لا يسمعون .. فيقتلون

لو سمع صدام حسين نصيحة الشيخ زايد ، وتنحي وغادر بغداد ? قبل الغزو ? لما تدلي بعد ذاك من حبل المشنقة بعد أن قبض عليه في حفرة بائسة .

وفي خور بائس قبض علي الدكتاتور القذافي ، وقتل شر قتلة . ولو فكر قبل ذلك في التنحي عن السلطة واللجوء للنيجر لما كان ميتاً ، ولما رميت جثته في ( تلاجة) من أجل الفرجة .

ولو نصحت ماري انطوانيت زوجها الملك ، كيما يترك الحكم للثوار ، لما تدلي رأسها في المقصلة بعد ذلك .

ولو غابت سكرة السلطة عن كل حاكم ظالم ، وسمع صوت الجماهير الغاضبة ، فأعلن استقالته وغادر الكرسي ، لما وقف أمام المحكمة ذليلاً ، أو أمام المشنقة خائفاً مرعوباً .

ولو سمع النصيحة أعلاه حسني مبارك المخلوع ، لما أضحي سجيناً في طرة ،أو مجروراً في نقالة داخل في قفص الاتهام

ولو سمعها بن علي ، لما فر ذات نهار إلي المملكة ، واختفي فيها مثل فأر في كركور .

ولو سمعها شاه إيران في سالف العصر والأوان ، لما ظل مطارداً تنبذه الدول بما فيها الولايات المتحدة ، ليموت حسيراً في القاهرة .

ولو سمعها بشار بن حافظ الأسد ، قاتل شعبه بالكيماوي ، لما قتل وهو يهرب ناحية حدود حزب الله في لبنان ( نبوءة تتحقق قريباً)

ولو سمعها عيدي أمين قبل أن يجتاح الثوار كمبالا ، لما ظل مطارداً في الحجاز ، وخائفاً حتي الممات

ولو سمعها فلان بن فرتكان ، الذي صدق أنه رئيس الحزب الذي لا يقهر ، لما خرج من أبواب القصر الخلفية بعربة مستأجرة قبل أن يقبض عليه في ساعة متأخرة من مساء ذات اليوم .

ولكن الطغاة لا يسمعون مطالب الشعب إلا بعد فوات الأوان ، لكنهم يسمعون صوت سدنتهم وبطانتهم متي ما طلبوا منهم زيادة سعر البنزين أو الجازولين بحجة دعم الميزانية .

ويسمعون صوت صندوق النقد الدولي متي ما قال لهم خصخصوا القطاع العام وأحيلوا الموظفين للصالح العام .

ويحذرون الناس من التماسيح البريئة في النيل ، بينما هم تماسيح السوق التي تشطف عرق الناس بلا هوادة .

ويسمعون صوت أنين المرضي في ردهات المستشفيات ، فلا يعطوهم حقنة إلا بعد أن يذهب ذووهم للحسابات ويدفعون الرسوم بالمليارات ، وإن مات المريض بعد ذلك فلا بد من دفع الرسوم إلي مقابر شمبات .

هل يسمعون صخب الرعود ؟ صخب الملايين الجياع يشق أسماع الوجود ؟ لا يسمعون .
الميدان