العبقري السوداني واينشتاين

العبقري السوداني واينشتاين
جعفر عباس
في مدينة سودانية عملت بها في بداية حياتي العملية، لفت نظري شاب يملك قدرات خطابية عالية، ولا يتلجلج امام المايكروفون، بل تتدفق الكلمات من فمه كالشلال مشحونة بالمعلومات الدسمة، ومن ثم فقد كانت خطبه السياسية تستقطب جمهورا كبيرا،
مما جعله نجما مرموقا في صفوف الحزب الذي كان ينتمي اليه، ولكنني لاحظت انه يتلاعب بالحقائق والأرقام والتواريخ، ولا يتردد في القول ان حدثا مهما وقع في اليوم الحادي والثلاثين من فبراير، بل وكان ? مثلا – «يوثق» كلامه بتأكيد ان الزعيم السوداني الكبير اسماعيل الازهري خاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة في تمام التاسعة صباحا بتوقيت الخرطوم في الخامس من مارس من عام 1935 طالبا الدعم لإخراج الانجليز من السودان .. وكان الناس يعجبون بذاكرته الفذة التي تختزن تفاصيل الاشياء ولكن قلة منهم كانت تعرف انه لم تكن هناك امم متحدة عام 1935، وان الازهري لم يسافر الى نيويورك في تلك السنة ولا بعدها بعشر سنوات، وقد نبهته مرة إلى ان التواريخ التي اوردها واعترف لي ان الخطابة المنبرية تتطلب جرأة في طرح الحقائق والارقام بغض النظر عن صحتها، واعترف ايضا ان الغوغائية سلاح فعال للتعبئة السياسية، وأنه لا بأس في ان تدرك قلة انه خراط وهجاص وشلاخ.
وقف السائق على المنصة وجلس العالم العبقري الذي كان يرتدي زي السائق في الصفوف الخلفية، وسارت المحاضرة على ما يرام الى ان وقف بروفسور متنطع وطرح سؤالا من الوزن الثقيل وهو يحس بأنه سيحرج به اينشتاينوبما أنني أسرق الكثير من أفكار ومضامين مقالاتي من رسائل الأصدقاء التي تأتيني عبر الانترنت، فلا بأس في أن أسرد عليكم حكاية طريفة – ربما سمع بها بعضكم – عن عالم الرياضيات الفذ البرت اينشتاين صاحب النظرية النسبية، فقد سئم الرجل تقديم المحاضرات بعد ان تكاثرت عليه الدعوات من الجامعات والجمعيات العلمية، وذات يوم وبينما كان في طريقه الى محاضرة، قال له سائق سيارته : أعلم يا سيدي انك مللت تقديم المحاضرات وتلقي الاسئلة، فما قولك في ان انوب عنك في محاضرة اليوم خاصة وان شعري منكوش ومنتف مثل شعرك، وشكلي مبهدل مثلك وبيني وبينك شبه ليس بالقليل، ولأنني استمعت الى العشرات من محاضراتك فان لدي فكرة لا بأس بها عن النظرية النسبية، وأستطيع أن «أخُم» المستمعين بمصطلحات علمية بعضها صحيح وبعضها مفبرك، ولكن لو صدقوا إنني انت (اينشتاين) فإن المسألة ستعدي على خير، فأعجب اينشتاين بالفكرة وتبادلا الملابس، ووصلا الى قاعة المحاضرة حيث وقف السائق على المنصة وجلس العالم العبقري الذي كان يرتدي زي السائق في الصفوف الخلفية، وسارت المحاضرة على ما يرام الى ان وقف بروفسور متنطع وطرح سؤالا من الوزن الثقيل وهو يحس بأنه سيحرج به اينشتاين، هنا ابتسم السائق المستهبل وقال للبروفسور : سؤالك هذا ساذج بدرجة انني سأكلف سائقي الذي يجلس في الصفوف الخلفية بالرد عليه .. وبالطبع فقد قدم «السائق» ردا جعل البروفسور يتضاءل خجلا !!
