لماذا تراجع البشير عن قرار عدم الترشيح

زين العابدين صالح عبد الرحمن

إن خطاب الرئيس البشير في مجلس شوري حزبه, يوم الجمعة الماضي, لم يحمل جديدا, بل هو حديث مكرر في كل خطاباته, و الجديد في الخطاب, هو تراجع الرئيس عن قراره في عدم الترشيح للرئاسة, و حاول الرئيس إن يرمي اللوم علي الصحافة بأنها روجت لعدم الترشيح من خلال مانشيتاتها. هذا الحديث جعلنا نطرح سؤلا واحدا علي قيادات القوي السياسية المعارضة و غير المعارضة, بما فيها المؤتمر الوطني و قيادات في القوات المسلحة كانوا رفقاء للرئيس البشير, فكان للسؤال ثلاثة إجابات و لكن قوي المعارضة جميعها اتفقت علي إجابة واحدة.

لماذا تراجع الرئيس عن قراره عدم ترشيح نفسه للرئاسة؟
جاءت إجابات المعارضة متفقة تماما, بأنهم منذ أن أطلق الرئيس البشير القرار علي الهواء في مقابلة كانت قد أجرتها معه قناة الجزيرة, أنهم كانوا يشككون في القرار, و قالوا إن هذا القرار مثل كل القرارات التي يطلقها الرئيس علي الهواء و في التجمعات الجماهيرية التي يدعمها قسم ” حليفة” ثم يتراجع كأن شيء لم يكن, و هم لا يعرفون إذا كان الرجل يكفر عن ذلك أم يعتبره من لغو الحديث, حيث عددوا تلك القرارات, حيث أقسم إن قوات حفظ السلام لن تدخل السودان و جاءت بعشرات الآلاف, و حديثه عن عدم التفاوض مع “الحشرة الشعبية” و تفاوض معها و وصل إلي اتفاقيات, و عدم مرور نفط الجنوب بالسودان و جاء الاتفاق لمرور النفط عبر السودان, و قد وصل إلي ميناء السودان.

إجابات بعض قيادات المؤتمر الوطني و الأحزاب المتحالفة معه, قال بعضهم إن الرئيس كان يريد فقط أن يكشف تطلعات القيادات التي حوله, إذ أنه كان يشكك في إن بعض القيادات كانت تتأمر عليه في الخفاء, و أيضا إن يعرف ردة فعل الجماهير و المعارضة. و لكن الجماهير أخذت القرار ببرود شديد و لم تخرج للشارع لكي تثني الرئيس عن قراره, أنما تعاملت معه بسلبية, هذه السلبية من الجماهير, هي التي جعلته يتراجع, لأنه أكتشف إذا ترك السلطة و همت السلطة الجديدة بتسليمه للمحكمة الجنائية لكي تتصالح مع الغرب و الولايات المتحدة سوف لا يجد من يعارضها, لذلك اكتشف إن بقائه في السلطة وحده هو الذي يحميه من العدالة التي تنتظره.
و كانت إجابات بعض العسكريين الذين كانوا في دفعة الرئيس في السلطة و خارجها, إن الرئيس البشير معروف أنه لا يثبت في حديثه, و هذا القرار كان متوقعا, باعتبار إن الرجل دائما ما يقول شيء و سرعان ما يتراجع عنه كأن شيئا لم يحدث. و المسالة الأخرى أنه اكتشف إن البديل سوف يشكل خطورة عليه و علي أسرته, و أيضا إن القيادات المطروحة لخلافته هي قيادات لا تملك القدرات و الصفات القيادية, لكي تكون علي قمة الهرم, أنما هي قيادات تفتقد لمقومات القيادة, و هي لا تنفع غير أن تكون قيادات مساعدة في الدرجة الثانية, و إن القوات المسلحة لن ترضي عنها.

