مقالات سياسية

تصحيح منهج (حصة الدين)!!

عندما كنا طلاباً في المرحلة الإبتدائية كانت دائماً الحصة الأولى (رياضيات).. والثانية عربي.. نستمتع فيها بـ (المحفوظات) وهي الأناشيد التي يتسابق بعض التلاميذ في تلحينها.. ثم (حصة الفطور) وهي الأجمل على الإطلاق.. ثم ندخل الفصول ونواصل الجدول المدرسي العادي حتى الحصة الأخيرة.. وهي غالباً (حصة الدين)!!
(حصة الدين) تسند غالباً إلى معلم مختار بعناية ليعكس لنا (حالة الدين) في واقعنا.. مدرس كسول قليل العلاقات مع الطلاب وغالباً (مدروِّش).. يلبس قميصاً بنص كم في اليد اليمني وبكم طويل في اليسرى.. لكن ليست المشكلة في كل هذا (التنميط) الذي يحوِّل (حصة الدين) إلى دقائق بطيئة تمر كالدهر في زحام التثاؤب والنظر عبر النوافذ في انتظار (فرَّاش المدرسة) ليذهب ويقرع جرس نهاية الحصة..
المشكلة في المضمون نفسه.. وحتى اليوم لا يزال مقرر (حصة الدين) يلقِّن الصغار ويصور لهم الدين (جلابية وتوب.. وعمة وسديري.. وسيف وسكين..).. صورة تقليدية تؤسس لحالة انفصام شخصية لما تبقى من عمر التلميذ حتى يشب ويهرم على هذا المفهوم الخاطئ للدين.
وربما هذا سبب كثير من الفهم الخاطئ الذي أورثنا متناقضات المقابلة بين التطرف والتحلل من الدين..
نحن في حاجة ماسة لإعادة النظر في مفهوم الدين وتصحيح (حصة الدين) في أذهان الأجيال اليافعة القادمة.. على أسس جديدة على سبيل المثال:
أولاً: تحرير مقرر القرآن الكريم.. إنتهى العهد الذي يلزم تلاميذ فصل دراسي معيَّن بحفظ سور معينة.. يجب أن يترك للتلميذ تحديد السور والآيات التي لديه القدرة والرغبة في حفظها.. يرتبط ذلك بمعانيها وشرحها.. ولو آية واحدة في العام الدراسي كله.. لماذا نلزم كل التلاميذ (غصباً) و (جلداً) بحفظ أيات وسور بعينها.. هذا يربي روح القسر والقهر في التعامل مع القرآن الكريم.. فمع توفر الوسائط الحديثة المساعدة على الحفظ والاستذكار.. أفتحوا (كتاب) المصحف على مصراعيه ومن كل حسب استطاعته وفهمه..
ثانياً: إلغاء امتحانات (الدين) كلياً وفي كل مراحل التعليم العام (وبالطبع التعليم العالي غير المتخصص في العلوم الإسلامية).. تربية الناشئة على الصدق والثقة في النفس أفضل كثيراً من ربط (الدين!) بالتحصيل القهري.. إستخدام أساليب التحفيز والترغيب يصنع جيل الصدق والاستقامة.. واستبدال (التسميع) بمناظرات أو ما يشبه (حصة التعبير) التي يتحدث فيها التلميذ في أي موضوع مستخدماً ومسترشداً بما حفظه من القرآن والأحاديث.. فالمطلوب فهمه واستخدامه للنصوص وليس مجرد حفظها.
الذي يستغرق بكل تفكير في قراءة القرآن يكتشف ويستلذ بما فيه من معاني ..أدهشني كثيراً خلال رمضان الماضي نشرة موزعة في (الواتساب) لتحفيز الناس على تلاوة القرآن مكتوب فيها كم تحتاج من الزمن لقراءة كل جزء.. ثم لختم القرآن.. هذا أسلوب يفرغ القرآن من مضمونه.. ويحوِّله إلى مجرد شفاه تنقبض وتنبسط في عجلة لاستكمال المصحف والتبرك بختمه.. وينتفي التدبر الذي أمرنا به الله.
هذا؛ على سبيل المثال لا الحصر لضيق مساحة العمود..
التيار