اليوم السعودية
شكراً جزيلاً لك أيها المعلم الفاضل أبوالجعافر والتحية لك وأنت تطل علينا بموضوع شيق وجميل جداً جداً لذلك أحييك تحية خاصة ونطلب منك المزيد يا أبوالجعافر ولو أنني أعرف فيك العبقرية
فلك التقدير والإحترام
ابواحمد
هل تقصد ان الذي يجوط خطبه و يلقي الكلام الهايف زي نورم فشاشتهم و نحرق كبدتهم و امريكا و الغرب كله تحت جزمتي.
هل تقصد انه ليس البشير بل سائقه؟
خليك واضح يا جميل…. اول مرة القى رطاني خواف….. قعادك مع مع بني يحقط غير جيناتك
:lool: (؟) :D :D :D :confused:
يديك العافية وهذا هو ديدن الكيزان الذين يرغون ويزبدون ورؤوسهم خاوية خاصة ناس الحركة الطلابية
استاذ ابوالجعافر عرفنا السواق العمّال يخرط ويهجص ويشلخ لكن وين البروفسور البواجهه حتي يشير لنا الي انشتاين الحقيقي ده اذا كان في انشتاين من اصلو . والكلام ليك يا المنطط عينيك يا الطاهر التوم والله يوم داك كنت ( اهببببببل ) وهي دي حقيقتك . اذا كنا في بلد تحترم عقول مشاهديها (اقولها ليكم عديل في بلد مشاهدها محترم) كان هذا الجهلول الفطير الغير مهني احترق تماماً كاعلامي ولكنكم في بلدي اناسٌ (طيبون! ) . وبكره حيطل عليكم و كان شئ لم يحدث عيب ياطاهر ياتوم .
كنت مدمناً قراءة معظم كُتب أنيس منصور وكتاباته الصحفية عامود (مواقف) الذي لم يزل ينشر حتى اليوم على صفحات (الأهرام) الغراء بأثر رجعي وهو تقريباً أول تقليد تقوم به صحيفة عربية- أي أن تنشر بشكل يومي مقالات لكاتب انتقل إلى الحياة الآخرة-و كان سر إعجابي بأنيس منصور يكمن في مقدرته الفذة على حشد العديد من الأسماء اللامعة في دنيا الفلسفة والأدب والاقتصاد والسياسة والفن. وكان يحرص على تأكيد أنه إما قابلهم شخصياً وتحدث إليهم أو أنه قرأ كتبهم. وكلما قرأت الكم الهائل من الأسماء اللامعة التي يذكرها أنيس منصور كلما تضخم شعوري بالجهل والمهانة وقلة الحيلة.
لكن….. جاء الصاعقة أخيراً إذا اعترف أنيس منصور قبل وفاته، أنه لم يكمل طيلة حياته أي كتاب لأي كاتب أو فيلسوف أو سياسي، وأن أي أحد يقول لك أنه فعل ذلك يكون كاذباً. واستطرد أنيس منصور قائلاً: أنني فقط كنت أتصفح هذه الكتب وأكتب ملاحظات صغيرة عنها فيما أنوي كتابته وأردف قائلاً: لا يمكن لأي شخص الادعاء بأنه قرأ كل تلك الكتب، لأنه ببساطة لا يوجد زمن كاف لقراءة كل هذا العدد الهائل من الكتب. من يومها كلما قرأت لأي كاتب يذكر حشداً من الأسماء اللامعة والكبيرة ليدعم بها ويؤكد ثقافته الموسوعية كالكاتبة السودانية التي ما فتئت تتحفنا بقولها: ( لقد ذكر ماكريز قارسيا في كتابه كذا….. أو ما ذكر نيتشه في قوله كذا………..) حتى أضحك جهراً وأقول في سري (كضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابة).
ياجعفر ليس من الذكاء طرح الاشياء بهذة العبقرية .اتركك مع كتاب العبقري الصغير .هذا ليس تلميحا هذة الضربة القاضية .والكلمة الفاصلة .ياحبذا لوقاتها زمن المفاصلة .هذا انتهاك .صريح لان الذي شبهته لم يصل لدرجة ….والذي اوصلة لهذا اصبح شيْ اخر .ياابو الجعافر .لاتجعر كتير .اعمل تعديل واعد المقال لاني مافهمتة .لان في المقال القادم ستقودنا الي العبقري الذي لم يولد وهو يحاضرنا.كلامك ليس جميل .