و إذا رجعنا لخطاب الرئيس البشير, في افتتاحية خطابه في مجلس شوري حزبه, قال مغالطا نفسه و باحثا عن تبريرات, حيث قال الرئيس في خطابه (إن أمر ترشيحه لانتخابات الرئاسة المقررة في عام 2015 من اختصاص المؤتمر الوطني العام لحزب المؤتمر الوطني و قال الرئيس البشير إن الإعلام أخذ أطراف المعلومة حول إعادة ترشيحه و بني عليها عناوين رئيسية في الصحف) و هذا غير صحيح لآن الرئيس عندما أطلق القرار كان في لقاء أجرته معه قناة تلفزيونية مشهورة ” الجزيرة” و كرر المذيع هل بالفعل أنت لا تريد الترشح, قال نعم, و لن تتراجع عن القرار, قال لا ” كفاية ” يجب التجديد, فكيف بعد ذلك يحاول أن يبرر بأن الصحافة أخذت طرف المعلومة, رغم إن جميع الناس سمعتها من لسان الرئيس في التلفزيون, و ليس من الصحافة. و الشيء الذي يقلق و يجعل البلاد لن تنعم باستقرار و سلام, إن الناس لا تثق في حديث رئيسها, و تعتبره حديث انفعالات, و هذا ما قالته ثلاثة مرات في منابر عالمية, أخرها كان في القاهرة, وزيرة الخارجية الأسبق سوزان رايس في عهد الرئيس جورج بوش الابن, حينما قالت ( إن حكومة الخرطوم تقول ما لا تفعل و أن المعضلة رئيسها) و إذا كان الرئيس البشير يعلم إن قرار ترشيحه من اختصاص مؤتمر حزبه العام, لماذا أطلق التصريح و ردده أكثر من مرة, و قاله لمحطة تلفزيونية, و يجب عليه أن لا يتهم الصحافة, و لكن أصبح عند العامة إن كلام الرئيس لا يعتد به, و هذه معضلة حقيقية, و هي السبب الذي يجعل القوي السياسية لا تثق في تصريحاته.

أما ما جاء في بقية الخطاب هو حديث مكرر للرئيس, لا جديد فيه, و لا اعتقد إن الرئيس و حزبه لديهم رغبة في الحوار السياسي, و لا علاقة لهم بقضية الحرية و الديمقراطية, فمثلا قول الرئيس ( إن حزب المؤتمر الوطني لا يعمل من أجل كسب الانتخابات كل أربعة سنوات و أنما يعمل من أجل بناء دولة و قيادات كل النشاط في الدولة الرياضي و الثقافي و الاقتصادي و السياسي, و أن الحزب يسعي لتشذيب هذه الأنشطة لتصب في أهداف الحزب من أجل بناء مجتمع طاهر و نظيف) كل هذه النشاطات التي ذكرها الرئيس, ماذا حقق منها؟ في الرياضة أول الفرق التي تخرج من المنافسات هي الفرق السودانية, و في الاقتصاد يعاني الناس من الغلاء و سوء الخدمات و ارتفاع جنوني في الأسعار و أصبح 80% من السودانيين في مستوي أدني من خط الفقر, و في الحالة السياسية نجد إن النزاعات و الحروب قد عمت كل أقاليم السودان, فشل ينتج فشل باستمرار و لا اعتقد هناك حل غير التغيير.

دعا الرئيس البشير في خطابه ( علي القوي السياسية العمل الجاد, و الاستعداد لخوض الانتخابات العامة القادمة, بدلا عن التعويل علي إسقاط النظام عبر تظاهرات تنتظر أن تنحاز إليها القوات المسلحة مشددا علي أن المؤتمر الوطني ليس هو ” الاتحاد الاشتراكي ” و ليس حزب حكومة و أنما حزب حاكم و أن الأيام قد تثبت أن القواعد و القطاعات الحية في المجتمع و النشطة من شباب و طلاب هي المنضوية في صفوف المؤتمر الوطني ) و هذا فهم خاطئ للديمقراطية, فهي ليست صناديق اقتراع فقط, و الحزب الحاكم يقبض علي كل مفاصل الدولة, و يسخر إمكانيات الدولة من أجل الحزب الحاكم, و بالتالي لا اعتقد هناك من يقبل بالدخول في انتخابات معروف مسبقا نتائجها, كما إن الاتحاد الاشتراكي كان أفضل من المؤتمر الوطني, علي الأقل أنه احتفظ بوحدة السودان, و إن البلاد لم تكون تعاني من نزاعات و حروب غير حرب الجنوب, كما إن الاتحاد الاشتراكي لم يقتل مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء مثل ما فعل المؤتمر الوطني, و سوف يعرف الرئيس و من حوله إن نهاية النظام نهاية للمؤتمر الوطني و سوف يكون مصيره مثل مصير الاتحاد الاشتراكي, و الحزب الوطني في مصر و الجان الشعبية في ليبيا و غيرها.

