المحارب.. رواية.. 19

قالت له وهى تشير الى السرير الوحيد الذى يتوسط القطية التى لا تتعدى مساحتها على التسعة امتار: تفضل بالجلوس..
اطاعها دون ان ينبس بكلمة، فجلس وهو يتفرس فى وجهها على ضوء مصباح الكيروسين الصغير الموضوع على خزانة الملابس الصغيرة التى قبعت فى احد اركان القطية.. طفق يفكر فى هذا الوضع الذى يمكن ان يؤدى الى ما لا تحمد عقباه.. فهذه اول مرة فى حياته يجد نفسه فى خلوة مع واحدة ليست من محارمه، لا بل ولاول مرة منذ بلوغه سن الرشد يطيل النظر فى وجه امرأة، ومن المؤكد ان الشيطان يعد الآن عدته ليوقعه فى ما ظل يغالبه طوال سنى عمره.. صحيح انها لم تكن فى جمال الزينة والدهباية، غير انها تمتلك قواما ممشوقا وقدا مياسا وجسدا ظامئا ينضح فتنة واثارة.. جلست بالقرب منه ومدت باصابعها تتحسس شعر راسه وهى تنظر فى عينيه بشغف، ملا عطرها الداعر خياشيمه، وبدا صراعه مع نفسه يحتدم اكثر فاكثر، فرغبته بلغت الذروة، وليس هنالك مايحول بينه وبين اتيانها سوى عزيمته التى بدأت تخور وهى تقترب منه اكثر واكثر حتى احس بحرارة انفاسسها.. ازدرد ريقه وطفق يغالب شهوته تارة بايمانه، وخلقه، وصلاته، ونسكه، والموت، والقيامة، وتارة بتاريخه الناصع الخالى من كل دناءة ومثلبة ونقيصة رمت بالناس فى جب الرذيلة.. معركة عنيفة يدور رحاها بين الحق والباطل، ميدانها قرارة نفسه المتارجحة ما بين الاذعان لنداء شهوته، والخوف من الوقوع فى مستنقع الرذيلة الآسن، معركة يتقهقر فيها الباطل هنيهة امام قوة الحق، ولكنه لا يلبث ان يطل براسه، فيعود منصتا لنداء شهوته فينزع الى الباطل حينما تغلبه سهام عينيها الفاسقتان التان ما انفكتا تدعوانه الى اتيانها فى فجور سافر، فينقلب خاسئا وهو ضعيف.
قال يرجوها؛ القوم فى انتظارك، يجب ان تذهبى اليهم، واردف وهو يتمنى ان لا تستجيب لرجائه؛ دعينى وشأنى..
ضحكت فى خلاعة وهى تردد فى استهتار كانها قرأت ما يدور فى خلده؛ سامضى ما تبقى من ليلتى معك ايها الجذاب، قالت ذلك ثم طفقت تنزع عنها ما كان يسترها.
اتسعت حدقتاه وقد هاله جراتها وعدم حياءها، فقال وهو يبتعد عنها فى تمنعٍ راغب؛ انا لست من تبحثين عنه، استطرد فى وجل؛ لن تجدى فىّ ضالتك..
قالت باغراء فاتن؛ بل انت من بحثت عنه طوال عمرى ايها الوسيم.. قالت ذلك وسحبته ناحيتها بقوة حتى التصق صدرها العارى بصدره..
قال لها وهو يحاول دفعها برفق، وقد رضخ لرغبته شيءٍ ما، واحساس بنشوة لذيذة قد سرى فى كل خلية من خلايا جسده ونهداها الثائران يضغطان على صدره ككرتين من اللهب؛ دعينى وشأنى، فانا لست كصديقى.
ضحكت باستهتار ويداها تعبثان بشعره ثم قالت فى عهر زاد من فورة غريزته الثائرة التى تفجرت بركانا من الشبق؛ لن ادعك حتى انال منك ما تناله الزوجة من زوجها فى مخدع الزوجية، رددت حديثها هذا ببذاءة وفحش ووقاحة نترفع عن نقله ها هنا.
