها وهي موضوع الهوية…؟!*
*الحكومات لا تعبر بأوطانها بل الشعوب الواعية هي من تفعل ذلك.. فأين نحن من الوعي..؟! ونحن ما زلنا نتدثر بالجاهلية الأولى في أعتاب القرن الحادي والعشرون..*
✍️ *أفيقوا يا هؤلاء، فالثورة ليست قرآناً مُنزلاً من السماء.. لنغرق في تقديسها.. وقد افتقد واقعنا حقيقتها.. وضاعت تضحيات شبابها صراعاً على المناصب ولهثاً خلف المال والمكاسب الشخصيّة..*
*أفيقوا من وهم مكتسبات الثورة ذات المُحصلة الصفرية في أرض الواقع.. فلا حريّة تمتع بها المجتمع السوداني.. ولا سلام بين مكوناته.. ولا عدالة تذوقها منسوبي الخدمة العامة.. ولا طلاب العلم ولا غيرهم..*
*بل هو الفشل السياسي والاقتصادي.. والاجتماعي والأمني..*
✍️ *انظروا لاثيوبيا.. وبنيتها التحتية والفوقية.. ولرواندا التي خرج بها لبر الأمان رئيس حكومتها، بول كاغامي، عبر مصالحة وطنيّة وحدت الشعب على قلب رجل واحد.. وانظروا لمجتمعات مصر وأرونا قبائلها التي تتنازع ويتناحر أفرادها ويموت شعبها بإرادة السياسيين..*
✍️ *من غيرنا نحن السودانيين قد افتقدوا الحس الوطني.. وهانت كرامة الوطن في عيونهم؟! من غيرنا نحن السودانيين قد قدسوا مصالحهم الذاتيّة وضيّعوا القضايا القومية وطموحات الأجيال..؟! من غيرنا قد جعل من المناصب والمواقع الادارية ابواب ثراء ورخاء له ولأسرته وعناء ومشقّة لعامة الناس وبسطائهم..؟!*
✍️ *من نال فينا موقع اداري ناله بغير حقّه.. وظلم وجار وتجاوز صلاحيات منصبه.. وسارع لبناء مستقبله وأسرته.. وهو لا يعلم أنه يبني على حطام أحلام غيره، ومن نال موقعه الاداري بحقّه، سحره كرسي السلطة فرمى بالعدالة تحت قدميه وداس عليها بتوصيات الشلليات.. فضاعت المؤسسيّة وفشلت الادارة..*
✍️ *سيحيق الدمار والخراب بنا وبأجيالنا.. ما دمنا سائرون في طريق الفساد والتلاعب بقوت البسطاء من الناس عبر تجارة الازمات وعبر المواطنة السلبية التي نتصف بها.. ومالم نتخلص من الأنانية وترجيح المصالح الشخصية على المصالح الوطنيّة.. والايمان بالقبيلة والكفر بالمجتمعات المدنيّة.. فسنظل أبد الدهر في دائرة مُغلقة من التنظير والبكاء والعويل..*
✍️ *تصحيح مسار الثورة السودانية هو ما يحتاج لحراسة يا شباب، وهو أول خطوات العودة للصواب، ولن يتم التصحيح مالم تكن هنالك ارادة وطنية حرّة وعدالة حقيقية.. تتضمنها مصالحة وطنيّة سياسية ومجتمعيّة.. ليكون التنافس شريفاً من أجل تطوير البلاد لا من أجل إفشال بعضنا بعضاً.. يجب الكفر بالمحاصصات القبليّة من هرم المجلس السيادي نزولاً حتى أبسط الادارات المجتمعيّة..*
*فمن ينشدون وطناً حضارياً نظيفاً ومتطوراً.. عليهم أولاً نظافة نفوسهم.. وقلوبهم من أمراض الانسانيّة.. ومن وباء الأنانيّة البغيضة..*
✍️ *الوطن لا يبنيه إلا من يحسون بآلام غيرهم من عامة الشعب.. من يحلمون بتعليم أطفالهم.. من يتألمون لآلام غيرهم من الفقراء والمساكين.. الذين لا يجدون سبيلاً لتطوير سُبل عيشهم.. فيكتفون بسعيهم البسيط.. فقط من أجل أكل “لقمة حلال”..*
✍️ *ليستحي القائمون على الأمر من تضييعهم لأحلام الأجيال..*
✍️ علي جعفر