مقالات وآراء سياسية

آفة السودان المؤرخ التقليدي والقانوني التقليدي والسياسي التقليدي يا حمدوك ..

طاهر عمر

 

قرن من الزمان مر وترك بصمات لا تمحى بسهولة لأنها تنعكس على حال الشعوب في كيفية تحقيق الإزدهار المادي وهو إنعكاس لإزدهار الفكر الذي يفتح على إدراك كيفية فهم الفعل الإجتماعي في صميم ظاهرة المجتمع البشري مثلا فلاسفة أوروبا وعلماء الإجتماع والإقتصاديون والأنثروبولوجيون التاريخيون أدركوا أن الفعل الإجتماعي يسوقه التحول في المفاهيم وبالتالي تصبح الإنسانية تاريخية والإنسان تاريخي.

وعليه يصبح الفعل الإجتماعي فعل إنساني بحت لا يحتاج الى أوامر من خارجه لكي تنظمه كما كانت تقوم بذلك الأديان والشرائع لأن المجتمع الإنساني كمجموع أفراد وفي صميم كل فرد تكمن أخلاقيته وعقلانيته لا يحتاج لشريعة إلهية لكي تنظم المجتمع وتأمره من خارجه لأن المجتمع بفعله التلقائي وبعقلانيته وأخلاق الفرد يسير بإتجاه التوازن على صعيدي الإجتماع والإقتصاد بفضل فكرة الشرط الإنساني.

لأن الفرد الأخلاقي والعقلاني يقبل بسبب أخلاقه وعقلانيته بالمساواة مع الآخريين ولهذا دوما نقول أن الكوز في السودان لم يكن يوما أخلاقيا ولا عقلاني لأنه لا يرضى بالمساواة مع بقية أتباع الأديان الأخرى وظل على الدوام يلعب دور عبء الرجل المسلم في محاكاة للغريم أي عبء الرجل الأبيض إلا أن فكرة عبء الرجل الأبيض قد جاءت بنيوية كلود ليفي أشتراوس وأزالت وهم أن هناك شعوب بدائية وساوت بين الحضارات في مختلف مواقع العالم في تفسيرها لظاهرة المجتمع البشري.

وعليه لم تقبل أغلب النخب السودانية بأن تصبح الحضارة الإسلامية التقليدية مساوية للكجور وفي الحقيقة ووفقا لفكر كلود ليفي أشتروس فإن الكجور كثقافة مساوي للإسلام في تفسيره لظاهرة المجتمع البشري إلا أن غياب علماء الإجتماع والفلاسفة والأنثروبولوجيين يجعل من مثل هذا الطرح ضرب من الجنون والعكس أن من لا يقبل مثل هذا الطرح تنتفي منه عقلانيته وأخلاقه التي تجعله يرضى بالحرية ويحس بأنه متساوي مع الآخريين لأن الحضارات مع إختلافها متساوية.

ولأن الدين نفسه ظاهرة إجتماعية فإن الإنسان وفقا لتجربته وضمير الوجود قد نضجت تجربته وأصبح ينشد مجد العقلانية وإبداع العقل البشري وبالتالي لم يعد للدين أي إمكانية للعب دور بنيوي في السياسة والإجتماع والإقتصاد في ظل فكر الإنسانيين الكبار وقد بداء ظهورهم مع مطلع القرن السادس عشر ويمكننا أن نذكر من ضمنهم سيد القرن السادس عشر ميشيل دي مونتين ويعتبر من الإنسانيين الكبار.

وبالمناسبة نجد أن عمانويل كانط يفتخر بأن ميشيل دي مونتين يعتبر أستاذه الذي قد أوحى له بفكره الذي تتحدث عنه أنثروبولوجيا كانط وتنعكس منها أنثروبولوجيا الليبرالية ونجد من بعدهم في مفارقة عجيبة كلود ليفي أشتروس في فكره النيّر يفتخر بأن أستاذيه هما كل من ميشيل دي مونتين وعمانويل كانط وعليه نطلب من القارئ المحترم ملاحظة هذا التواصل الفكري خلال خمسة قرون في بدايته ميشيل دي مونتين وفي المنتصف بعده بقرنيين يتشكل فكر عمانويل كانط وفي نهايته أي بعد كانط بقرنيين تظهر أفكار كلود ليفي أشتروس التي تساوي بين الحضارات وتنفي فكرة أن هناك شعوب بدائية وبالتالي قلنا أن لا فرق بين الإسلام والكجور في تفسير ظاهرة المجتمع البشري.

