اذا غاب الشريف..!!

تراسيم 

في ذاك اليوم أعلنا حالة الترقب القصوي..نجل مولانا الميرغني سيؤدي القسم حارسا للدستور وخادما وفيا للشعب السوداني..جعفر الميرغني من سودانيي الشتات الذين فرقتهم السياسة بين بلدان العالم..كل المتوافر من المعلومات ان جعفر درس في الولايات المتحدة الامريكية ولم يسبق ان شغل منصبا حتى لو كان رئاسة نادي النيرغني كسلا ..استغرب الحضور والمساعدة الجديد يخلط بين ولايتي النيل الابيض والنيل الأزرق .. اعتبرناها زلة لسان وخطا مطبعي .. المشكلة ان الشاب جعفر لم يمكث كثيرا في السودان حتى نحكم عليه من أفعاله ..اتخذ في الخرطوم فندقا فخما ليقيم فيه اثناء زياراته القليلة للسودان .. مابين هذا وذاك يمارس الميرغني الصغير عادته المحببة في التحوال الدولي .
صمتنا وقلنا ان مولانا الصغير يتدرب على شئون الحكم على حساب دافع الضرائب السوداني..احدى الصحف حملت منشيتا يفيد ان وزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية مبروك مبارك سليم غاب عن عمله ستة اشهر ومازال يحظى بلقب السيد الوزير في حله وترحاله.. في إجازته الطويلة خاطب شيخ مبروك خادم الحرمين الملك عبدالله بضرورة معاملة أهلنا الرشايدة باعتبارهم مواطنين سعوديين..كاد المبروك ان يندم على الظروف التي جعلت هذه القبيلة الكريمة تقطن ارض السودان.. ولم يتم التحقيق مع المبروك لا على الغياب الطويل ولا على المطالبة التي تجاوزت الأعراف والتقاليد.
عزيزي القاريء هل تعلم ان نائب برلماني وموظف عام غائب منذ عدة اشهر..لا احد الان يدرك  اين يقيم النائب البرلماني  والمستشار الحكومي موسى هلال.. التواصل مع زعيم قبيلة المحامين يتم عبر هاتف الثريا او من خلال مستشاره الصحفي المقيم بالخرطوم ..لائحة البرلمان  تعاقب  كل من يغيب عن حضور جلسات البرلمان بعقوبات تصل حد الفصل.. بالطبع لا احد يجروء على إشهار سيف المحاسبة لرجل تغضب لغضبته ألوف الناس.
في الإطار العام هددت وزيرة العمل بتقديم شكوى  لمنظمة العمل الدولية ان لم تقوم الحكومة بإجازة قانون العمل الجديد حتى عام 2014.. قانون العمل الحالي يعيق الانتاج ويجعل المستثمرين يعزفون عن التوسع في ايجاد فرص العمل..عبر هذا القانون يكون من المستحيل الاستغناء عن أدى عامل بعد مضي تسعين يوما..سمعت صاحب مخابز يصرخ في مكالمة هاتفية مع برنامج إذاعي ان محكمة العمل ألزمته بدفع مائة وأربعين الف جنيه لعامل قضى معه بضعة سنوات..رغم هذا الواقع البائس لا اجد منطقا ان تهدد وزيرة حكومتها باللجوء للعدالة الدولية ان لم تعدل من قوانينها.  
الخيبة الكبرى حملها حديث  النائب الشيخ المك في حديثه امام البرلمان ” في ناس بياخدوا مليارات واي وزير او مدير يعين على كيفو”..هل تصدقون ان بعض مدراء المؤسسات العامة يتقاضون خمسة أضعاف ما يتقاضاه رئيس الجمهورية.. وان اخرين من بينهم مدير البنك المركزي ونوابه ومساعديه مرتباتهم لا تعلن للكافة ..ويحتفظ تاريخنا المعاصر ان صحفي حاول الاستوثاق من مرتب مدير سوق الاوراق المالية فكان جزاؤه الحبس من قبل وزير المالية.
في تقديري ان الحكومة عاجزة عن تطبيق القانون حتى على كبار وزرائها..ولكن العقاب يمكن ان يطال معلم غاب عن عمله وان كان لا يصرف راتبه لعدة شهور.. هذا الواقع البائس تعبير عن حالة العجز المفضي الى الهوان بين الامم.

عبدالباقي الظافر                                                                  
 [email protected]
الأهرام اليوم