قابل للانفجار

في الوقت الذي تردى فيه الوضع الاقتصادي في أعقاب انفصال جنوب السودان،سقطت هجليج في يد الجيش الشعبي،تركت الحكومة الأزمة الاقتصادية التي تطحن المواطن بلا رحمة،وحولت الرأي العام بقدرة قادر نحو سقوط هجليج…تأخر الاسترداد ربما لحسابات التربح،استمرت التعبئة ووقف الشعب وقفة مشهودة،حتى أنهم أعترفوا بذلك،وكان ينتظر هذا الشعب أن ترد الحكومة عليه بأحسن مما فعله،الذي حدث أن تضاعفت الأسعار مما هي عليه،لتصوب سياطها نحو ظهر المواطن مرتين وثلاث…وهذا يعكس صورة أقتم ليس على الصعيد الداخلي فقط بل بصورة أكبر على الصعيد الخارجي خاصة بالنسبة لمن هم في الخارج ويرغبون في الاستثمار في هذا البلد،هذه الأيام ارتفع الدولار إلى عليائه،ارتفاع الأسعار مستمر،وقابل للانفجار في أي وقت،ولمثل هذه السياسات الإعلامية آثار يستعصي علاجها بسهولة..الاقتصاد في السودان أصبح يتأثر بشدة غير منطقية وفقا لما تورده الأخبار حتى لو كانت مصنوعة غير حقيقية،ارتفاع الدولار أو هبوطه،أصبح تحدده تصريحات القادة،تصريح يرفع،وآخر يُخفض،وحتى لو كنا نُدرك جميعاً ما المغزى من الخطاب إلا أن الاقتصاد بات متأثراً بالإعلام لدرجة لا يحتملها السوق.

بات مفهوم تماماً أن الدولة بمختلف كياناتها لا تملك خطة ولا حتى رؤية واضحة لإسعاف الوضع الاقتصادي لما بعد التاسع من يوليو وما يُحكى للإعلام ماهو إلا مجرد كلام يتعمد على آمال وتطلعات وأحيانا تصل مرحلة “التهيؤات” لا تمت إلى واقع الحال بصلة،والملاحظ أن السوق يزداد التهاباً صباح كل يوم،فلم تعد سلعة دون سواها تغالي في سعرها بل كل السلع الآن لحقت بها زيادات لترفع سعرها أضعافاً،والمواطن لا حيلة أمامه إلا أن يصوم عن الأكل والشرب ويموت غبناً،أو يصرف كل ما في جيبه مقابل أن يأكل،وأحيانا يدفع كل ما لديه ولا يحصل..وفوق كل ذلك فإن التجييش الذي سيطر على الإعلام وعلى الشارع بات هو الآخر أحد أسباب زيادات الأسعار حتى لو لم تخضع هذه الزيادات لسعر الصرف،فعندما تسأل تاجر ما عما إذا كان هناك سببا جديدا للزيادة،يرد عليك باعتبارك تجهل ما يجري “إنت ما بتشوف التلفزيون ولا شنو”..فإن كانت الحكومة ليس في مقدورها إنقاذ الوضع الاقتصادي والتخفيف عن المواطن فليتوقف هذا التجييش حفاظاً على الوضع الاقتصادي الراهن على علاته،فلم يعد بمقدور المواطن تحمل أي سياط جديدة

الجريدة

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..