برود رسمي وشعبي

منصات حرة
برود شعبي ورسمي ..
نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email][email protected][/email]
حالة غير عادية من البرود تجتاح الآن الشارع العام فى كل مكان فى الأسواق ، الكفتريات ، مواقف المواصلات وبين سائقي الحافلات والبصات والركشات وعربات النقل وكل مرافق ودواويين الحكومة بشكل وبائي خطير لا أكاد أصدقه فالبرود مشهور به الشعب الإنجليزي دون منافس وأحياناً كثيرة يصبح مضرب مثل وهذه عينة بسيطة منه، فى الشارع العام يقف صاحب العربة فى وسط الطريق يأتى الآخر من الخلف وبكل برود يطفئ محرك العربة ويخرج الجريدة ويبدأ فى قراءتها هكذا دون أي إنفعال هذه عينة من البرود الإنجليزي فلنرى البرود السودانى عديم التاريخ هذا فالشعب السودانى مشهور فى الجوار العربي بالتكشيرة والإنفعال والكسل ولا أدري علاقة الكسل بالتكشيرة فهناك نكتة متداولة فى الخليج العربي تقول عندما تسأل السوداني ماذا تفعل عندما تستيقظ من النوم صباحاً تكون الإجابة أرتاح شوية والغريبة أن الشعب السوداني الآن أساساً مرتاح خالص يعني لايحتاج للإستيقاظ فالحال من بعضو كان قمت بدري ولاقمت نص النهار بايظة بايظة المهم فى الأمر مايحيرنى أن فى السابق كنا نشهد إنفعالات ومعارك بين سائقي الحافلات والبصات ونسمع ضجيج البوري والصراخ عندما يقف أحد السائقين على جانب الطريق تاركاً النصف الخلفي للبص داخل شارع الزلط ليعطل المرور فكل ما أصبح يفعله باقي أصحاب الحافلات الوقوف خلفه مباشرة وإنتظاره حتى ينزل راكباً ويرفع آخر وقد تطول هذه الوقفة فى إنتظار أحد الركاب المصابين بداء البرود الغياظ والذى يسير ببطء وكل خلق الله فى إنتظار سيادته ليركب حتى يتحرك الشارع هذا المشهد يتكرر الآن كل دقيقة فالكل أصبح مصاب بداء البرود الغياظ ولكن الكل أصبح محصن ضد الغيظ فأصبح هذا البرود لايغيظ والمدهش أكثر عندما تذهب لشراء كهرباء وتجد موظف المبيعات يتحدث فى الموبايل وانت فى تلك اللحظة فى وضع مستعجل وتنتظر بكل طيب خاطر وبرود إجباري حتى ينتهي أو تنتهي الموظف أو الموظفة من المكالمة وفى الآخر قد يكون ظريفاً ويعتزر لك بلطف وبرود مفتعل قائلاً آسف مكالمة خارجية فتبتسم أن بكل برود مافي مشكلة وقد لايعتزر ويسألك مباشرة ( بي كم ) وكأنه لم يكن يفعل شيئاً فنادراً ما أصبحنا نسمع أحدهم يصرخ ويهتاج ويقطع زراير قميصه لاعناً الوضع العام والخاص وفى الآخر ينظر إليه الجميع بكل برود وكأن هذا الوضع لايعنيهم من قريب أو بعيد والمؤسف جداً عندما تقف لشراء رغيفاً أو كهرباء أو حتى أي شئ من أي سوبر ماركت وأثناء حديثك مع صاحب المحل يأتى أحدهم ويطلب حاجته فى نفس الوقت وكأنك لاتعجبه أو لايراك فهذا أيضا نوع آخر من البرود الاإحترامي أن تاتي متأخراً وتريد أن تقضى حاجتك قبل الجميع وتعتبرها شطارة وفهلوة فهذا النوع من البرود أصبح وباءاً داخل المؤسسات فمثلاً نجد ذلك المواطن الذى يأتى باكراً لترخيص عربته ويقف فى أول الصف ويفحص سيارته ويدخل أوراقه ويجلس فى الصف وعلى الرغم من أنه الأول نجد الموظف ينهمك فى تخليص شهادات بحث أخرى تأتيه داخل الكاونتر من أهل الواسطة والمعرفة ولا يستطيع المواطن الإحتجاج ولا قولة بغم وإن تجرأ قد يكون نصيبة جرجرة شهر أو شهرين ذهاباً وإياباً فخير له السكوت البرودي حتي ينتهي ويتخارج وقس على ذلك كل أنواع البرود الحاصل الآن ..
مع ودي..
الجريدة
برود فى كل شى حتى فى العلاقات الانسانيه والعاطفيه
شعب بارد شعب تعبان شعب كسلان شعب ميت شعب موهوم ديل بالله يتحركوا متين ضد الحكومة دي اللي تهينهم ليل نهار