التسلسل في تطور الأفكار وإستمرارها كما رأينا خلال الخمسة قرون الأخيرة بين ميشيل دي مونتين ومرورا بعمانويل كانط والى كلود ليفي أشتروس توضح كيف تكونا كل من تاريخية الإنسان وتاريخية الإنسانية وبالتالي الفعل الإنساني كأمر إنساني خفي للفرد داخل مجتمعه لا يحتاج لأمر من خارج المجتمع كالشرائع والأديان لأن الفرد بطبعه وطبيعته عقلاني وأخلاقي لهذا السبب تظهر الحضارة الغربية متقدمة جدا مقارنة بالحضارات التقليدية كالحضارة الهندية والحضارة الصينية والحضارة العربية الإسلامية التقليدية ويظهر من بين فلاسفة أوروبا وعلماء إجتماعها من يفاخر بإمتياز وتميّز الحضارة الغربية عن الحضارات التقليدية ومن ضمنها الحضارة الإسلامية العربية التقليدية ومنهما أي من يفاخران بإمتياز وتميّز الحضارة الغربية عن الحضارات التقليدية نذكر من ضمنهما كل من ماكس فيبر وخاصة في كتابه الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية وكذلك مارتن هيدجر.

لهذا السبب يتحدث ماكس فيبر بلا خوف ولا وجل عن زوال سحر العالم أي أن الدين لم يعد يلعب دورا بنيويا في السياسة والإجتماع والإقتصاد وكما يستلف منه عالم الإجتماع الفرنسي مارسيل غوشيه بأنه قد أصبح الدين في مستوى دين الخروج من الدين وأصبح المجتمع البشري تسوقه معادلة الحرية والعدالة وقد صارت الديمقراطية والفكر الليبرالي بديلا للفكر الديني في ظل مفهوم الدولة الحديثة التي تتحدث عن علاقة الفرد بالدولة مباشرة ومن مهام الدولة الحديثة أن تحقق للفرد كل حقوقه كمسؤولية إجتماعية نحو الفرد.

في هذا القرن الذي مر كما ذكرنا في بداية المقال نجد أن تسلسل الأفكار خلال الخمسة قرون الأخيرة وخاصة أفكار الإنسانيين الكبار قد وضّحت كيفية نضوج عقل الإنسان وفقا لتجربته وضمير الوجود ونجد أن أفكار مدرسة الحوليات الفرنسية قد تحدثت عن تاريخ الخوف و تاريخ الذهنيات وكيف تنتج المجتمعات الحية شخصيات تاريخية تفسر ظاهرة كساد الفكر وبالتالي كيف تكسر حلقات العقل الجمعي الكاسد و تشب عن طوقه بعد أن تفسر و تحلل وتفكك تاريخ الخوف وتراكمه في ظلمات الروح مما يجعلك صيد ساهل للكوز الذي يستثمر في تاريخ الخوف في السودان ويبيع لك صكوك الغفران لكي تضمن الخلاص الأخروي وكأن الكوز قد جاء لتوه من الآخرة.

