المتسللون.. من حكايات السودانيين في إسرائيل

اعداد: الصحافة: في وسط تل أبيب أصبح من المعتاد أن ترى العديد من السودانيين في عاصمة إسرائيل يفترشون الحدائق يبحثون عن مستقبل لهم بعد عبورهم صحراء سيناء في رحلة محفوفة بالمخاطر، هؤلاء أصبحوا اليوم ظاهرة تعرفها وسائل الإعلام بالمتسللين، وقد تناول برنامج تحت المجهر بقناة الجزيرة في حلقة بتاريخ 5/11/2010 ظاهرة تسلل السودانيين الى دولة اسرائيل، واستهلها المعلق بالقول (أن يكون هناك لاجئون في دولة ما فهو أمر معهود في تاريخ البشرية أما أن تكون هذه الدولة إسرائيل وأن يكون اللاجئ من السودان فهو ما لم يكن يتصوره أحد)، وحفلت الحلقة بالعديد من حكايات السودانيين هناك تقدم (الصحافة) جزءا منها هنا.
استضاف البرنامج نماذج لسودانيين يقيمون في اسرائيل منهم الحافظ جمعة وزوجته، والحافظ من دارفور لجأ إلى مصر بسبب الحرب في الإقليم كما يقول عام 2003 ليغادرها بعد ذلك متسللا إلى إسرائيل عام2006: ويقول، لما لجأنا من دارفور لمصر قدمنا لمكتب الأمم المتحدة الذي قبلنا كي نسافر لدول أوروبية خاصة أستراليا وأميركا وكندا لكن الأمم المتحدة في مصر بعد 2004 بطل كل شيء، فتعرفنا مع الإسرائيليين مثلا يعني أنتم من وين؟ نحن من دارفور وكده فبنيت العلاقات بين الدارفوريين والإسرائيليين. والبدو هم اللي سهلوا المهمة لنا إحنا وكنا حكاية 52 شخص، دخلنا إسرائيل حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا حين تحررنا من مكان البدو ودخلنا في الأراضي داخل إسرائيل فكان استقبال الإسرائيلين جيدا وشخصيا شعرت انهم إنسانيون في نوع ما يعني إنسانية وكرامة مثلا الإنسان الله خلقه بيحترم حتى وإن كان من بلدان معادية لإسرائيل لكن كان استقبالهم استقبال الجيش مثلا يعني الجيش مثلا جيش مش متعلم مش مثقف لكن الجيش الإسرائيلي بيقول (مرحبا بكم في اسرائيل) لكن المصري لو شافك حيديك طلقة يعني طلقة بس ما فيش تحية أكثر من كده. بعد ذلك ركبونا بباصات وجئنا لقسم الشرطة يعملوا لنا التحري الفردي والكشف الصحي بالنسبة لكل فرد وبعدها انطلقنا مشينا السجن مشينا النقب على سجن اسمه كيسيوتو.. قعدنا أكثر من ستة شهور وبعدها مرينا بالإجراءات كلها وجئنا الى تل ابيب..
اما إخلاص زوجة حافظ جمعة/ فتسللت فهي ايضا عام 2006م وبعد شهر من تسلل زوجها وتحكي عن تجربتها قائلة: دلوقت أنا جئت إسرائيل بس مش مرتاحة، والله اللغة بنتعلمها شوية شوية لكن صعبة علينا كمان شوية حتى لو كنت بتقرأ ما تشتغل يعني وإذا ما اشتغلت ما تقدر تقعد في بيت حد، لازم تشتغل كمان علشان كده إحنا فضلنا الشغل، إحنا ما جئنا نشتغل فقط جئنا لقينا الأمان هنا ولما لقينا أمان كمان لقينا الحياة مش سهلة، لازم تشتغل أنت تؤجر بيت زول تدي الزول حقه وفي بيت حدانا عايز حقه كمان ولو لم تعمل تترك بالشارع.
