ارقي .. حكاية مملكة الدفار والمشايخ وفن الطمبور

إنها ارقي القديمة او أرقي الدفار إن جاز التعبير ، فقوز الشرق بزحفه كان سبباً في ترحيل أرقي التي كانت فوق من موقعها الحالى . تحت من أرض دكيم ومما لا شك فيه ان النيل يقوم بتغيير مجراه كل ردح من القرون . فقد كان مجراه في السابق ناحية الحراز الموجود حاليا حراز السماني وحراز النور وحراز العبيد اما موقع ارقي فتبينه الآثار الموجودة بجانب بناية الفكي شيخ وأعلى منها قبة الشيخ عبدالمنعم تود ويوجد حولها وفي نفس المنطقة آثار حيضان زراعية ومترات وبيوت قديمة كلها بدأت تظهر للعيان وهناك آثار موجودة مع مقابر ود شبو أعلى الكرو وحول فيه الشيخ ود ادريس من مباني قديمة عفا عليها الدهر ومن هنا كانت مملكة الدفار التي من الارجح انه قد كانت ارقي تابعة لها ، واذا رجعنا الى مملكة الدفار القديمة الموجودة آثارها حاليا بداية ابكر من جهة ارقي لتضم منطقة جبال ود القرين ما زالت آثارها شامخة . ومن أسرار هذه المنطقة الاثرية الدفارية إن بها من المباني القديمة ذات الاشكال الهرمية الطينية الرهيبة ما يعجز امامها كل تفسير لما بداخلها وماذا تحوي اي انها لم تطلها يد حتى الآن ، فهي تأخذ شكلا هرميا طينيا سميكا جداً وممتدا الى باطن الارض ومجوفا .
اما سكان ارقي حاليا فهم في الاصل خليط من مجموعة من : البديرية والركابية والدناقلة والجعليين والشايقية والمحس و الكبابيش والعبابدة . حدث بينهم التزاوج والتصاهر وكونت ارقي الحالية .
أضرحة شيوخ ارقي :
الشيخ ود شبو – بنية الفكي احمد ابو نيران – بنية الشيخ مسيد – بنية الفكي شيخ احمد ابو نيران وابنه سليمان – بنية الخليفة وعثمان ابونيران – قبة الشيخ ود ادريس في آخر شمال ارقي مع الحدود مع تنقسي – قبة الشيخ عبدالمنعم تود وسط جنوب أرقي – بنية حمد ود علي – بيان شيخ دسي – وهؤلاء الشيوخ كان لهم كثير في العلاج بالقرآن . ومن شيوخ أرقي الشيخ الفكي سليمان والشيخ عثمان الحسن والشيخ جبريل ابو نعوف والشيخ حاج ادريس والشيخ عبد العزيز والشيخ عبد المطلب والشيخ عثمان الحسن امام وخطيب مصلى العيد والشيخ عبد الباسط محمد صالح إمام وخطيب مسجد مسيد ومالك الناطق امام مسجد الفقرا والشيخ عبد الرحيم الركين الذي أتى الى ارقي من سنار وأسس زاوية في أرقي والشيخ ود احمودي الطبيب الشعبي .
ومن شخصيات أرقي ود شوكيل السحاب يوجد قبره في مقابر ود شبو ويبلغ طول قبره سبعة امتار ويقال ان طوله حوالى اربعة امتار وهو أطول رجل في القرن الماضي . وقد اخذه الانجليز الى مصر لشهرة طوله ، وعندما سأله الانجليز عن مطلبه قال لهم ان ترفعوا الضرائب عن سواقينا وحسب الانجليز كلامه نوع من الثورة والتحريض . ولم يعش طويلاً وقد توفي قبل ان يتزوج وهو في سن الشباب ويعتقد البعض ان الانجليز وضعوا له شيء ما في الملابس والاحذية التي اهديت له منهم.
ومن شخصيات أرقي المعروفة الشيخ حسن محجوب محمد قيلي شيخ ارقي الشيخ عمر الذي ساهم في تأسيس المدرسة والشفخانة ثم جاء بعده ابنه الشيخ محمد احمد عمر والآن الشيخ عبد الحفيظ محمد احمد عمر .
المدائح والشعر والفن :
أهل أرقي منذ القدم محبين لادب المديح النبوي وكانوا يستضيفون الشيخ حاج الماحي ، ثم جاء بعده الشيوخ حاج ابو زيد وحاج بابكر والحاج الشيخ فضل الله ومن شعراء المديح الشيخ تميم ومحمد عبد الرحيم قاضي ، ومن شعراء مقاطع الدوبيت عثمان خليفة .
ومن المداحين ايضاً عبد الرحمن ابوزيد وعثمان بابكر وحاج بخيت ومحمد احمد حاج الشيخ وعوض عبدون ، وقد تأثر مداح ارقي بالمادح محمد ود سعيد . أما في مجال الفن الفنان عوض عبدون وهو من الرعيل الأول لفن الطمبور وهو فنان متعدد المواهب ، وهو من أوائل الفنانين الذين سجلوا لربوع السودان ومعه الفنان عبد الجليل حاج الشيخ . ومن أرقي خرج الفنان المبدع صديق احمد والفنان عبد الرحمن عبد الحفيظ والفنان عبد الله حمداني والفنان بدر الدين عبد الجليل وطارق عبد القيوم والفنان عبد الرحيم أرقي.
الراي العام