حالتان شاذتان ..!

أن يستقيل وزير الداخلية الفريق عصمت عبد الرحمن زين العابدين ويضع كتابه على منضدة الحكومة ثم يغادر قبل أن يقال له إن عهدنا لايعرف ثقافة الإستقالة التي هي رجس من عمل الكفار .. فتلك واحدة من الظواهر الشاذة في نهج منتسبي هذا النظام الذي لا يستقيل فيه المسئؤلون مهما عظمت مساوئهم و تضخمت فضائح سرقاتهم وتجاوزاتهم في الفسادوطول البقاء فوق أنفاس العباد و تبديدهم لإمكانات البلاد !
ولعل فضيحة تسريب الإمتحانات و فضائح وجود مدارس قامت من وراء علم الوزارة دون ترخيص رسمي بل و انفردت بعمل إمتحانات وهمية للطلاب المساكين باعتبارها هي الإمتحانات المعتمدة من الوزارة ..وبعدها إنهيار مرحاض أدى الى وفاة معلمة فاضلة بصورة مأساوية .. كانت كأقل مثال مبررا ليس لإستقالةالوزيرةالإتحادية للتربية والتعليم والوزير الولائي بل لإقالتهما وتقديمهما لمحاكمة إيجازية .. ولكن هذا بالتأكيد لن يصير ممكنا في دولة كل مسئؤل فيها يهرش ظهر الآخر حينما تهيج فيه عفونة دمامل فعلته !
أما الحالة الشاذة الثانية في أخبار الصحف اليوم .. أن يقوم أبوالفساد والمتاجر الأول بصحةأهل العاصمة البروفيسور مامون حميدة بتكريم الدكتور فوراوي الذي رفض رشوة تقدر بالملايين و إغراء براتب شهري معتبر حتى يمرر لأحد أصحاب المشافي الأجانب عدم إغلاق مرفقه العلاجي ربما لإرتكابه مخالفات تستوجب الإغلاق !
طبعا صاحب التكريم وهو يمد يده للمكّرم لابد أنه يقول له في سره .. يالك من عبيط ..فنحن لم نكرمك لأمانتك بل لآنك أبعدت عنا أحد المنافسين من مضايقتنا في سوق الصحة الذي نريده حصريا لنا دون غيرنا !
ومع ذلك فنحن إذ نحي الدكتور فوراوي نقول له كثر الله من أمثالك لآنك أحرجت من كرموك بأن أثبت لهم أن في الزمان الذي أصبحت فيه الرشوة والفساد قاعدة .. فإن هنالك استثناء تمثل في يدك الطاهرة ..مثلما نقول للفريق عصمت ..حسنا فعلت بالإبتعاد عن دولة يحكمها أمثال حميدتي وموسى هلال وقدكونا دولة خاصة بهما داخلها في جبل عامر و نواحيه ساءهما أن تتغول عليها سلطة المركز.. كما ساء مامون حميدة في قرارة نفسه أن يكون بين منتسبي وزارته نموذجا يسبب له مثل هذا الإحراج الى درجة الإزعاج !

[email][email protected][/email]