ويحكي محي الدين سليمان/ تسلل عام 2009م عن تجربته ويقول: كانت البداية من السودان في جنوب دارفور مدينة نيالا بالتحديد كنت قاصدا ليبيا فسافرت إلى ليبيا وكنت قاصدا أن أسافر أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط فكانت هذه هي الفكرة لكن للأسف الشديد لم يكن السفر لإيطاليا في الوقت ذاك متزامنا مع الفترة اللي أنا كنت هناك في ليبيا، أنا كنت في بداية السنة والسفر مفروض يكون عادة الشهر 7، سبعة شهور كانت كثيرة جدا يعني ما توفقت أن أقعد ساكت في ليبيا أو بعدها ما توفقت من السفر فاشتغلت في الشركة في الصحاري شركة هندسية سبعة شهور، كان برنامج تقصي الحقائق في أخ من السودانيين اللي جاؤوا لإسرائيل فحكى عن أوضاع السودانيين الموجودين هنا في إسرائيل فأنا تشجعت لخطوة إسرائيل بدلا عن إيطاليا فقدمت على مصر طوالي وفي اليوم التالي في 15/5 من نفس العام وصلت مصر القاهرة وفي نفس الليلة كنت مصرا أن أسافر لكن كان السفر ما كان خياري أنا وانما كان خيار البدوي الشخص المفروض يوصلني إلى إسرائيل فاتصلنا بهم من القاهرة وأكد أنه مفروض نسافر في اليوم الثاني، وأخذنا على السيارة اللي هي سيارة بتاعة بضائع مقفلة وكنا في قناة السويس بالتحديد يعني فكان رجل الأمن بيسأل أنه أنت شايل شنو في السيارة؟ فكان الرجل بيقول له بضاعة فهو بيضرب كده على الصندوق فبيقول له بضاعة ولا سودانيون موديهم إسرائيل؟ فاتفقوا على مبلغ معين يعني كرشوة ارتشى البوليس وتحركنا عادي فجئنا وبيتنا في العريش واليوم الثاني جاء عندنا الصباح احضر لنا الافطار وطمأننا وأخذ المبالغ بتاعته، كان بيأخذ من السوداني ما يعادل مائتين ثلاثمئة دولار من كل فرد حسب إمكانية الشخص، فجاء أخذنا في سيارة ثانية وتحركنا لحد مسافة بتاعة ثلاثة كم من الحدود المصرية الإسرائيلية وتوقفنا هناك وكنا ماشيين على الأقدام حتى أنه ما يكون في صوت بتاع السيارة. و.. المنظار وكنت شايف أنه يعني في كثافة أو كمية كبيرة جدا من الجيش المصري على الحدود وعلى بعد كل خمسين مترا في عسكري وبعدها بيكون في دورية بتتحرك بشكل قافلة حتى أنا شخصيا ما أفتكر أن العبور الحدود المصرية الإسرائيلية أمر سهل بل كان الاحتمال أن الواحد ينجح 1%، فاندفعنا اصطدمنا بالسلك، كان الأمر صعبا، حاولنا نتسلل لأعلى السلك كان برضه الموضوع صعبا وكان في إطلاق نيران بشكل كثيف جدا من القوات المصرية فاضطررنا أن نحاول نساعد اثنين من الشباب يحاولوا يطلعوا أعلى السلك يحاولوا شنو؟ يحدوا من مقاومة السلك حتى أن يظل ارتفاع السلك بدلا من 280 لمستوى بتاعة 150، 170 سم، سهلوا المهمة كثيرا جدا وعبرنا بعد ذلك بالسلك وفي إطلاق نيران كمية من الناس، في حالات فيما بيننا ما أصيبوا بالرصاص لحسن الحظ الدفعة بتاعتنا الـ 16 طلعنا لكن كان في حالات اضطراب نفسي. بعدين بعد نصف ساعة جاءت عندنا الحكومة الإسرائيلية والحقيقة يعني وللأمانة واحد يقول أنا تفاجأت جدا بحفاوة الترحاب اللي وجدناه عند القوات الإسرائيلية عند الحدود وفيما بينهم واحد يتحدث اللغة العربية فيتحدث أنه في سودانيين ويقول إن الأغلبية من العدد اللي دخلوا هم سودانيون يعني 16 إحنا كنا تسعة والستة عبارة عن اثنين من أريتيريا والباقي إخوة من كودوفار ومناطق أخرى في إفريقيا. أنا جاي من هناك صراحة يعني ما مفتكر أن الأرض مفروشة بالورود أو حيستقبلوني كده وحاملين المستقبل في طبق من الذهب، أنا عارف أن الوصول للمستقبل محتاج لإرادة محتاج لعزيمة ومحتاج لإصرار من الشخص يعني كنت أطلب حاجات بسيطة جدا ووجدتها يعني الأمن مثلا على سبيل المثال وجدت الأمن في إسرائيل ووجدت حرية التنقل ضمن جغرافيات محددة. وفي الحقيقة أنا لا أقدر أن اقول حضوري الى اسرائيل كان بشكل وإنما أتيت بشكل فردي وما تم برغبة ذاتية يعني أن الشخص برغبته أن يجي إسرائيل علشان يحسن أوضاعه الاقتصادية، وإسرائيل كانت منطقة مقفولة ما حد يعرف مستوى العمالة كيف ولا مستوى التعليم، نوعا ما إسرائيل تختلف عن كثير من الدول لكن اللي أجبر الناس على الهجرة إلى إسرائيل هو الأمرّ من الخطوة التي أقدمنا عليها.