في وقت نجد أن مدرسة الحوليات قدمت شخصيات تاريخية قد فارقات ظلمات الروح وتراكمها بسبب تاريخ الخوف الذي يستثمر فيه رجال الدين كالكيزان و ذهبت بإتجاه أن الدين شأن فردي و عليك ألا تترك تجار الدين من كل شاكلة ولون أن يستثمروا في تاريخ الخوف ويبيعون لك وهم الخلاص الأخروي. ما أقصده هو أن هناك فلسفة تاريخ تقليدية قد إنقضى زمانها وعقبتها فلسفة تاريخ حديثة وهي التي تقدم لنا أفكار الفلاسفة وعلماء الإجتماع والإقتصاديين والأنثروبولوجيين في زمننا هذا وفلسفة التاريخ الحديثة التي قد بداءت منذ قرن قد أبعدت كل من القانوني التقليدي والمؤرخ التقليدي من قبل قرن من الزمن والمضحك أن المؤرخ التقليدي والقانوني التقليدي نجدهما ما زالا يلعبان دور كبير في ساحات الفكر وبسببهما نتج الكساد الفكري في ساحتنا السودانية.

وتتجلى أقبح صوره في الوثيقة الدستورية التي أعطت إمكانية شراكة العسكر بعد ثورة عظيمة كثورة ديسمبر بل تعتبر من الثورات الكبرى التي تعقبها تشريعات كبرى وهذه التشريعات الكبرى التي تعقب ثورة كبرى كثورة ديسمبر بشعارها الجبّار لا يقوم بها القانوني السوداني التقليدي بل يقوم بها السياسي وبالتحديد ليس السياسي التقليدي السوداني بل السياسي الذي يفهم معنى فكرة الشرط الإنساني.

لذلك كان العشم بأن يكون حمدوك سياسي غير تقليدي يفهم فكرة الشرط الإنساني ووفقا للشرط الإنساني تبداء معركة حمدوك مع من أتوا به أي أتباع الحرية والتغيير لأنهم سياسيين سودانيين تقليديين تغيب عن أفقهم فكرة الشرط الإنساني وبعدها يقدم حمدوك أفكار فلسفة التاريخ الحديثة ويمكنك أن تسأل لماذا نفترض بأن حمدوك مدرك لفلسفة التاريخ الحديثة؟ لأن الرجل يعتبر أقتصادي متشبع بالنظريات الإقتصادية وتاريخ الفكر الإقتصادي ونظريات إقتصاد التنمية وعليه نحن نفترض فيه فهمه لفكرة الشرط الإنساني كإنعكاس من فلسفة التاريخ الحديثة وهي متاحة في النظريات الإقتصادية وتاريخ الفكر الإقتصادي.

ونقول بأن معارك حمدوك الفكرية كانت يجب أن تبداء مع من أتوا به وأغلبهم أتباع الطائفية وعليه كانت ستكون معركة حمدوك مع من أتوا به بداية لزرع مبادئ فلسفة التاريخ الحديثة في السودان بحكم تخصص حمدوك في الإقتصاد وأول علاماته العقلانية أي عقلانية من يكون إقتصادي وبالتالي لاتسعى جهوده إلا من أجل التوازن الإجتماعي والإقتصادي. وعليه كانت مهمة حمدوك أن تبداء بسياسات مالية وسياسات نقدية وسيطرة كاملة على البنك المركزي وبالتالي تصفية بنوك الإسلاميين وأرجاع الاموال المنهوبة خلال الثلاثة عقود لخزينة الشعب.

ويبداء حمدوك في كيفية طرح سياسات إقتصادية تخدم الشعب فيما يتعلق بالعلاج المجاني والتعليم المجاني وتصفية ديوان الزكاة وتحويل أمواله للميزانية التي تخدم التعليم المجاني والصحة المجانية وإلغاء الجهاز القضائي الكيزاني كما حصل في تونس وبعدها إلغاء وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لأن السودان ثقافاته متساوية فلا فرق بين الإسلام والكجور في ظل فلسفة التاريخ الحديثة فلا داعي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف.

وبعدها يحيط حمدوك نفسه بتشريعات جديدة نتاج فلسفة التاريخ الحديثة التي لا نجدها في فكر القانوني السوداني التقليدي لذلك يعتبر رئيس تونس في حله للجهاز القضائي في تونس متقدم جدا مقارنة بالقانوني السوداني التقليدي. لذلك قلنا أن القانوني السوداني التقليدي في فهمه المتكلس لم يخرج بعد من فلسفة التاريخ التقليدية لذلك تجد القانوني السوداني يشترك مع الكوز في لغب مولانا وبوثيقتم الدستورية وبعدم حل الجهاز القضائي الكيزاني كان القانونون السودانيين التقليديين من أكبر الأسباب لإنتكاسة ثورة ديسمبر العظيمة.