تعليق واحد

  1. اها رايك شنو فى الدين البحلل السرقة بفقه السترة والتحلل؟؟
    رأيك شنو فى الدين البيعطر الشهداء بروائح الجنة مع استصحاب كل الكرامات
    وبعدين يطلعوا فطايس ؟؟
    رأيك شنو فى دين الناس البيزنوا فى نهار رمضان مع اربعة؟
    رأيك شنو دين الناس الاستثمروا فى صحة المواطن وتعليمه؟
    رأيك شنو فى دين الناس السرقوا اموال الزكاة والاوقاف؟
    رايك شنو فى الناس النهبوا قروش الحج العمرة؟

    اها ديل قروا ياتو تربية اسلامية؟
    واللا كانوا بدكوا الحصص؟

  2. كل عام والناس بخير وعافية ورضاء ،،

    دي قوية الليلة يا أستاذ ،،، ولكن هذا الطرح اذا تقدم به شخص اتحادي ديمقراطي أو حزب أمة أو شيوعي أو بعثي أيام الديمقراطية الماضية لقامت الدنيا وما قعدت ولشمرت الراية والوان وحسين خوجلي عن المسادير الذامة والمكفرة والمعلمنة رغم ان مقدم الطرح قد يكون طرحه بنفس نيتك الحالية دون قصد للتقليل من الدين،،،، أذكر أن حصة التربية المسيحية ابان عهد الراحل نميري في منتصف الثمانينات في مدرستنا خارج العاصمة كانت كذلك الحصة الاخيرة وكنت الوحيد من الطلاب غير المسيحيين ممن يحرص على حضورها رغم استغراب الاخوان الجنوبيان اللذان كانا يحضرانها واستاذ الرياضيات والفيزياء المصري الذي كان يدرسها ،، استغربت كيف يدرس استاذ الرياضيات والفيزياء حصة الدين المسيحي،، كان يفتح البايبل ويقرأ آيات القيم والاخلاق وسلوك يسوع المسيح والعفو عند المقدرة الى آخره وكانت حصة هادئة ليس فيها حفظ أو تسميع ولا جلد ولا حدود تعزيرية من قبل الاستاذ ،،،

  3. أكتب في شيء إنت متخصص فيه ولا بتعرفه مابس الكتابة من حيث الكتابة لأنه كلامك ده كله غريب ولا يتماشى لا مع الواقع ولا الماضي
    وإنتم غرباء عن هذا الوطن كأنكم قدمتم من كوكب آخر وتفتفون في كل الأمور وتدعون المعرفة والذكاء والفطنة وكلها صفات لا تتمتعون بها
    بارك الله في إمرئ عرف قدر نفسه خليك في مواعينك وتحدث على قدرك

    والدين ده ريحوه شوية يوم تتاجروا بيه ، ويوم تتنكروا ليه ، ويوم تتبنوا كأنكم المتدينيين الوحيدين كفاية سرقة كبيركم الذي علمكم السحر سرقته التي أفتضحت على الملأ الكل صار يعرف من أين يأتي الترابي شيخك ببنات أفكاره الغريبة العجيبة قال خالف قال

  4. ده كمان يكون هو الدين الخالف على حسب راى شيخك الماسونى….وديقراطية حرية اختيار النصوص تفتكر تكون على الطريقة الشيعيه ام الداعشية ام الوهابية ام الصوفية….الخ وتفتكر مع زمن التمكين الاخوانى وتحول العملية التعليمية الى سلعة يسيل لها لعاب اخوان نسيبة وتشهد عليها الاعلانات بالاف امات وجرائد التيار وصويحباتها بنحتاج الى تعيين كم استاذ لتغطية المناهج التى يختارها الصغار واطفال المدارس الحكومية الماعندهم بروش للاجلاس تحت ضل بواقى الحيط ومدرستهم شغالة بنظام الاستاذ الجوكر كيف يتمكنو من ممارسة حقهم الديمقراطى فى اختيار منهج الدين …..يا باشا اظن كعك العيد عمل عمايله او روائح ارتال نفايات الوالى السابق الذى لا يظلم عنده احد انبعاثاتها بقت تعمل خدر لذيذ بتخلى الكون كله جميل ومع قطوعات الكهرباء والموية ايامنا تبقى كلها عيد…. هى بقت بس على منهج الدين…..