قال الرئيس البشير( أنهم ساعين لاستيعاب كل القوي السياسية الوطنية للمشاركة في عداد الدستور الدائم للبلاد حتى يكون معبرا حقيقيا عن إرادة الشعب السوداني, و قدمت كل الدعوات و تم اتصالات مع كل القوي و الفعاليات السياسية من أجل المشاركة) إن البيئة الحالية غير صالحة من أجل الحوار حول الدستور, و النظم الديكتاتورية و الشمولية, عندما ترغب في التحول الديمقراطي و تصنع دستورا تشارك فيه القوي السياسية, أول ما تفعله أنها تهيئ البيئة بأنها تطلق الحريات و تسمح للقوي السياسية بقيام نشاطاتها, و هي لا تتخوف مادام هناك اتفاق من أجل التغيير, و هذه تكون كفيلة بوقف العنف و النزاعات المسلحة, و لكن في ظل القمع و انعدام الحريات, و محاصرة الصحافة, و التضييق علي القوي السياسية, كيف تتم المشاركة, و الغريب إن الرئيس نفسه تحدث عن رفع الرقابة عن الصحف و السماح بالنشاطات و كذلك النائب الأول, و لكن ظل الحال كما هو, لا نعرف عند من القرار في الإنقاذ, حيث أصبحت قرارات الرئاسة كلها غير معتد بها, و جميعهم يقولون حديث دون تنفيذ, حقيقة من الذي يحكم في السودان؟

قال الرئيس البشير ” إن الغرب يدعونا لوقف الحروب كشرط لإصلاح العلاقات و في ذات الوقت يؤججها” هذا مجرد تبرير كل النظم الشمولية تبحث لها عن شماعة تعلق عليها فشلها, و كل ما يجري في السودان هو من صنع الإنقاذ, و لا اعتقد إن الغرب مشغول بالسودان, و إذا كان يريد أن يزيل النظام كان فعل, إن ما قدمه النظام للغرب لم يقدمه نظام من قبل, أهم شيء كان يتطلع إليه الغرب فصل الجنوب و تم بسير من قبل النظام, و كل المعلومات التي طلبها الغرب و الولايات المتحدة عن الحركات الإسلامية قدمها هذا النظام, و الغرب يرتاح عندما يكون هناك ضعيف ينفذ كل ما يطلب منه, و إلا لماذا تراجع الرئيس عن كل ما يقوله أخرها قرار مجلس الأمن 2046 و النظام ليس لديه ما يضغط به, و المعلومة أصبحت متاحة و مشاعة و الكل يعرف ضعف النظام.

