ممارسات الإنقاذ .. (ناس فوق) بدلاً عن (الشيخ قال ليكم)!!

الصباح الجديد – أشرف عبدالعزيز
(ناس فوق) بدل (الشيخ قال ليكم)!!
في كل مرحلة من مراحل الإنقاذ تظهر (سواتر) جديدة لتمرير سياسات بعض المجموعات المتنفذة داخل منظومة الحكم، وإلباس القرارات ثوب قدسية (فوقي) كونها مباركة من شخصيات قيادية من الوزن الثقيل.
قبل مفاصلة الإسلاميين وفي العشرية الأولى كانت الكلمة المفتاحية لتمرير كثير من القرارات (شيخ حسن قال ليكم)، ولم يدرك الدكتور الترابي بالرغم من دقته في (حسابات المسائل) ذلك إلا بعد مفاصلة الإسلاميين، عندما تغيرت (الكلمة المفتاحية) للتمكين، وأصبحت (الشيخ عنيد) فهي صارت كافية لزيادة المخصصات والإستوازار إذا صدع بها (ناشط وسيط) أمام كبار القيادات المؤثرين في دوائر القرار مبدياً خصومته الفاجرة لعراب الإنقاذ.
هذه المجموعات التي إعتادت التخفي وراء هذه الكلمات المفتاحية لتحقيق مصالحها، لا تتورع في إستخدام كثير من الممارسات التي تحرج الحكومة، ما دام أنها المسيطرة على الأوضاع وتسيرها كما يحلو لها.
الفئات الأدنى في أوساط هذه المجموعات تستفيد من سطوة قياداتها وتظهرها بمظهر القوة والمهابة والقادرة على تمرير القرارات ومن الصعب تجاوزها.. هؤلاء تجدهم يتنفذون تحت غطاء (عمك قال) و (يبرطعون) في النقابات والاتحادات ويمررون أجندتهم داخل المؤسسات ويتصدون لكل من تسول له نفسه اعتراضهم ولا أحد يستطيع سؤالهم خاصة الذين يتبعون منهم لمكاتب تنظيمية خاصة.
من الواضح أن الحزب الحاكم لم يعد مؤثراً في الحكومة وإنما المتنفذين في الحكومة هم المؤثرين ولذلك ظهرت إلى السطح كلمات مفتاحية جديدة لتمرير القرارات وهي ليست كسابقاتها مبهمة وغامضة، وبالتأكيد هذه الكلمات لها ظل وفي الغالب تصدر عن سكرتير أو مدير مكتب لشخصية مرموقة، فطبيعي جداً يتم إتخاذ قرار كارثي وينفذ، يجر على البلد ويلات، وعندما يسأل من قام بالتنفيذ عن السبب يقول لك بصراحة غير معهودة (الناس الفوق قالوا كدا) ولا يُكشف لك السبب.
هذا يعني أن هناك مجموعة متحكمة أبعدت كل القيادات الرشيدة وأمسكت بـ(الريموت كنترول) لتتحكم في مفاصل البلاد عن طريق تغييب القيادة عمداً وقطع الطريق على الناصحين والحكماء، وحتى الملمون بالخبرة والدارية في أوساط هذه المجموعة أرهقتهم المهام فتجد (الواحد منهم) في قلبه أكثر من جوف وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، تجد الرجل منهم ممسك بمئات الملفات، ولذلك وإن كان مدركاً لخطورة بعضها يفضل عدم التعامل الاستراتيجي معها ويختار المرحلي خاصة في ما يتعلق بالحريات، وهكذا وإن لم تكن حالة الطوارئ معلنة فشيمة دولاب العمل في الدولة غالبها أصبح يدار بعقلية الدوران مع الطوارئ، ورد الفعل هو المسيطر، ولعل ردة الفعل على العصيان المدني الأخير هي التي أوجدت الفعل وأكسبته بريقاً غير متوقع.
يجب أن يدرك قيادات الإنقاذ أن مرحلة (ناس فوق) هي الأخطر من نوعها وأن إستغلالها سيجر عليهم ويلات عظيمة ويعكس تخبطاً وإضطراباً بدا واضحاً في الآونة الأخيرة ما جعل المؤسسات ضعيفة وغائبة.
أشرف عبدالعزيز
الجريدة