قلبي آه و عقلي تاه من يوم الزيارة !!

@ إنتهت يوم أمس زيارة النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح لولاية الجزيرة التي استغرقت يومان ، دشّن فيهما حصاد محصول الذرة و زراعة محصول القمح لعروة الشتاء بمشروع الجزيرة الي جانب حضوره اجتماع الجنة العليا للموسم الزراعي . زيارة النائب الاول وجدت ترحيب كبير وقبول من مواطني الجزيرة بعكس ما وقعت علي المسئولين في الولاية الذين يتوقعون قرارات ليست في مصلحتهم لجهة أن الفريق بكري النائب الاول يشرف علي الاداء التنفيذي و السياسي للولاية وكان قد ألمح خلال هذه الزيارة أنه جاء بأوراق كثيرة يحمل فيها كل صغيرة و كبيرة في الولاية . أهمية الزيارة تفترض الخروج بقرارات تاريخية وهذا شعور كل اهل الجزيرة الذين علقوا الكثير من الآمال التي من شأنها أن تخرج الولاية من حالة الركود والفشل الذي تعيش فيه .
@ أول القرارات التي أصدرها الوالي قبل مغادرته ، إعلانه حالة الطواري لمدة 20 يوما لزراعة القمح كما جاء في خطابه و علي حسب ما نما الي علمه أن المساحة التي زرعت حتي الآن قمح حوالي 200 الف فدان و أن طموحهم زراعة 500 الف لكن الامكانيات تقف دون ذلك وان المدخلات المتوفرة من تقاوي و اسمدة لا تكف أكثر من 230 الف فدان ولهذا اعلن حالة الطواري لزراعة 200 الف فدان أخري حتي تصبح المساحة الكلية 400 الف فدان .حول سعر التركيز 400 جنيه / الجوال طالب سيادته أن يكون الجهد في رفع الانتاجية عبر استخدام الحزم التقنية و مضاعفة المجهود و تقليل التكلفة و ليس التوسع في المساحة . قرار النائب بإعلان حالة الطوارئ لزراعة القمح ما كان يحتاج لإعلانها لو أن المسئولين بالمشروع و بالولاية كانوا علي قدر المسئولية .
@ ما قام به النائب الاول خلال زيارته التي لم تستغرق أكثر من 48 ساعة إستطاع خلالها وضع أهمية زراعة القمح فوق كل اهداف زيارته و من الاولويات الي الدرجة التي لم يقم بإعارة أي إنتباه لما قام به أيلا من مشاريع إنصرافية ، ليست ذات أولوية تتعلق برصف الشوارع بالانترلوك و الكربستون بمبالغ خرافية 53 بلغت مليار جنيه ، لو أنه سخرت لانجاح الموسم الزراعي لما أحوج النائب الاول لإعلان حالة الطواري . تبقت 3 أيام فقط للتوقيت الامثل كأقصي حد في 26 نوفمبر لزراعة القمح مع الرية الاولي . لعل النائب الاول قد لاحظ عدم إهتمام الوالي أيلا بالزراعة قدر إهتمامه بالانترلوك و ولاية الجزيرة تشغل المرتبة الاولي في الانتاج الزراعي علي نطاق السودان ولأكثر من شهرين بلا وزير للزراعة ولعل هذا الاهمال ، جعل النائب يغادر قبل الموعد بإنطباع سيئ بأكثر مما كان يحمله مسبقا أو يتوقعه .
@ هنالك الكثير من القضايا التي نمت إلي علم النائب الاول و أكدها بقوله ، أنه جاء الجزيرة وفي ذهنه الكثير عن ما يدور . إنسان الجزيرة استطاع بعبقريته ان يتجاوز كل القيود و العراقيل التي تحول دون مقابلة النائب الأول ولكنه استطاع بعث رسالة وصلت فعلا لعلم النائب الاول ولهذا الكل يتوقع أن للزيارة ما بعدها ولهذا اراد الوالي أن يستبق الاحداث بعقد اجتماع المكتب القيادي أثناء كتابة هذا العمود مساء يوم أمس الثلاثاء ، لشغل المواقع الدستورية الشاغرة والتي استرعت انتباه النائب الاول و أولها موقع وزير الزراعة و معتمد (مثير للجدل) يشغل محليتين كثرت الشكاوي ضده باستغلال سلطاته عندما كان موظفا قام بالاستيلاء علي أراضي أكثر من 120 مزارع في أم القري تقدموا بشكوي للوالي الذي لم يفصل في هذه القضية التي ما يزال ملفها أمام مدير عام وزارة الزراعة دكتور سيف الدين عبود دون أي إجراء . علاوة علي الفساد الذي أدي الي توقف كهربة المشاريع الزراعية و ما ترتب عليها من مخالفات مدير عام التخطيط العمراني بالولاية وفساد أراضي الحصاحيصا الذي أدي الي تعطيل الخطة الاسكانية منذ 1991 غير الكثير من القضايا الاخري المتعلقة بتوقف التنمية والاستقطاعات الظالمة من العاملين و تردي صحة البيئة . كل التوقعات تشير الي ضرورة إحداث تغيير يستوجب اعفاء والي الجزيرة مطلب اهل الولاية الوحيد .
@ يا أيلا .. أهل الجزيرة عندما يصعُب ألأمر علي أحَدهم ، ينصحوه بأن (أرجأ الله في الكريبة )! دحين يا ها دي نصيحتنا ليك .

[email][email protected][/email]