ثالوث الاسلام السياسي: اذدواجية المعايير، الانتماء السرى واللاوطن .


السيد والعلامة البروفيسور الحبر يوسف نور الدايم قاطع الجلسة الختامية للحوار نسبة لوجود الرئيس المصرى الحالى عبدالفتاح السيسى تعبيرا عن رفضه لاطاحته بالرئيس المصرى السابق محمد مرسى المنتمى لجماعة الاخوان المسلمين المصرية، وغضبا منه على الضحايا المصريين فى افراغ ميدان رابعة العدوية ،الواقع فى مدينة القاهرة من المعتصمين فيه ..هذه الاحداث بينها وبين بروف الحبر فى يومنا هذا ثلاث سنوات من الزمان و 1600 كلم فى الجغرافيا وحدود برية وبحرية وجوية بمنطق السيادة وتاشيرة دخول مصرية، حتى يكون هناك ..لكن كل هذه الحواجز الوهمية من حيث وجهة نظره لم تستطع اطفاء قبس القيم النوراية فيه ولا مشكاة التعاضد الانسانى الذى يسكنه فابى الا ان يأتى بذلك الموقف العظيم مشاطرة مستحقة لمن يرى انهم يستحقون حسب مفهومه للدين والسياسة والاخلاق ..عظم جدا .. لكن ذات الحبر فى ذات الوطن الجغرافى والسياسى الذى ولد ونشا وتربى وعاش وتزوج وانجب فيه الابناء والاحفاد ،والذى لايحتاج فيه لتاشيرة فى جواز سفره حتى يذهب الى أى بقعة فيه كدارفور مثلا ،على بعد يوازى نصف المسافة بين القاهرة والخرطوم او كجبال النوبة على بعد يعادل ثلث المسافة الى القاهرة ، حدثت ابادة جماعية وتطهير عرقى وجرائم حرب بكل الطرق الوسائل والادوات بما فيها الكيميائى . قتل مئات الالوف وشرد الملايين الا انه فى هذا الامر يمارس حكمة القرود الثلاث منذ 27 وعاما ..فى ذات خرطومه التى يسكنها وفى نطاق لا يتجاوز القليل من الكيلومترات من سكنه انتشرت بيوت الاشباح، ومورس فيها ابشع انواع التعذيب والقتل والاغتصاب واهدار الكرامة والحقوق لكنه لم يحس ابدا بذلك ، ولم يشاطر مطلقا اولئك الضحايا ، فى شوارع مدينته وغيرها من مدن السودان اغتال البشير ، مئات المتظاهرين العزل رميا بالرصاص ، فى سبتمبر قبل ثلاث سنوات فى استباحة لم يعرفها تاريخ السودان من قبل …والحبر فى غيبوبة عن كل ذلك .. حدثت مجزرة العليفون ..كجبار، بورتسودان والحبر يجول ويدور فى اروقة النظام وبرلمانه ومؤتمراته وهيئاته ،ومناصحاته وبرامجه الدعوية ، ولا يشتم رائحة الدماء ولا يرى طوابير الضحايا والقتلى المصفوفة على مذابح السلطة التى ساهم فى بنائها بيديه….و لا يعرف شيئا عن الفساد الذى لا حد له والذى اعترف به حتى صانع النظام نفسه ..ولم يخبره احد بالمؤامرات التى حاكها عراب الابالسة والذى جايله الحبر فى مراحل تنظيمية مختلفة ، ولا علم لديه بفصل عشرات الالوف من موظفى الدولة وقطع ارزاق اسرهم – اعترف بشيره الذى يسامر بحوالى 95 الفا منهم فى العام 1996 – .. بروف الحبريوسف نور الدايم العالم -السياسى -رجل الدين – الداعية – اطلق عليه ما شئت من الفاظ منتقاة من خزينة مفردات الاسلام السياسى او الدعوى لكن يبقى السؤال الابدى له ، ولكل منتمى منظومته وبعض التنظيمات الاخرى التى تحاول ان تنأى بنفسها عن النظام ما هى دوافع هذا الموقف المخاتل مما جرى ويجرى فى السودان على يد ابشع انظمة التاريخ البشرى الحديث !! اهم انصار وشركا ء فى ذات المشروع الشيطانى بواجهة اكثر لطفا ؟ ام هو نوع من التواطؤ الوقوربمنطق (السكات رضا )… مهما يكن الدافع الذى جعلهم يصمتون عن ما سيصنف فى التاريخ بانها واحدة من ابشع وادمى واقسى الماسى الانسانية فى تاريخ الارض فموقفهم اثبات لا جدال فيه عن اختلال واذدواجية منظومة القيم لدى الاسلاميين وعن انهم صنف من البشر لا يمت بالمطلق باى صلة للمجتمع السودانى لا همومه ولاقضاياه ولا ماسيه ولا افراحه ولا جغرافيته اوتاريخه او انسانه ، هؤلاء فصيلة من البشر ذوى العقول المنحرفة المخادعة تجيد فقط التمظهر بالادعاءات ت الوطنية والقومية فى حين ان وجدانهم وحقيقة انتمائهم فى موضع اخر بالضرورة هو ضد كل مصالحنا القومية كوطن وكبشر يسكنون هذا الوطن …
يوسف حسين