استباحة مسجد خليفة المهدي مجددا

ظللت أردد أن لهذه البقعة الطاهرة من أم درمان خصوصية تاريخية واجتماعية ودينية، ظلت تشكل تلك الخصوصية وجدان أمة السودان، مسجد خليفة المهدي عليهما السلام، وبيت المهدي عليه السلام بأمدرمان ليس من الأدب الاستهانة بهما واستباحتهما وجعلهما مكبا للنفايات أو سوقا يؤمه كل من هب ودب.
نعم قدسية الأرض التي سجدت فيها عشرات الألوف من الجباه متيممة شطر البيت الحرام تؤدي فرائض الله وتحتشد استعدادا للقاء الله، وجهادا في سبيل الدين والوطن، كيف لتلك القدسية أن يستهان بها لدرجة أن يجعل من المسجد مكبا للنفايات تارة وتارة أخرى سوقا يؤمه المسلم وغير المسلم، بل تفعل في ساحته كبائر الاثم، ويقضي بعض الناس حاجتهم فيه ويبصقون ما يتعاطونه من تبغ ويطفئون فيه أعقاب سجائرهم؟
الواجب الدفاع عن تلك المقدسات وإيقاف الاستفزاز للأنصار باستمرار حبس هذا المسجد، الذي جعله السجانون من حكومة الخرطوم أقذر نقطة في أم درمان بعد أن كان أطهر بقعة فيها.
ليس هناك أمر من أن تجد من يتبول على مقدساتك وتاريخك، وليس هناك أشد إيلاما من أن تقابل أجدادك وتقول لهم أننا جعلنا من مساجدكم أسواقا ومن سوحها أماكن لقضاء حاجاتنا، والعياذ بالله.
أصحاب النظام وتجاره خلقوا أزمة الغاز والبلاد تشهد مؤتمرا دوليا نفطيا صرف عليه صرفا مسرفا والناس يتكففون للأكل ولشراء بعض غاز يقيل عثرتهم، ولكن النظام جعل من مسجد خليفة المهدي موئلا لأولئك السائلين الذين لا يجدون ذلك المكان إلا أنه ميدان عام، ولا يلتفتون لمكانته في نفوس كثير من الناس، ودرجة قدسيته، نعم لا يعلمون أنه كان دار إيمان وبيتا من بيوت الله، أحق أن يعمر لا يدمر، أحق أن يطهر لا يدنس، أحق أن يذكر فيه الله لا أن يجعل مكانا للهو والعبث، وما خفي أعظم.
الغريب أن النظام الذي يبصق ويقضي حاجته على هذه المقدسات، نظام إدعى بأنه ظل لحكم الله في الأرض ومحمي من الله، للأسف السودانيون أيضا وأنا منهم ظللنا مغيبين عن تاريخنا وأمجاد أمتنا، فالاستخفاف بمسجد خليفة المهدي لم يكن الأول من نوعه فقد أهملت آثارنا المروية وأغرقت وبيعت في سوق الآثار بأثمان بخسة، حتى تطاول علينا المتطاولون بأننا ليس لنا تاريخ ولا حضارة بل نحن جزء من حضارة مصر، غفلة أم جهلا لا أدري.
النداء الأخير: للسادة آل خليفة المهدي وآل الإمام المهدي أوقفوا هذا الاستخفاف بمقدرات البلاد، فبيت المهدي صار وكرا للفظائع وسوره يأوي في باطنة ما لا يوصف، وأما عن محيطه فهو مكب للقاذورات والنفايات، والمسجد صار ملاذا للمجرمين وفاقدي السند من شماسة الطرق يعاقرون فيه خمورهم ويتعاطون فيه مخدراتهم ويمارسون فيه منكرا ذكورا وإناثا. وهذا كله على مرمى حجر من سلطة أم درمان العليا التنفيذية محلية أم درمان، والقسم الأوسط. وأخيرا انتهى المطاف بالمسجد سوقا للغاز. لماذا لا يكون مسجد النور؟ أو مسجد الشهيد؟ أو مسجد النيلين في مدخل أم درمان؟ لماذا استباحة مسجد خليفة المهدي عليما السلام؟؟
بعد أيام ستنصب الطرق الصوفية خيامها فيها احتفالا بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، للأسف حينما يغادرونه سيتركون مخلفات الطعام وغيره بل بعضهم يحفر مراحيضا بداخله، وتأتي بعدها الكلاب الضالة لتأكل ما تركوا ولن تضطر تلك الكلاب لقضاء حاجتها خارج المسجد لأنها ترى البشر يفعلون ذلك بداخله.
يا من تقتاتون مئات الملايين من إيجار ساحة المسجد لدكاكين الحلوى والطرق الصوفية، سخروا ولو معشار ما تجبونه من جبايات لصيانة هذا الموضع المقدس، بالله عليكم إنه ليس للأنصار فقط بل يمثل تاريخ السودان.
بالله عليكم أنشئوا المرافق العامة ولو باقتطاع جزء من أراضيه ليقضي المضطر حاجته فيها ولكيلا يقضيها في مكان كان مسجدا يصلي فيه 70 ألف مجاهد عابد زاهد.
هذا أو سيقابلنا الأباء باللعنات يوم أن نلقى الله بأنا ضيعنا الأمانة والفروض، ضيعنا الوطن والتاريخ، ضيعنا المجد والسؤدد، ولكن قبل ذلك سيلعنكم يا حكام الخرطوم أبناء وأحفاد من وهبوا النفوس رخيصة للأجل الوطن، وأرجو ألا نكتفي حينها باللعنات فقط بل بإقامة الفرض في باحة ذلكم المسجد، فرض الله، وفروض الوطن، والجهاد لأجل إعلاء كلمة الحق، وإقامة السلام العادل والتحول الدمقراطي القادم.
عروة الصادق
[email][email protected][/email]
والله شيء أكثر من فظيع ….
يا اخ عروة انت تستجدي نظام صادر دور و ممتلكات الاخرينو خاصة الانصار ان يحافظ لك على ساحة و مسجد تاريخي ؟.و فاسدو النظام يبيتون النية لسرقة هده المساحات. كما سرقوا ميادين و متنفسات الاحياء . لا نتقبل مثل هذه الاستجداءات. الحق يجب ان يحافظ عليه اهله و يقتلعونه عنوة و رجالة … حقك تقاوي و تقلعو.
الاعوج راي والعديل راي
الناس في شنو وعروة الله يجازيك انت في شنو البلد همومها كبر مما تتصور