لقد وقع فى الفخ الذى نصبته له النوارة التى لا يستطيع مقاومة اغرائها احدا مهما اوتى من عزيمة، فها هو ينزع عنه لباس ايمانه وتقواه وما ستر عورته.. لا يدرى لماذا تذكر فى هذه اللحظة السكرية بت الجاك، ربما لانها اول امرأة اشتهتها نفسه وتمنت وطئها فى بدايات مراهقته، او لربما لان النوارة صورة طبق الاصل منها خصوصا فى غنجها وذرابة لسانها واستهتارها.. كانت قد تهيأت له تماما.. كان كل شيء فيها يناديه.. عطرها الصارخ الداعر.. فسق نظراتها الولهى.. تلاحق انفاسها اللاهثة.. تناسق جسدها المشتعل اثارة.. نسى سنواته على الصراط المستقيم، فأى صراط هذا الذى يحول بينه وبين هذه الفتنة؟ ولماذا لا يجرب ولو لمرة واحدة فى عمره، انه ليس بملك ولا هو بقديس.. انه بشر من لحم ودم، وطبيعة البشر الوقوع فى الخطأ والخطيئة.. انه فى مرحلة الشباب، وفى اوج شبابه، والشباب لا يجدون حرجا فى الانكباب على الملذات واجتراح المعاصى، جف حلقومه وخار عزمه ومعركته مع نفسه يزداد اوارها، واخيرا وحتى يتخلص من هذا الصراع عقد عزمه على خوض التجربة وليكن ما يكون.. دنى منها ثم جلس بين فخذيها حتى صار قاب قوسين او ادنى.. وهمّ ان…. وفجأة سمع صوتا اطار لبه، ما هذا؟ ولمَ فى هذه الساعة؟ انصت فى ذعر، انه صوت جدته السرة بت الرفاعى يصرخ فيه وشبحها يملأ فراغ القطية الكئيب؛ ما هكذا ربيتك ايها السافل، استانفت جدته صراخها وهى تقترب منه وتقرصه فى اذنه بغضب؛ ابتعد عن هذه البغى، دعها ايها الشقى والا اننى لست لك بجدة.
قفز من بين فخذيها كالملسوع.. ارتعدت فرائضه.. تلاشت رغبته.. طاشت شهوته.. هربت فحولته؟، فوجئت النوارة بموقفه فنظرت اليه وقد ارتفع حاجباها دهشة، إذ لم تستطع لبضع ثوان استيعاب ما جرى، لم تجد تفسيرا لموقفه فظلت تنظر اليه بازدراء وهو يقوم بارتداء ملابسه.. كان يرتعش كالمقرور وقد اشاح ببصره عنها حياء، فبصقت فى وجهه ثم قالت ببغض؛ ماذا اصابك ايها الرعديد؟.
اجابها بارتباك وهو يرتعد فرِقا، لست انا من يفعل ذلك، ردد عبارته الاخيرة هذه، واستطرد متلعثما وهو يغادر؛ حظا اوفر مع غيرى.
هل صحيح انه راى جدته السرة بت الرفاعى فى هاتيك الليلة المشئومة، ام ان شعوره بفداحة ما كان بصدده صور له ذلك؟ وان لم يكن صورتها تلك التى رآها حقيقة، فما سر الالم الذى احسه فى اذنه والذى بقيت اثاره لساعات بعد تلكم الحادثة التى ظلت تداعياتها تلاحقه حتى ليلة دخلته، وما هو تفسير سماعه لصوتها؟ ما لهذا ربيتك ايها السافل.. اترك هذه البغى، والا اننى لست لك بجدة.. لقد راى وجهها على ضوء مصباح الكيروسين الناعس وهى تنظر بعينيها الذابلتين الى عورته باشمئزاز، وسمع صوتها الغاضب الذى اخافه هذه المرة، والذى طالما احب نبراته الودودة وهى تقص على سمعه حكاويها الشائقة، وتدافع وتدفع عنه غوائل الايام.. والغريب فى الامر انه ولاول مرة يشعر بلسعة الالم من قرصتها التى كان يحسها فى سابق الايام ? ايام طفولته – دغدغة لذيذة يتمنى الا تتوقف اصابع جدته عنها وهى تقوم بمعاقبته على جرم ساذج ارتكبه.
