قمرية الغناء السوداني: منى الخير.. هديل الحمام الزاجل

الخرطوم ? سارة المنا
برحيلها بعد حياة فنية حافلة بالعطاء، فقدت الساحة الفنية إحدى النساء الرائدات في مجال الغناء السوداني، حيث دخلت (آمنة خير الله) الشهيرة بــ (منى الخير) قلوب الملايين من الجمهور من خلال أعمالها القريبة من الأذن والقلب خاصة (عيون المها) التي أصبحت متبادلة وإلى الآن، منى كانت من أوائل الجيل الفني الذي برز في الساحة وفتحت الطريق أمام الأصوات النسائية، وهي شقت مسيرتها الفنية في زمن يحرم الصوت النسائي عبر ما كان يعرف بأغاني السباتة، وشكلت إطلالة نسائية جديدة مقارنة بمن سبقتها.
انطلاقة المشوار
ولدت الفنانة منى الخير في العام 1937م ببري، وكانت أولى بداياتها الفنية التي شهدتها لها المنطقة.. بدأت منى بحفلات الأعراس، تمتلك خامة صوتية عالية تشد انتباه كل من يسمعها، تغنت في سن صغيرة، وكان عمرها لم يتجاوز (14) عاما، لكنها حظيت بجمهور وقبول كبير، في الفترة ما بين (1952- 1956)م ظلت تردد أغنيات الحماسة وأغاني البنات، وأول أغنية تغنت بها (ما رأيت في الكون ياحبيبي أجمل منك)، وكانت تغنيها دائما في بيوت الأعراس لكي تخرج من غناء الحماسة، وهذه الأغنية كانت سببا في رفض أسرتها تجاهها للغناء، ولكنها لم تستكن وبفضل ثقتها الكبيرة تمكنت من إقناع أسرتها، وواصلت مسيرتها الفنية، وكان العام (1956)م بمثابة الانطلاقة الحقيقية لها، وكانت ضمن كوكبة فرقة الخرطوم جنوب، وهي الفرقة التي كانت لها مساهمة كبير في صقل موهبة منى الخير وتقديمها إلى الساحة الفنية فنانةً متميزة .
عيون المها جواز مرور
تعاملت منى الخير في بدايتها الفنية مع عدد من الشعراء منهم عبدالرحمن الريح في عمل (عيون المها)، وكانت تلك الأغنية جواز مرور لـ (منى) بعد أن أقنعت عدداً كبيراً من الشعراء والملحنين، شاركت برنامج (ركن الهواة)، وكان لها أول ظهور في برنامج إذاعي، وقدمت عبره رائعتها (ما رأيت في الكون، عشان هواك) وهي من كلمات إسماعيل حسن وألحان خليل أحمد، وتعد من الأغنيات المشهورة.
تعامُل مع الشعراء والملحنين
يُعد الملحن خليل أحمد راعياً لموهبة منى الخير حيث لحَّن عدداً من الأعمال منها (قمرية فوق الدوح، أحزن معاك، اعمل إيه). وحصلت بأغنية (رسائل غرام) كلمات إسماعيل حسن وألحان خليل أحمد على جائزة اتحاد نساء السودان في عام (1958)م.. وجاءت (أنا مابنساك لو انت نسيت الناس، الحب الخالد)، كان التعامل الثاني لمنى الخير مع الشاعر عبدالرحمن الريح.
تعاملت منى الخير في مسيرتها أيضاً مع الشاعر النعمان علي الله في رائعته (من بعيد لبعيد)، كما أهداها الشاعر حسن الدين إبراهيم في بدايته الشعرية أغنية (أبوي)، وآخر عمل تغنت به منى الخير بالإذاعة كانت أغنية (غبت عني مالك) كلمات الشاعر موسى حسين .
مسيرة حافلة بالعطاء
انتقلت منى الخير إلى أغاني السباتة إلى الآلات الوترية تم عمل على إيقاع أغنيات (السباتة) مثل (الليل بلال بلال ماجا) ثم بعد ذلك للأغاني الكبيرة مثل (الحمام الزاجل)، بعد مسيرة منى التي كانت حافلة بالعطاء في (الخرطوم جنوب) حدث لها وانتقلت على إثره لأم درمان، وهذا النقلة جعلتها تقابل الشاعر عبدالرحمن الريح، وكتب في عيون منى نفسها (عيون المها) واستهلم من اسمها (يا منى عمري زماني).
طفرة الغناء النسائي
منى الخير من النساء الرائدات في مجال الفن والإبداع، سطرت حروفها من ذهب في ذلك الزمان، وكانت تتمتع بشخصية وتتميز بها تجبرك على احترامها.. من أبزر صفاتها رزانتها وسلوكها القويم وروحها المهذبة.. منى الخير وعائشة الفلاتية تعدان محطة من محطات الإبداع والوفاء النبيل وهما من النساء اللاتي أحدثن طفرة حقيقية في مجال الغناء النسائي.
اليوم التالي
الله يرحمها ويغفر لها ويدخلها فسيح جناته
نشكر الأستاذة سارة الممل .. علي هذا السرد التعريفي للأستاذة مني الخير .. واوجزت لنا من حياتها ما يشبع رغبتنا في المعرفة .. ولكن لدي تنويه بسيط في اغنية ابوي ضو البيت .. او ما يحلو للجميع ان يترنموا بها .. وهو الأستاذ سعد الدين إبراهيم وليس حسن كما ورد في المقال أعلاه .. ربما يكون خطاء مطبعي .. وشكرا
نشكر الأستاذة سارة المنا.. علي هذا السرد التعريفي للأستاذة مني الخير .. واوجزت لنا من حياتها ما يشبع رغبتنا في المعرفة .. ولكن لدي تنويه بسيط في اغنية ابوي ضو البيت .. او ما يحلو للجميع ان يترنموا بها .. وهو الأستاذ سعد الدين إبراهيم وليس حسن كما ورد في المقال أعلاه .. ربما يكون خطاء مطبعي .. وشكرا