الرقيص خلف صيوان الأحداث

أسرع الكثيرون الخطي نحو ام درمان في قمة أحداث الخرطوم الدامية ليشهدوا تأبين الشهداء في دار الأمة .بعد تهديد الأمام الأول للنظام باليوم الموعود .. ويسمعوا من المعارضة تبنيها ذلك الخط من أجل إسقاط النظام ..فقد بلغت الثمرة نضجها بحسب الكثيرين في أنتظار المعارضة للقطف والترويج ..البعض حسبها أكتوبر أخري قد عاود نسيمها (الغائب)..وفي قمة تلك التخرصات ..يخرج الإمام فيسبغ علي تلك التظاهرات بالمغامرة ويدمغها بالعشوائية التي لاتقود الي المطلوب ..
الواقع المعاش أجبر الأمام ان ينظر للأمر ب(حكمة) غريبة ..أصابت فورة الشباب في مقتل ..وتلك الحكمة التي تميز مظهر الإمام في تلك المواقف قد تقابل الهجوم اللاذع وبالمعارضة الصاخبة فهي وأن نزل علي أختيارها -علي مضض- أبناء حزبه الا أنها تحمل معارضة باطنية مصدرها تلك الحكمة التي تعرقل الجهود وتقصم ظهور الكثيرين الذين بحسبهم هرموا في انتظار تلك اللحظة التاريخية للأنقضاض علي النظام ولكن فلسفة الأمام في التعاطي مع تلك الأحداث وصفت محاولاتهم بالمغامرة والعشوائية السافرة ..
حال الإمام كحال كثيرين بدأو متحفظين ?في بداية الأحداث-وأن كانوا أقرب للتعاطف الشعبي ولكن قرائن الأحوال وماتمخضت عنه جعلهم ينأون عن الأحداث علي أنتظارهم الطويل للظفر بتلك الفرصة ..وأن كان في تبنيهم لها بطولة وأقدام يحمدون عليهما ..ولكنهم أستقبلوا من أمرهم بما أستدبروا فلجأوا الي التفرج والمشاهدة من مقاعد المشجعين أنتظارا لما تؤؤل اليه الوقائع فيخرجوا الي العلن ..صمت أولئك جعل النظام يسر علي أزماته وأسبغ عليه شرعية لحسم التفلت وحماية الممتلكات العامة وأستعادة الأمن الغائب ..
ولعل الناظر لحال المعارضة وأن تسربل كثير من قيادتها برداء (الإعتقال) الا ان ذلك في ظني لايعد بطولة يحمدون عليها ،بل واقع يستحق التأمل عميقا ..ولعل تسرب الشك الي كثيرين مبعثه بأن الحكومة المعارضة يمارسان لعبة تبادل الأدوار التي يكمل كل طرف نقص الطرف الآخر …لم يصل اولئك لتك النتيجة عن فراغ ولكنها تجارب الواقع التي تجعل من تمشدق المعارضة بأسقاط النظام أقرب لتلك الحكمة المعرفة كالهر يحكي أنتفاخا صولة الأسد ..
كلما أحس النظام بأقتراب الأجل المحتوم ..كانت وصفة شفائه وقوته من (جرعات) المعارضة (الهزيلة)..التي أتتها الفرصة تجرجر أزيالها ولكنها لم تقتنصها ..فعاد (العيب) مفردا ..وحل التنظير والأسفاف الكثير في الفضائيات والأثير بأسقاط النظام أخري والمراهنة علي ضعفه والشكوي المرة من كبت الحريات والغموض الكثيف التي أكتنف الأحداث الأخيرة ..ولكنه عندي كله رقيص خلف صيوان الأحداث و محاولة هروب من ذلك الواقع التي لم تحسن المعارضة توظيفه بالوصول به الي غايتها المرجوة ..
كان الأمام (عميقا ). .علي معارضة الكثرين لحديثه ..وجاء (طلب) الشيخ (مترددا)..وكان أعتقال قادة (المعارضة) متأخرا ..وبين الحكمة والتردد والتأخر أفلح النظام في أستعادة أراضيه ..وبسط الأمن وحماية الممتلكات العامة ..دعونا نعترف صراحة ..بأن الشعب لازال فيه بقية مما ترك السابقون .. بعيدا عن أي نداءات أخري ..فقد أستشعر الحال الذي كانت تتوقعه الحكومة فأوشكت حساباتها علي (اللخبطة)..ولكن ميلان المسار ..جعل (المتحفظ) يسبغ علي حديثه بعض (شجاعة) مفقودة ..والأمام صراحة يعترف بأن المحاولة كانت مغامرة ذات دهان عشوائي .
امامك هذا جيفة لا نفع يرجى منه لقد لبس ثوب الانقاذ وان تنكر لذلك وهو مخادع من الدرجة الاولى وانتهازي يراقب الشعب يموت ويسجن واذا ما نجح الشعب في معاه ظهر كانه زعيم .قاتل الى الوصوليين النفعيين اين ما وجدوا لك يوم ايها الاخطبوط المهرطق .واعلم ان الزمن تخطاك ايها النفعي.
امامك هذا جيفة لا نفع يرجى منه لقد لبس ثوب الانقاذ وان تنكر لذلك وهو مخادع من الدرجة الاولى وانتهازي يراقب الشعب يموت ويسجن واذا ما نجح الشعب في معاه ظهر كانه زعيم .قاتل الى الوصوليين النفعيين اين ما وجدوا لك يوم ايها الاخطبوط المهرطق .واعلم ان الزمن تخطاك ايها النفعي.