لذلك هدفنا أن ننبه النخب السودانية على أن القانوني التقليدي السوداني والمؤرخ التقليدي السوداني قد أبعد من ساحة الفكر من قبل قرن ليحل محلهما السياسي الذي يفهم معنى فكرة الشرط الإنساني. وفكرة الشرط الإنساني لا تأتي للمثقف التقليدي لأنها تحتاج لمثقف غير تقليدي له القدرة على القرار والإختيار لما يحل لمشاكل المجتمع وفقا لأفكار فلسفة التاريخ الحديثة التي لم تظهر أفكارها بعد في ساحتنا السودانية.

لنوضح أكثر كان نهرو وقد أخذ إجازة في الحقوق إلا أنه لم يكن تقليدي كالقانونيين السودانيين لذلك كان يدرك فلسفة التاريخ الحديثة لأنه قارئ مدرب لذلك أقنع غاندي بهند علمانية وديمقراطية عكس صورة الهند التقليدية التي يحلم بعودتها المهاتما غاندي وقرار نهرو بإختيار هند ديمقراطية علمانية هو ما جعله بأن يكون واحد من أقانيم الثالوث المقدس في الهند وعندما سئل لماذا لم يختار الشيوعية للهند قال قولا يكاد يكون مطابق مع قول ريموند أرون في فهمه لفلسفة التاريخ الحديثة وهو أنه قد قراء كتاب رأس المال لماركس وهو كتاب يزعم عباقرة الرجال بأنه قد قراءه وهم لم يقراءه إلا أنه لم يجد فيه ما يجعله أن يكون ماركسيا وبالتالي يمكن القول أن نهرو في فهمه لفلسفة التاريخ الحديثة قد تخلص من أن يكون مثقف منخدع بماركسية ماركس.

لهذا السبب خصصنا مقالنا لتوضيح أن القانوني التقليدي و المؤرخ التقليدي من قبل قرن من الزمان أبعدا من حقول الفكر ليحل مكانهما السياسي الذي يفهم معنى الشرط الإنساني ولمن يريد المزيد عن معرفة فلسفة التاريخ الحديثة عليه بقراءة أفكار مدرسة الحوليات الفرنسية وأفكار فلسفة التاريخ الحديثة في جهود ريموند أرون وأفكار ماكس فيبر ودلتاي إدموند هوسرل وجورج زيمل والنظرية العامة لكينز وقد ساعد فكرهم ريموند أرون في تغيير وجهة الفكر في فرنسا بعد كان رازح تحت أفكار الوضعية المنطقية لكل من ماركس وأوجست كونت.

في ختام مقالنا نقول لحمدوك أن التحولات الكبرى والثورات الكبرى تتطلب أفكار السياسي الذي يفهم معنى الشرط الإنساني ومتشبع بفلسفة التاريخ الحديثة التي تبعده عن أدب الهويات القاتلة وتقربه من أدب الحريات ونذكره بأن أغلب النخب السودانية قد كانوا مشغوليين بأدب الهويات وقد أهملوا أدب الحريات لذلك أن مجموعته التي يقودها أغلب أتباعها من المتشبعيين بأدب الهويات القاتلة وأغلبهم من أتباع الامام والختم والمرشد وهؤلاء لا علاقة لهم بأدب الحريات لأنهم مازالوا مشغوليين بأدب الهويات الذي يطير بجناحي العرق والدين في وقت يحتاج زماننا لأدب الحريات وما أكثره في أدب النظريات الإقتصادية وتاريخ الفكر الإقتصادي ونظريات إقتصاد التنمية.