تحسس اذنه وقد ارتسمت على فمه ابتسامة صافية وهو يتذكر جدته السرة بت الرفاعى، ووصية صديقه الهميم ود الضو فى ليلة دخلته وعبارته الساخرة ( فانت بتول لم تقرب النساء).. تساءل فنى التخدير فى فضول وهو يهم بوضع قناع التخدير على وجه اشرف، ما سر هذه الابتسامة الجميلة وانت مقبل على عملية؟ رد عليه وابتسامتة تزداد وضاءة وصفاء وجمالا وفنى التخدير يقوم بعمله نحوه؛ تذكرت مواقف لاعزاء كانت لهم بصمة فى حياتى، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر.. قال ذلك وهو يحس بثقل فى لسانه، ومفعول المخدر يسرى فى اعصابه المضطربة سريان الدماء فى الاوردة والشرايين.
معركة توريت..
فى العشرين من يوليو من العام اثنان والفان وقبل يومين من وصول اشرف الى المعسكر تم اتفاق اطارى بين الحكومة والحركة الشعبية بمدينة مشاكوس الكينية، يقضى بوضع حدٍ للاحتراب الدائر فى الجنوب منذ اربعة اشهر قبيل استقلال البلاد فى الاول من يناير للعام 1956.
ففى اغسطس من العام خمس وخمسون وتسعمائة والف انطلقت الشرارة الاولى لاطول فترة حرب شهدتها القارة الافريقية من مدينة توريت، وذلك عندما تمرد بعض الضباط والجنود الجنوبيون الذين ينتمون لحاميتها العسكرية والتى كانت تتبع آنئذٍ لقوات دفاع السودان، فقد استولى اولائك المتمردين على السلاح والذخيرة وقاموا بتصفية بعض زملائهم من الضباط والجنود من ابناء الشمال، وبعد ان نفذوا جريمتهم تلك بدم بارد ودون ان يطرف لهم جفن ذهبوا ودخلوا المدينة على حين غفلة من اهلها وحكومتها ووجهوا اسلحتهم نحو صدور التجار الشماليين، فكانت المجزرة التى اسست لحرب دامت لخمسة عقود لم تشهد خلالها البلاد اسقرارا حقيقيا سوى اعوام قلائل، وذلك حين عم فى ارجائها السلام بموجب الاتفاقية التى ابرمها الرئيس الاسبق جعفر محمد نميرى مع متمردى الجنوب باديس ابابا فى العام اثنان وسبعون وتسعمائة والف أى فى نفس العام الذى ولد فيه بطل قصتنا هذه.
كان جنوب السودان قبل اتفاقية اديس ابابا يتكون من ثلاثة مديريات هى: بحر الغزال، والاستوائية، واعالى النيل فجاءت الاتفاقية لتجعل من تلك المديريات الثلاثة اقليما واحدا، وذلك بمقتضى احد بنودها الذى نص على دمج المديريات الثلاثة لتصبح اقليما واحداً يتمتع بحكم ذاتى داخل نطاق جمهورية السودان.
