الحيكومة (كَارْبَة)، طِينة!!

@ الباحث في مجال الأدب الشعبي والفلكلور السوداني ، الراحل الطيب محمد الطيب اثري المكتبة السودانية بالعديد من كتب التراث إلا أن كتابه عن الانداية يعد من أمتع ما كتب الراحل . تناول الانداية كمنتدى ثقافي يعج بالموروثات الثقافية في جميع المجالات وفي مختلف بقاع السودان . والانداية لمن لا يعرفها هي مكان يجتمع فيه الرجال نهاراً لشرب الخمور البلدية وتحديدا شراب ( المريسة ) التي تصنع من الذرة المخمرة بطريقة خاصة وتعتبر في كثير من مناطق السودان بمثابة غذاء رئيسي علي الرغم من أنها مسكرة وتلعب بالرؤوس .
@ تناول الأستاذ الطيب الانداية وطقوسها وقوانينها وعاداتها وإفرازاتها الثقافية وتأثيراتها الاجتماعية في العديد من مناطق السودان وذهب بعيدا وتحدث عن أنواع مشروب المريسة وتأثيراتها علي الذين يتعاطوها . من أشهر أنواع المريسة ، ما يسمي ( كَبَسْ التور ) والذي يشرب من هذا النوع يصبح شريرا متحفزا للمشاكل والشجار أما النوع الآخر يعرف ب (الجمل برك ) ومن يتعاطاها تظنه واعِ ، يظل يحكي بفصاحة ومنطق ووعي ولا تظنه (سكران) ولكن ما أن ينهض واقفا حتى تنهار قواه ويجثو علي ركبتيه كما يبرك الجمل .
@ الحكومة بدأت عهدها ب ( كبس التور ) وطاحت في الخلق بطش وإرهاب قتلا وتعذيبا سجنا وتشريدا حتى تمكنت من بسط سلطانها بطريقة (الابضايات ) . زهو الانتصار زين لها أنها ( انتهت ) من هذا الشعب وراحت تتصرف بلا عقل ، تكذب وتسرق و تفسد في حكمها ومن فرط (الطشمة ) ظلت تصدح ( الشعب مبسوط مِنًي) . وضاعت ثروات البلاد في الفارغة و المقدودة وبناء غابات الاسمنت في كافوري و( ليتل خرطوم ) Little Khartoum في ماليزيا وتحولت عائدات النفط إلي أرصدة في حسابات خارجية ، انهارت الزراعة والصناعة وانفصل الجنوب والحروب تستعر في دارفور والنيل الأزرق وكردفان. انعدمت الموارد المالية وأزمة اقتصادية وغلاء طاحن .
@ الازمة الاقتصادية في البلاد لن تمر هكذا مرور الكرام لأنها ارتبطت بزيادات في كافة السلع و الخدمات وتراجع قيمة الجنيه السوداني . الحكومة لا تملك غير اعلام مضلل و قبضة امنية باطشة في مواجهة شعب مقهور ولكن لكل بداية نهاية وبمجرد أن أصبح العصيان المدني خيار الشعب للتغيير ، أصاب ذلك الحكومة في مقتل لأنها تدرك أن العصيان المدني و الاضراب السياسي العام هو سلاح مجرب لإسقاط الانظمة بأقل الخسائر . الحكومة تسعي الي جر الشعب لمواجهتها كي تستقوي بقمعه وهي تستهدي بمشورة د. نافع ( المهببة ) وهو يدرك أن الشعب السوداني لو عفا و أصفح عن الجميع فلن يعف و يصفح عن نافع الذي لا مفر له غير تحريض الحكومة التي تتحدث بفصاحة من شرب من مريسة (الجمل برك ) ولم تعد قادرة علي الوقوف ناهيك عن تحقيق أي وثبة أو مواجهة أزماتها وظلت جاثية علي ركبتيها كما الجمل تكثر من الرغاء خائرة القوي (شالعة) طينة لن تحوجنا إلي مواجهة شعبية لأنها ببساطة باركة في الراكوبة.
@ يا أيلا .. ملف فساد أراضي أم القري بطرفكم الآن , وراك والزمن طويل!

[email][email protected][/email]