ولذلك نقول لحمدوك فانت ما زلت الأقرب ليعلب دور من يفهم فكرة الشرط الإنساني الذي يقوم به السياسي غير التقليدي وأنت الأقرب له بحكم دراستك للإقتصاد وجاء الوقت ليكون قرارك وإختيارك لسودان ديمقراطي وعلماني وهذا سيكون بداية لصراعك مع أتباعك أولا ومن بعدهم إقناع الشعب السوداني ثانيا كما فعلها نهرو في الهند.

ونقول لحمدوك قد حان الوقت بأن تتقدم للشعب السوداني بفكر منبعه فلسفة التاريخ الحديثة التي أبعدت المؤرخ التقليدي وأبعدت القانوني التقليدي من قبل قرن من الزمن و جاء دورك لتلعب دور السياسي الذي يفهم معنى الشرط الإنساني ومن يفهم معنى الشرط الإنساني ويفهم فلسفة التاريخ الحديثة لا يسير وراء المؤرخ التقليدي السوداني ولا يتبع للقانوني التقليدي السوداني بل يحل جهازه القضائي الكيزاني ويحيط نفسه بمشرعيين بعقل فلسفة التاريخ الحديثة لتأتي التشريعات الكبرى التي تلحق الثورات الكبرى وثورة ديسمبر بشعارها الجبار حرية سلام وعدالة من الثورات الكبرى وتحتاج لفلسفة تاريخ حديثة وهدفها تحقيق فكرة الشرط الإنساني.

لذلك نقول لحمدوك أن الإجتماع الوزاري في لندن بشأن السودان يجب أن تقدموا فيه فكر غير تقليدي و لا يخرج إلا من مثلثين وفي تداخلهما يشكلان مفهوم فلسفة التاريخ الحديثة المثلث الأول يقوم على علاقة الفلسفة وعلم الإجتماع والسياسة والمثلث الثاني يقوم على مفهوم الديمقراطية والسياسة والتشريع ومنهما تأتي قدرة السياسي المتسلح بالشرط الإنساني على القرار والإختيار لسودان ديمقراطي وعلماني ولا مكان فيه لحكم العسكر ونظمهم الشمولية.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. آفة السودان تكمن في سيطرة العقاية الدينية الرجعية و التي لا تريد لنا فكاكا من ماضي شبه الجزيرة العربية .

    اسأل او عشرة افراد تلاقيهم عن موقفهم من استمرار الدولة الدينية و تطبيق ما يسمى بشرع الله كاملا و غير منقوص و ستعرف أين نحن في سلم التطور الإنساني.

    الثورات الناجحة تبدأ داخل العقول و لبس الشوارع .

  2. مقال ممتاز، لكنه يختزل التطور في مسار محدود، فقد يكون لكتابات القرن الثامن عشر من علماء الاجتماع تأثيرات أقوى مما أشرت إليه مع تأكيدنا للحلقة الأخيرة من مسارات ترسيخ هذه المبدأ الإنسانوي في القرن العشرين عند الوجوديين والانثروبولوجيين، فقد كان لفرانسسكو ومبادئ العلم الجديد رؤى أكثر وضوحاً وإشراقاً في هذه المسارات، كذلك عالمة الاجتماع مدام دي اشتال، ولا ننسى قلب التنوير بدء من ديكارت وصولا إلى الانقلاب الشاغولي الذي أحدثه دارون في النشوء والارتقاء الذي هدم، وبضربة قاضية، مفهوم النقاء السلالي. كما أن المادية التاريخية، ولا سيما في وجهها الماركسي، قد كانت الضربة الأكثر وضوحا وعملية في هذا المسار، وكذا نيتشة الذي كانت ضربته التنويرية التي ضربت مطرقته على المس في رأس الإنسان فأطاح بلوثات كثيرة كانت عالقة في الفص الذي يفكر إلخ. الموضوع متشابك وهو روح كلي، بالمفهوم الهيجلي، قد أدى إلى تغيرات كبرى في تصور الإنسان لوجوده في العلم، وفي علاقته مع الأخرين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..