ضُمنت بنود الاتفاقية فى دستور السودان، وتوقفت الحرب، وعم السلام ربوع البلاد، الا من بعض التحركات اليتيمة هنا وهناك والتى لم تؤثر فى سير الاتفاقية الى ان اصدر الرئيس النميرى قرارا يقضى بتقسيم اقليم جنوب السودان والرجوع به الى ما قبل الاتفاقية، وكان ذلك على خلفية فكرة التقسيم التى طالبت بها بعض الاقليات الجنوبية خوفا من سيطرة الدينكا -اكبر القبائل الجنوبية- على مفاصل الحكم فى الاقليم، فكان ان أجريت انتخابات فى العام اثنان وثمانون وتسعمائة والف وجاءت نتيجتها لصالح الوحدويين الذين نالوا تسعة واربعون مقعدا مقابل اربعة وثلاثون مقعدا كانت من نصيب دعاة التقسيم، بينما تحصلت جماعة تسمى مجموعة التغيير على ثمان وعشرين مقعدا.
تشكلت حكومة ائتلاف اقليمية بين دعاة التقسيم ومن يسمون انفسهم مجموعة التغيير، مما حدا بالرئيس جعفر النميرى ان يصدر قراره بتقسيم الاقليم ليعود جنوب السودان مرة أخرى الى ثلاث اقاليم، وكان ذلك فى يونيو من العام ثلاث وثمانون وتسعمائة والف وهو نفس الشهر الذى اعلن فيه العقيد وقتها جون قرنق عن تاسيس الجيش الشعبى لتحرير السودان، معلنا تمرده على الحكومة المركزية، ومن يومها انطلقت شرارة ما سُمى لاحقا بحرب الجنوب الثانية.. تلك الحرب التى راح ضحيتها قرابة المليونين من ابناء البلاد، كما ادت الى نزوح اربعة ملايين جنوبى عن ديارهم، فضلا عن ستمائة الف لجأوا الى دول الجوار.
والغريب ان جون قرنق تمرد على الحكومة المركزية وهو فى مهمة رسمية، وذلك عندما بعثه النميرى لتهدئة خمسمائة جندى من الكتيبة 105 التى تتبع لحكومة الجنوب كان قد طُلِب منهم التوجه نحو الشمال، الا انهم رفضوا الانصياع لاوامر قادتهم، فما كان من النميرى الا ان بعث العقيد جون قرنق لتهدئة ثائرتهم، وبدلا من عودته الى الشمال وبمعيته هؤلاء المتمردين، قام قرنق بالانضمام اليهم وهو يرى عدالة مطالبهم.
حارب جون قرنق كل الحكومات التى تعاقبت على حكم البلاد بعد ابريل 1985 وفى مارس 1986 ابان عهد المشير سوار الذهب الانتقالى وقع مع بعض احزاب الشمال على اتفاق (كوكا دام ) الذى تحدثت وثيقته عن الديمقراطية الحقيقية، وقيام سودان جديد خالى من العنصرية والقبلية والطائفية وجميع اسباب التميز بين فئاته المختلفة، كما اتفق الجانبان على على ان يكون هنالك مؤتمرا ثانيا تناقش فيه مشكلة القوميات، ونظام الحكم، وقضية الدين، وحقوق الانسان، والتنمية، كما اتفق الجانبان ايضاعلى ضرورة قيام مؤتمر دستورى تحت شعار السلام والديمقراطية والعدالة والمساواة.. وتضمن الاتفاق فيما تضمن؛ رفع حالة الطوارئ، والعمل بدستور 1956 والقاء كافة الاتفاقات العسكرية الموقعة بين السودان والدول الاخرى.
لم يمضِ على اتفاق كوكادام الشهرين حتى اجريت الانتخابات النيابية التى فازت بالاغلبية فيها احزاب الامة، والاتحادى الديمقراطى، وحزب الجبهة الاسلامية.. تكونت حكومة ائتلافية بين حزبى الامة والاتحادى الذى لم يكن طرفا فى اتفاق كوكادام.. وما ان استقر الامر للحزبين المؤتلفين حتى تنكر قرنق لما جاء فى الوثيقة وواصل حربه ضد الحكومة المنتخبة وذلك لعدم اهتمام القائمين على امر البلاد بما جاء فى وثيقة ذلك الاتفاق، فكان ان سقطت مدن الجنوب الواحدة تلو الاخرى حتى اوشك كل الجنوب على السقوط فى ايدى الجيش الشعبى لتحرير السودان.
