المؤيدون للجيش .. وسلاح التحريض الخفي

الكورباج
عبدالرحيم محمد سليمان
نجح بعض المتدثرين بعباءة التأيد للجيش الى “حدا ما” فى تاليب البسطاء والسذج ضد المشتركة بتحميلها مسؤولية التكتيكات والانسحابات الميدانية، واقرب مثال لذلك سقوط ام صميمة فقد سارع هولا الذين يقدمون انفسهم كحماة للجيش وحراس للوطن الى اتهام المشتركة بفتح الصندوق رغم انها لم تكن موجودة بالمنطقة لحظة الهجوم على الدفاعات المتقدمة هناك، ولم يكتفى هولا المتدثرين بذلك بل حاولوا تبرير سقوط ام صميمة بالزعم بان القيادات مشغولة بتقسيم المناصب الوزارية، فهذه الاتهامات تثير المزيد من الشكوك حول حقيقة هولا المتدثرين ودوافعهم التى تبدو اقرب الى خدمة اجندة المليشيا اكثر من كونها دفاعا حقيقيا عن الجيش والوطن.
ان خطورة مثل هذه الفبركات الاعلامية لا تنحصر فى تأليب الراي العام وحسب بل تتجاوزه الى طرح خطاب همجي متطرف يطالب اهل كل اقليم معين بتكوين مليشيا للدفاع عن نفسها وهو طرح لايعكس الا حالة الانحطاط الفكري والسياسي الذى يعزز للفوضى ويزرع بذور الشك والعداء بين مكونات المجتمع ويقود في نهاية المطاف الى تفتيت البلاد وانهيار نسيجها الاجتماعي لصالح المليشيا والاحزاب التي لا تملك مشروعا وطنيا غير المزيد من الدمار والتشظي.
وللاسف الشديد، ان الاخبار التى يفبركها المختبئون خلف عباءة دعم الجيش، وهم في حقيقتهم انصاف الناشطين فى منصات التواصل الاجتماعي يستمدون معلوماتهم من صفحات ناشطي المليشيا، وطبعا ناشطي المليشيا مدفوعون بحقدهم الاعمى على القوات المشتركة، يسعون بكل ما اوتوا من جهد لتصوير المشتركة بمظهر الخيانة وتحميلها الهزائم للوقيعة بينها والجيش ولزعزعة ثقة الشارع فيها كقوة وطنية مناهضة للمشاريع الانفصالية.
الجميع اليوم مطالب بتحكيم صوت العقل وتغليب المصلحة العامة، حتى اخماد صوت المليشيا للابد، وعلى من يحرضون من خلف شاشات الكيبوردات ان يتقوا الله في انفسهم وفى اهاليهم، وان يدركوا خطورة ما ينشرونه من دعوات للفتنه، فالفتنة اشد من القتل، وعواقبها وخيمة فى الدنيا والاخرة.