قال الرئيس البشير (علي المعارضة أن تستعد للانتخابات بدلا من أن تنتظر انتفاضة تقوم بها الجماهير و تدعمها القوات المسلحة) إن المعارضة بالفعل تنتظر انتفاضة الجماهير و لكنها لم تنتظر القوات المسلحة تنحاز إليها, باعتبار إن المعارضة تعتقد إن القوات المسلحة قد حدث فيها تغيير كبير جعلها غير مؤهلة للقيام بهذا الدور, لذلك تحدثت عن انتفاضة محمية, و حتى النظام لم يعود يثق في القوات المسلحة لحمايته, هذا ما قاله الدكتور نافع علي نافع, لذلك كان السعي و ما يزال علي قوات الدفاع الشعبي, و هذا يعني إن القوات المسلحة خرجت من المعادلة السياسية, في نظر المعارضة و المؤتمر الوطني, و لكني أقول وفقا للتقييم السياسي و التاريخ الإنساني, أية قوات مسلحة عندما تصل لقناعة أنها لا تستطيع حسم معاركها, و تجد هجوم متواصل من قبل نظام الحكم و توسيع في العمليات العسكرية من المعارضة المسلحة, في ظل ظروف قاهرة, سوف تأخذ المبادرة لتغيير ألاعبين في المسرح السياسي, و هذا ما يؤرق الرئيس البشير و الدكتور نافع و النائب الأول لرئيس الجمهورية, لسببين الأول أنهم لا يملكون أية حلول لمشاكل السودان الاقتصادية و السياسية و سوف تزيد معاناة الناس و هذه أسباب كفيلة بالتغيير, و الثاني أنهم لا يستطيعون تلبية نفقات الحرب و لا يثقون في المؤسسات القمعية التي كانت تحميهم, و هم يعلمون إن هناك تمردا بدأ يحدث, و الانقلابات ليست بعيدة رغم أنها ليست هي الحل.
إذن أهم الأسباب التي بالفعل التي كانت مجال اهتمام:-

1 ? إن الرئيس عندما أعلن قرار عدم ترشيحه, كان يعتقد إن الجماهير سوف تخرج لكي تثنيه عن القرار, مثل ما فعلت الجماهير مع الرئيس جمال عبد الناصر بعد هزيمة 1967, و كان يعتقد أنه محبوب عند الجماهير, و لكنه أكتشف عكس ذلك, لم تخرج الجماهير و لم يترك القرار أية أثر عليها, بل تعاملت معه ببرود شديد, مما يؤكد إن كل التجمعات الجماهيرية التي كانت تخرج و تصرف فيها الدولة ملايين الجنيهات هي تجمعات مصطنعة.
2 ? من خلال هذا القرار, وصل الرئيس لقناعة إن كل الالتفاف الذي حوله جماهيريا أو سياسيا, هو من أجل ما تقدمه الدولة من دعم و تسهيلات.
3 – و أكتشف إن الرجال الذين حوله عيونهم علي السلطة, و هؤلاء لا يترددوا في تسليم الرئيس للمحكمة الجنائية إذا كان ذلك يمكن أن يصالحهم مع المجتمع الدولي مثل ما سلموا كارلوس.
4 ? و أوصل إلي قناعة الرئيس ليس هناك حماية من العدالة الدولية غير أنه يكون قابضا علي زمام السلطة,
كل تلك كانت عوامل فعلا مؤثرة في قرار التراجع عن القرار. و الله يوفق الشعب السوداني في عملية التغيير.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. دا يسمو شنو ، شيتا من اتنين يا نحنا ما بنفهم ولا هو مخيل الناس ديل كلهم طير .

    وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ..

  2. لماذا تراجع البشير عن قرار عدم الترشيح

    بسيطه وبدون الخوض فى سيكلوجيات…البشير ضب لأنه عندنا الراجل بمسكوهوا من لسانه….أنا شخصيا بقيت ما بركز مع هذا الهلفوت.

  3. كانت إجابات بعض العسكريين الذين كانوا في دفعة الرئيس في السلطة و خارجها, إن الرئيس البشير معروف أنه لا يثبت في حديثه, و هذا القرار كان متوقعا, باعتبار إن الرجل دائما ما يقول شيء و سرعان ما يتراجع عنه كأن شيئا لم يحدث.
    *********
    قالها من قبل أحد زملائه: (حينما كنا طلبة حربيين كان في دفعتنا عمر البشير وعمر عثمان وعشان نفرز بينهما بنقول للأول عمر الكضاب لكثرة كذبه)…
    *********
    يعني ريسنا دهـ من هو صغير كضاب وعاق لوالدته أتذكرون حينما قالت أنه ضربها في رجلها بحديدة تكسير مكعبات السكر …

  4. مقال رصين و مبني علي تحليل علمي مرموق شكرا لك ايها البروف….. انت من القليلين الذين ما زالمو يستحقون ذلكم اللقب المبجل الذي احاله العصابة الملعونة الي مسخ مشوه

  5. الرئيس قال في لقاء مع الطاهر التوم في قناة النيل الازرق وبثه تلفزيوني السودان والشروق في نفس الوقت انه لن يترشح وان 24 سنة اكتر من اللازم وعندما كرر السؤال قال صعب ان اترشح لفتره جديدة ولابد من التجديد ..