فى السادس عشر من نوفمبر 1988 وقبيل سبعة اشهر من انقلاب الانقاذ قام محمد عثمان الميرغنى زعيم طائفة الختمية بالتوقيع مع قرنق فى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا على معاهدة صلح اصطلح على تسميتها باتفاقية السلام السودانية او اتفاق الميرغنى ? قرنق، وقد نص الاتفاق على بنود لو قدر لها ان تُنزّل على ارض الواقع لجنبت البلاد ويلات الحرب التى ظل يدور رحاها طوال السنين التى تلت تلك الاتفاقية وحتى توقيع اتفاقية السلام الشامل فى نيفاشا 2005.. تحفظ السيد الصادق المهدى زعيم حزب الامة ورئيس الوزارء حينها وتلكأ فى تنفيذ ما ورد فى ذلك الاتفاق، ورفض حزب الجبهة الاسلامية الاتفاقية جملة وتفصيلا، لا سيما وقد ورد فى احدى فقراتها بندا ينص على الغاء قوانين سبتمبر 1983 التى تم بموجبها اعلان الشريعة الاسلامية فى عهد الرئيس النميرى، الامر الذى ادى الى وأد الاتفاقية وقتلها، فاستمرت الحرب حتى سقطت توريت فى ايدى المتمردين فى السادس والعشرين من فبراير 1989 اى قبل اربعة اشهر فقط من انقلاب الانقاذ.
جاء انقلاب الانقاذ فى الثلاثين من يونيو 1989 وقد وجد سودانا اغلب مدن جنوبه تحت سيطرة الجيش الشعبى لتحرير السودان، فاستنفرت الحكومة الجديدة جهودها لاعادة تلك المدن الى حظيرة الدولة، فجيشت الجيوش وفتحت معسكراتها لتدريب مؤيديها ومنسوبيها على حمل السلاح فظهر على الساحة ما يسمى بكتائب الدفاع الشعبى التى ذهبت الى الجنوب تقاتل جنبا الى جنب مع القوات المسلحة، جهادا فى سبيل اعلاء راية الحق، وسحق الكفرة الفجرة.. او كما كانوا يرددون.
بدأت الحكومة الجديدة فى استعادة المدن الجنوبية من ايدى التمرد، وفى اقل من ثلاثة اعوام، ومن خلال ماسمى بمعارك صيف العبوركان قد تحقق لها النصر فاستعادت فى بدايات واواسط العام 1992جل المناطق التى كانت تحت سيطرة الجيش الشعبى، بما فى ذلك مدينة توريت.
وفى الاول من سبتمبر من العام 2002 وبعد عشرة اعوام من استعادتها، سقطت توريت مرة اخرى فى ايدى المتمردين على الرغم من الاتفاق الاطارى الذى ابرم بين طرفى النزاع بمشاكوش الكينية فى العشرين من يوليو من نفس العام، الامر الذى ادى الى وقف المفاوضات وتجدد القتال مرة اخرى.
رجع الوفد الحكومى من مشاكوس واعلنت الحكومة من فورها عزمها على استرجاع المدينة، وفى اواخر سبتمبر كانت الحكومة قد بدأت هجومها الفعلى على المدينة التى استعصمت بالاستحكامات الدفاعية المتينة، وكانت اولى المعارك قد جرت فى خور انجليز الذى يبعد خمسة وعشرون ميلا شمال المدينة، تلك المعركة الضارية التى اصيب فيها اشرف، وقتل فيها صديقه صلاح، وفى الايام الثلاثة التى تلت معركة خور انجليز جرت ثلاثة معارك اخرى فى خور دليب وموقع لافون والخباط، وبحلول الثامن من اكتوبر كانت القوات الحكومية قد استطاعت اقتحام المدينة واستردادها بعد انهزام وتقهقر الجيش الشعبى لتحرير السودان.

الامين ابراهيم احمد ارباب
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..