ويتحدث محي الدين إبراهيم عن ما اكتشفه في اسرائيل بعد قدومه اليها ويقول: لما جئت إسرائيل اكتشفت حاجات كثيرة حتى في السودان ما كنت أعرفها مهما قرأت مهما تعلمت أو ارتقيت أعلى المراتب في أشياء أنا ما كنت أعرفها عن العالم وعن إسرائيل، ويضيف (أنا تفاجأت، المفروض نجي إسرائيل من زمان. أنا لقيت كل العرب في إسرائيل)، ويقول الوليد سيد ان السودانيين بحكم احتكاكهم مع الأفارقة في مصر وتناقل الأخبار عرفوا أن التسلل سهل عبر البر إلى إسرائيل وتوجد وظائف فأصبحت الظاهرة تمشي على هذا المنوال.
ويفسرعامر السيد/ إعلامي سوداني من دارفور الامر بان الهجرة هي حلم لكل شباب دارفور وذلك لأن الناس دايرين يغيروا الواقع الاقتصادي والاجتماعي ويقول ان من يتخرج من الجامعة ولا يجد وظيفة أو أي عمل آخر لمدة سنتين ثلاثة هو ده بالضرورة تخليه يفكر أفكارا كثيرة وممكن أقول له هاجر إسرائيل يعني عادي، الهجرة إلى إسرائيل تكون بالنسبة له عادية ولكن تأكدوا أن هذا الكلام لا يكون مقتنعا به في قرارة نفسه.
هذه هي وجهة نظر السودانيين المتسللين، تتراوح بين باحث عن الامن والسلام وباحث عن العمل والاستقرار، اما وجهة النظر الاسرائيلية فيعبر عنها يوئيل حسون/ رئيس لجنة شؤون مراقبة الدولة في الكنيست: الذي يقول: أنا لا أستطيع القبول بمقولة إن هؤلاء السودانيين لاجئون، هم مهاجرون غير شرعيين ومن يتم الاعتراف به بأنه لاجئ أو يتم الاعتراف به على وجه التأكيد بأنه شخص ملاحق وبحاجة إلى لجوء سياسي وحماية من أي نوع فدولة إسرائيل سوف تحميه، إسرائيل ملتزمة بجميع المواثيق الدولية لكن أن ندعوهم تلقائيا بأنهم لاجئون هذا أمر لا أقبل به من الأساس، ويضيف يوئيل حسون: الأمر في البداية كان ينظر إليه بكل سرور ففيه قوى عاملة منتجة وفعالة يمكن تشغيلها لكن مع مرور الوقت والسنين بدأ الأمر يشكل ظاهرة لا يمكن السيطرة عليها، ظاهرة تخلق عمليا جماعات أو طوائف، جماعات داخلية لم تأت إلى هنا فقط لكي تعمل حتى وإن كان بطرق شرعية وإنما يأتون لإقامة منازل لهم ولكي تكون عائلاتهم جزءا من المجتمع الإسرائيلي وكل ذلك نقطة الانطلاق فيه بدأت بشكل غير قانوني، بالنسبة لهم هم كمن جاء إلى الجنة أما بالنسبة لنا فالأمر مشكلة..

تعليق واحد

  1. ماشاء الله واحد منهم قال اكتشف ان العرب كلهم في اسرائيل وياريت كان اتي من زمان ياريت لو كان الرعيل الاول من سياسيينا كان بيفهم وتخلص من معوقات تقدمنا وتحضرنا والمضحك كمان اسمك محي الدين كده الواحد يغير اسمه طوالي بلاوي مايعلم بيها الا ربنا

  2. بسم الله الرحمن الرحيم

    اتمنى ان لايكون الاخ الساعة يفترش الحدائق مع

    هولاء السودانيين 00

    وان يكون اسيادى كما يقول هو احنرموه00

    وطنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى 00

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..