    كدي خلونا من ده هو فترة الرئاسة المحدده في الدستور كم فترة ؟؟؟؟؟؟

  6. رئيس نظام الأباده الجماعيه مضطرب ومجهجه بسبب ماأغترفته يداه من جرئم لم يسبق لها مثيل في السودان أو دول الجوار .. عايش في رعب وخوف من محكمة الجنايات الدوليه لذلك يحاول الأستعصام عنها بالسلطه وهو الأن لايثق في عصابته التي يقودها لأنها قامت علي نظريه اللا أخلاق متناسيا عدالة السماء ولو بعد حين … لابد من العداله ولو طال الزمن

  7. الرئيس البشير لم يتراجع عن قرار اتخذه قط ولكن اجبرته قواعد المؤتمر الوطني على عدم التنحي حتى لا يضيع الوطن جراء الحروب الاهلية الدائرة في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة لان هذه الحروب تتطلب خبرة وكذلك ليستمر في التنمية ليصل الشعب السوداني للرفاهية بعد وصل مرحلة الكفاية .. وكما تعلمون ان اسرائيل تتربص بالسودان بعد استيلائها على جنوب السودان ببتروله ولو تنحى الرئيس البشير ستنفصل افاليم اخرى عن السودان وبما ان الرئيس له خبرة مكتسبة من انفصال الحنوب فهو يمثل وقاية لبقية اقاليم السودان من الانفصال ثم ان الفساد الذي استشرى في البلاد والعباد لن يقيم غير الرئيس البشير العدالة الناجزة ويسترد الاموال المسروقة وكما تعلمون ان امريكا تتربص بالسودان وقد وصل السودان مرحلة صناعة الطائرات بدون طيار والرئيس البشير يستطيع ان موازنة القوى ضد امريكا
    لكل الاسباب اعلاه سيبقى الرئيس لولاية سادسة ليكمل 30 عاما رئيسا للسودان وهذا ما تحسدنا عليه اسرائيل وامريكا

  8. من الذي كان يصدق إعلانه عدم الترشح للانتخابات القادمة؟؟ .. منذ أن صدر هذا الإعلاه كان معروفاً بأنه فقاعة إعلامية لا أكثر ..
    لقد سبقه إلى إطلاق هذه الفقاعة الشاويش علي عبد الله صالح في اليمن … وعندما حان الوقت، أعلن أن الحزب هو من أجبره على الترشح .. (ضحك على الدقون) .. ! ! !
    ولما طالبه الشعب اليمني بالتغيير والرحيل عن السلطة .. أدار فيه ماكينة القتل وسفك الدماء ..

    إن هؤلاء وأمثالهم لا صدق لهم ولا عهد ولا كلمة .. ومثلنا السوداني : (الراجل بمسكوه من لسانه).. لا يعمل به أمثال هؤلاء..
    إذا الحادثاتُ بَلَغْنَ المدى **** وكادَتْ تضيقُ بِهِـنَّ المُـهَـــجْ
    وحَلَّ البلاءُ، وقَلَّ الوَفاءُ **** فعند التَّناهِي يكون الفَـرَجْ

