((شو ها الحكي!!))

لا بأيدينا ما مضى من أحداث دون ان نخض في تفاصيلها…. المشهد الماثل على خشبة مسرح العبث ، يجعلنا في موقف شاعر الأغنية اللغز ـ (أعاين ليهو وأضحك وأجري وأجيهو راجع) وها نحن نعود لبعضها… ما حدث بضاحية كافوري بفلب الخرطوم الاسبوع الماضي بخروج االكلاشات إثر ملاسنات بين مجموعة من سكان المنطقة المواطنين ـ أبا وأما… جدا عن جد ،وسوريين يحملون الجنسية السودانية لدواعي إنسانية وما شابه تبرر لهم اللجوء أو لرابط سياسي ما بالقوم، .. ما علينا، وما علينا مناقشته اليوم ان القضية تحصرها السلطات في (حيازة سلاح بلا ترخيص) ما يعني انه بمقدور المواطن وحتى المتجنس حيازة ـ “كلاشنكوف” ولربما كذلك “آربي جي” وقازفة طائرات !! كل شيء إذن متاح في الخرطوم محل الرئيس بينوم والشكلة بـ(الكلاش) بتقوم، والسؤال: لماذا إبتدر نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن، جمع السلاح بدارفور؟ علما بان لحيازة السلاح هناك دواعٍ أمنية ،صونا للممتلكات من قطعان المواشي والارض بل والروح ،والاسباب معلومة للجميع ،حتى أن حيازة السلاح هناك ثقاقة، وملمح هام من مكون الرجولة والفروسية، لدرجة إحتلاله حيزا مقدرا من غناء الحكامات….. بينما الخرطوم أولى بـ”ضربة بداية” ـ حسبو والدليل خروج كلاش إثر مشادة كلامية! ومال لو كان الموضوع نزاع قبلي كان حيكون فيها دبابات يقودها الأهالي والغريبة ـ (كيتة) ـ كافوري الكلاش كان في أيدي الفريق ـ الزائر والبقى ـ “غاير” لاحقا ، وليس بأيدي الفريق صاحب الملعب…. (شو ها الحكي!!!).
ومما يجعل المرء في موضع الشاعر كذلك ـ (أعاين ليهو وأضحك وأجري وأجيهو راجع) استهلال قوش في نسخته الحديثة بتصريحه (القنبلة) يبدو ان مقال اليوم (حرابة)

توعّد مدير جهاز الأمن والمخابرات، الفريق أول صلاح عبد الله “قوش”، بافتراس بمن أسماهم “المتلاعبين بقوت الشعب” وأمن البلاد
وقال صلاح قوش” لدى تسلمه مهامه كمدير لجهاز الأمن مرة أخرى من سلفه، محمد عطا المولى، في مقر رئاسة الجهاز، إن قضايا البلاد تحتاج إلى إبداعات واجتهادات جديدة، وتفكير خارج الصندوق، وإرساء دولة مؤسسات قادرة على خلق الإبداع في القضايا والمتابعة والإنجاز
ويُعتقد على نحو واسع أن الرئيس عمر البشير استعان بخدمات “قوش” بعد فشل عطا في الحد من تدهور سعر العملة المحلية
كدي خلونا مع ـ “قضايا البلاد تحتاج إلى إبداعات واجتهادات جديدة” وناخد جرية ونجيها راجعين، “نلقاها ياها إبداعات ذاتا” طيب وين كانت الابداعات دي في النسخة الاولى؟ ام قد تعلمتها من رأس الذئب الطائر؟
ما بيمينه قوش ليس الا إتباع منهاج حسبو في جمع السلاح اولا طوعيا مع المتلاعبين بقوت الشعب والمرحلة الثانية قسريا بـ(الكلاش) وكدا .. وبعدين ناس المالية والاقتصاد تبقى شغلتهم شنو! شو الإصة… لك شو الحكي!! على رجل المخابرات العائد في نسخة حديثة بترتيب اوضاع بيته لا بيت الجيران المعتقلات صاقت بالموقوفين بجريرة الاحتجاج على الاوضاع المعيشية بالبلاد بالرغم من نداءات المنظمات الحقوقية العالمية لمعاليكم بالافراج عنهم وبالرغم من مخالفتكم للمسارات الخمس وبالرغم وبالرغم…. وهل بمقدوركم ايقاف الاحتجاجات واغلاق الشوارع في وجه الجوعى!؟… بالامس خرجت تظاهرات من أكثر من موقع داخل وخارج ميدان جاكسون بالخرطوم منددة بالغلاء ،
وكانت هناك حشودا امنيه كبيرة تتصدي بعنف للمتظاهرين السلميين واعتقلت العشرات منهم
وقامت السلطات الامنية اليوم بإخلاء منطقة الميدان وإغلاق المحال التجارية ، وتوجه حركة سير المواصلات إلى مواقع خارج الميدان. ليتحول الميدان إلى ساحة خالية مع تمركزت قوات امنية كثيفة العدد والعتاد لم يسبق ان شهدها الميدان والطرق المؤدية اليه
يذكر ان قوى المعارضة السودانية وجهت امس نداء لكل المواطنيين بولاية الخرطوم للخروج والتظاهر بميدان جاكسون بالخرطوم كإمتداد لدعواتها وفعالياتها السابقة ضد الغلاء وميزانية الجوع والإفقار. بالامس كذلك اعلنت واشنطن بيانا عبر سقارتها بالخرطوم يقول: تشعر سفارة الولايات المتحدة في السودان بقلق عميق إزاء استمرار عمليات اعتقال واحتجاز مئات القادة السياسيين والناشطين والمواطنين العاديين ، والكثير منهم محتجزون في ظروف غير إنسانية ومهينة، ودون الوصول إلى المحامين أو الأسرة
وتؤمن الولايات المتحدة بحق كل سوداني في التمتع بالحريات الأساسية، بما في ذلك الحق في التجمع السلمي دون توجيه اتهامات. ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع السودان من أجل إحراز تقدم في عدد من القضايا، ولتشمل حماية حقوق الإنسان والحريات لجميع السودانيين دعما لسودان سلمي وديمقراطي.
وعلى قوش العائد بقوة الالتفات الى صيم عمله بعيدا عن مرمى نيران المجتمع الدولي وبعيدا عن غضبة الشعب الحليم والدائم هو الله وما عداه في زوال… يا “زول”.
[email][email protected][/email]