قلب ووطنان في جوفه

قلب ووطنان في جوفه
حسن العمدة
مازلت أذكر يوم أن سمعنا صوت عويل وبكاء في بيت جارنا و هرعنا إليه خفافاً كما هو معتاد في مثل هذه الحالات في مجتمعنا البسيط ظنا منا أن مكروها ألم بأحد من افراد عائلته، ولكنا وجدناهم بخير و لكن حزن عميم يخيم عليهم، فلما تساءلنا أخبرونا “بوفاة المرحوم له الشيخ زايد”، و جلست بعدها مع جاري ليحدثني عن مآثره ? رحمة الله عليه ? وكيف انهم حينما كانوا في ابوظبي كانوا ينعمون بعطائه وسعة صدره وارضه ويحظون بتعامل طيب في ارضه المباركة، لم أكن حينها زرت دولة الامارات ولكني ما زلت اذكر مقولة له ” اليوم نحن حزينون لفقد زايد لاننا عرفنا بعضا مما لديه من فضائل ولكن الناس ستبكي كثيرا عليه وستكتشف كل يوم أنها افتقدت رجلا عظيما”. ظللت أسترجع مقولته هذه و أنا اتابع ما مرت به الامتين الاسلامية والعربية بعده مما يشيب له الولدان، وظلت تراوده تلك الـ”لو”، فاستغفر الله كثيرا، لوكان القائد بيننا..!!
العلاقات السودانية الاماراتية قديمة منذ نشأة دولة الامارات العربية المتحدة والزيارة التاريخية للرئيس السوداني الاسبق جعفر محمد نميري ووضعه بداية الأسس العظيمة التي بنيت بها العلاقة الطيبة المتميزة ، ثم جاء كثيرمن السفراء الشعبويين الذين مثلوا السودان خير تمثيل بخدمتهم في مواقع مميزة بدولة الامارات، اطباء، مهندسون، قضاة، معلمون، وغيرهم ممن حققوا نجاحات باهرة ونالوا التقدير من الشعب والقيادة الاماراتية.
? عندما جئت الى دولة الامارات العربية المتحدة قبل عدة اعوام، إلتقيت بالعم عبد الرحيم ? رحمة الله عليه ? كان سودانيا مسكونا بحب الامارات، مهندس مساحة ، عمل منذ مطلع الامارات بالدولة، وبقي فيها عاشقا لها ولأهلها، حتى اننا كنا عندما نحدثه بأن العمر قد تقدم به وعليه الرجوع لأهله فكان يرد ببساطته المعهودة “هؤلاء هم ايضاً أهلي..!!”، فقد جمع بين سودانيته القحة و حبه لدار زايد الخير، كان رجل في قلبه وطنان، يتقاسمان الضخ في شرايينه الدم والحب.
كم كنت سعيداً و أنا اتابع الجماهير السودانية وهي تشاهد مبارة الهلال والمريخ السودانيين في بلاد زايد الخير وفي عامه الميمون، فأبناء زايد مازالوا على عهده ورؤيته و حبه وعطائه و عشقه اللامتناهي للسودان والسودانيين بصورة خاصة، ونحن نبادلهم حباً بحب و وفاءا بوفاء
كم كنت سعيداً و أنا اتابع الجماهير السودانية وهي تشاهد مبارة الهلال والمريخ السودانيين في بلاد زايد الخير وفي عامه الميمون، فأبناء زايد مازالوا على عهده ورؤيته و حبه وعطائه و عشقه اللامتناهي للسودان والسودانيين بصورة خاصة، ونحن نبادلهم حباً بحب و وفاءا بوفاء بسودانيتنا التي تملي علينا ذلك في المكره والمنشط
اللوحة السودانية العظيمة التي جسدتها الجالية السودانية في قلب ابوظبي، والسلوك الحضاري الذي تحلى به الحضور، عكس وجها مشرقا للإنسان السوداني الطيب الصادق المحب ومعدنه الأصيل الذي لا يصدأ ولا يتبدل ابدا.
فتنظيف المدرجات بعد نهاية المبارة هو سلوك سوداني مميز جعلنا نحس باننا استحققنا الإحتفاء الذي وجدناه من ابناء زايد الكرام، فهم غمرونا بكرمهم الفياض وعطائهم المعهود ولكنا بادلنا ذلك بالشكر والتقدير سلوكا وعملا وليس قولا
لم تكن مبارة الكلاسيكو مجرد مباراة، ولكنها كانت لوحة سودانية اماراتية ظهرت بها كل الوان الشعبيين العميقة لتجسد وحدة شعبين محبين عاشا بالسلام والوئام والحب والوفاء
دام عز ابناء زايد ودامت ذكراه خالدة على مدى الازمان والاجيال، ودامت القيم التي نادى بها -المغفور له بإذن الله ? نبراسا ومصابيحا تضئ الطريق لتهدي السالكين بعده الى طريق التطور والنماء والريادة
دامت العلاقات السودانية الاماراتية متميزة ، بناءة بما يحقق الامن والرخاء والتطور والعزة .
للشعبين.
[email][email protected][/email]