  9. نرجو يا سيادة الرئيس أن تصفو لنفسك وأنت مستلقي قبل النوم وتتأمل وتسأل نفسك في نجاحاتك وما حققته لشعبك المنكوب وصابر ؟؟؟ حوالي 24 سنة وأنت رئيس الإسلاميين وتدعي تطبيق الشريعة الإسلامية بدون دقمسة خاصةةً بعد كارثة فصل الجنوب لتقويم شعبك وجعله يمشي علي الصرات المستقيم وشعبك جائع والجائع لا يستطيع أن يمشي حتي أو يقف ليصلي أو يصوم !!! فما هو واقعه المرير الآن ؟؟؟ فإن كنت لا تعرفه فهذه مصيبة ؟؟؟ وإن كنت لا تريد أن تعرفه فهذه مصيبة أكبر ؟؟؟ فإن كنت تعرفه ولا تريد أن تقف معه وتحاول إخراجه من محنه فهذه جريمة ؟؟؟
    وأعتقد أنك لا تدري ما يحصل في الواقع لأنك عائش في عالم آخر ومشغول بزوجاتك ومحاربة أعدائك وتكريم من هم حولك من من يخدمونك ويحمونك كتكريم الخبير الكروي جمال الوالي وغيره من أقرباء وأصحاب وتسمح لهم بالنهب ورقد العيش علي حساب شعبك المنهوب متبعاً قول ( الأقربون أولي بالمعروف )؟؟؟ وكذلك مهتم بشؤون أسرتك وأشقائك ومكاسبهما الحلال وتخليد ذكري والدك الذي خدم السودان كثيراً ببناء مسجد فاخر له علي الطراز التركي مخالفاً بذلك تعاليم ديننا الحنيف الذي ينهي عن البزخ والإسراف في بناء المساجد أن كنت أصلاً تعرف أصول دينك الذي تتاجر به ؟؟؟ في الواقع إنك درست في الكلية الحربية فنون الحرب والقتل والتنكيل بأعدائك فنجحت في ذلك بكل إقتدار ؟؟؟ فقتلت الملايين ويتمت وشردت الكثيرين وما زلت تفووج في الصبيان بدون تدريب وخبرة وعتاد لمحرقة الحرب واهماً اياهم بالجنان وبالزواج من بنات الحور وهلم جرر؟؟؟ أن واقع السودان المرير الآن لا يمكن وصفه بسهولة وفي عجلة ؟؟؟ وبالتأكيد أن لك صورة مغايرة له لأن زبانيتك ولوردات وأغنياء الحرب المستفيدين من حمايتك لهم يصورون لك أنك القائد الملهم ذو الرأي والفكر السديد وحامي السودان والقرآن والأسد النتر ويقرعون لك الطبول ويزمرون وينشدون لترقص فرحاً وأنت لا تدري بأنك دمرت السودان وأفقرت وجوعت شعوبه وطفشت شبابه وخبرائه وعلمائه ليجلبوا لك العملات الصعبة ويضخونها بالمليارات (علي أقل تقدير 15 مليار دولار ) في السوق الأسود لتستفيد منها أنت وعصابتك وجيوش المستثمرين الطفيليين من شوام ومصريين وأتراك وهلم جر وكبار اللصوص الدوليين أمثال جمعة الجمعة وصقر قريش صالح الكامل وفيصل الخ وبنوكهم الفاسدة ؟؟؟ تم تعذيب وإغتصاب معارضيك في بيوت الأشباح رجال ونساء في جريمة لم يسبقك عليها حتي النازي هتلر وأنت غير مكترث بذلك ؟؟؟ لقد إنتشرت في عهدك كل المفاسد والموبقات من دعارة محلية وعالمية ( في دبي ومصر والسعودية) وأنتشرت المخدرات في المدارس والجامعات والشذوذ الجنسي وكثرت جرائم الإغتصاب للجنسين الذي مارسه أمن حكومتك الفاسدة ؟؟؟ وكذلك القتل والسرقة والإختلاسات للمال العام حتي من كبار رجالات حكومتك ولم نسمع حتي من باب التمويه والنفاق لتجميل صورتك أمام شعبك أنك سائلت أي من موظفينك أو مسؤلينك ولم تأخذك الغيرة عندما تري الرئيس سلفاكير أو الرئيس الإثيوبي كيف يتعامل مع الفاسدين ويحاسبهم بدون رحمة ؟؟؟ تدني في عهدك الإنتاج ومسحت من الأرض المشاريع التي ورثناها جاهزة ومخططة ومدروسة بطريقة إحترافية من المستعمر وعملت بنجاح لعشرات السنين ؟؟؟ ولم تقدم بديل لها يساوي واحد من المليون من قيمتها كمشروع الجزيرة العملاق الذي كان يوفر الكسب الشريف لآلاف العمال والمزارعين والكتبة والمظفين وتعيش منه مدن وقري كاملة بالجزيرة وكان يمكنك الأستعانة بأكبر خبراء في العالم لتطويره ولكن تغيب عنك الوطنية وحرارة القلب والغيرة علي شعبك وكل ذلك لأنك لا تحمل فكر بناء ووطنية صادقة ؟؟؟ دمرت سودانير وبيعت هي وخطوطها أمام أعينك في فضيحة تاريخية وراها فساد يزكم الأنوف ولم تكترث وتحاسب اللصوص الذين إغتنوا من دمارها ؟؟؟ وصيفاتها المصرية والإثيوبية في نمو متطرد بفعل رجالها الوطنيين ؟؟؟ وكذلك دمرت سكة حديد السودان التي كانت أطول خطوط حديدية في أفريقيا بعد خطوط جنوب أفريقيا ؟؟؟ دمرت الخطوط البحرية وبعت بواخرها ؟؟؟ أغرقت السودان في ديون ( 45 مليار دولار ) ولا زلت تتسول علي موائد الآخرين وتسجدي إعفئها ؟؟؟ إن رؤيتك للتطوير والإقتصاد والإستثمار لا تخرج عن رؤية عسكري ساذ ج يعتقد أنه يمكن أن تبني دولة ويطور شعبها بعمل وإضاءة الشوارع وعمل الكباري لتسهل الزيارات لسكان العاصمة لأداء واجب العزاء ومباركة الأعراس وكذلك إنشاء المولات ليتسوق فيها أغنياء عهدك الفاسدين ؟؟؟ نري أن العملات الصعبة تدفع بسخاء للعيبة الكرة والمدربين الأجانب والعواجيز المحترفين كعصام الحضري وأكثر من 150 الف طالب في مدارس العاصمة فقط ناهيك عن ما في جميع مدارس السودان لا يجدون وجبة الفطور وإن وجدوها فهي بائسة لا تغذيهم أو تقوي بنيتهم التي تقزمت وضعفت ؟؟؟ فالتلميذ في عمر 15 سنة أصبحت بنيته تساوي بنية تلميذ عمره 7 سنوات ؟؟؟ حطمت التعليم وأصبح الخريج الجامعي حدث ولا حرج ضعيف لدرجة الشفقة حتي في بنيته بفعل سؤ التغذية ؟؟؟ ومن جراء عقدة العروبة تنامت في عهدك العنصرية والقبلية وسخرتها لخدمة وحماية نظامك وفرقت الشعب ليكون منقسماً لسودانيين من الجنس الآري أولاد قبائل وأصل وفصل وماتبقي عبيد يجب تأديبهم وقتلهم أن لم ينصاعوا لك وللآريين من حولك ؟؟؟ وبالتأكيد أنك تعرف نظرة العرب الأصلين اليك عندما يتمعنوا في تقاطيع وجهك الأفريقية وبشرتك التي لا تسطيع إخفائها مهما عملت وتملقتهم ؟؟؟ لقد أظهرت عنصريتك في أكثر من مرة دون دوبلوماسية وخوف من الصحافة التي ستدونها لك في صحيفة تاريخك الرديء ولم تأبه للرأي العالمي وظهورك بمظهر الرئيس الساذج الذي لا يحاسب علي كلماته المحسوبة له ؟؟؟ لقد شتمت بأقذع الألفاظ دول ورجالاتها وأشرت بوضعهم تحت حزائك وفي ذلك لم تحترم منصبك وتحاسب علي الفاظك وكلماتك وتنسي أنك تمثل شعب عريق ومحترم له تاريخ مجيد قد لا تعرفه ؟؟؟ والثورة في الطريق إن شاء الله ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..