  5. كل المنهج قائم على التلقين والحفظ الكتير جدا ولا احسب ان الامر مصادفة او غير مقصود بل مدروس لانتاج جيل لا يفكر تفكير صحيح

  6. جاي تصحح اليوم يا عثمان بعد كل الخراب الذي تم في البلاد باسم الدين… مين بصدقكم.ميييين بصدقكم …تررررررم…. مين بصدقم ترررررم

  7. كلام منطقى يا باشمهندس وشكرا لك على هذه الاسس الجديدة لتصحيح منهج الدين نفسه وليس حصة الدين حتى يستقيم هذا الحال المعوج منذ أمد بعيد ولم يفرخ الا الارهاب والتطرف والتخلف.

  8. يا استاذ جبت العيد على قول اخواننا السعوديين.

    الشيء الوحيد الصحيح في هذا المقال هو ان تكون حصة الدين في وت مبكر ليعي الطلاب و التلاميذ الدرس .
    أما القدر المطلوب من حفظ الايات او الاحاديث فهذا هو الحد الادني و من ارادة الاستزادة فيزتزد و هذا هو الاسلوب التربوي الصحيح , اما ان تجعل الامر مفتوحا كما اشرت فهذا سيخلق بلبلة و سيزيد الطين بلة.

    ثانيا : الغاء امتحانات الدين يعني صراحة دعوة الطلاب الى عدم الاهتمام بالدين الا من شاء و هذا ضرب من ضوب العلمانية الصريحة التي تجعل الدين أمرا شخصيا لا يلزم اي فرد بأي قدر منه بل هو امر شخصي محض.
    ثم انه من الملاحظ أن الجامعات في مختلف الدول ادرجت موادا تتعلق بتحسين اللغة و الكتابة العلمية و تزويد الطالب ببعض المعلومات التاريخية و الثقافية و تعرف هذه المواد عموما بالثقافة و النجاح فيها شرط من شروط التخرج . ألم يسمع الاستاذ بهذا؟
    اعتقد ان الثقافة الدينية اولى من بقية انواع الثقافة.

  9. نسيت البرامج الدينيه واغلاق الناس للتلفزيون عندما كان تلفزيون ام درمان اجباريا والان بفضل تعدد الخيارات ووجود الرموت كنترول لا يتورع الناس من تغيير القناه فورا الى كوره او مسلسل تركى او اى شئ اخر لا علاقة له بالدين .. لقد دعوت الناس يا عثمان لشئ لا تدركه نسبه لضحالة ثقافتك الاسلاميه رغم انتمائك الى الجماعه التى تدعى احتكاره . اعلم يا هذا انه حتى الذين يدرسون الدين ويتابعون هذه البرامج اما لخوفهم من العذاب او لزيادة علومهم الدينيه ليركبوا موجة التأسلم والعمل فى سوق الدين اما التدين الذى ترجوه وتتمناه فلم يحدث فى الماضى ولن يحدث فى المستقبل لاسباب يضيق المقام على ذكرها كما انك تعلمها جيدا ولكنك جبان

  10. نسيت البرامج الدينيه واغلاق الناس للتلفزيون عندما كان تلفزيون ام درمان اجباريا والان بفضل تعدد الخيارات ووجود الرموت كنترول لا يتورع الناس من تغيير القناه فورا الى كوره او مسلسل تركى او اى شئ اخر لا علاقة له بالدين .. لقد دعوت الناس يا عثمان لشئ لا تدركه نسبه لضحالة ثقافتك الاسلاميه رغم انتمائك الى الجماعه التى تدعى احتكاره . اعلم يا هذا انه حتى الذين يدرسون الدين ويتابعون هذه البرامج اما لخوفهم من العذاب او لزيادة علومهم الدينيه ليركبوا موجة التأسلم والعمل فى سوق الدين اما التدين الذى ترجوه وتتمناه فلم يحدث فى الماضى ولن يحدث فى المستقبل لاسباب يضيق المقام على ذكرها كما انك تعلمها جيدا ولكنك جبان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..