حتى لا يروح رجل مباحث آخر

نعم لقد حققت الشرطة إنجازاً كبيراً بإلقائها القبض في زمن قياسي وفي أقل من أربع وعشرين ساعة، على العصابة التي نهبت نحو سبعين كيلوجراماً من الذهب من أحد محال المجوهرات بسوق أم درمان، وهو إنجاز استحقت عليه الشرطة كل المدح والثناء الذي كيل لها مدراراً من كل من تناول هذه الجريمة الغريبة بالكتابة والتعليق، ولا شك أن الدهاء والذكاء الشرطي الذي استطاع أن يميط اللثام عن هذه الجريمة (الذكية)، بتلك السرعة القياسية، كان أكبر بكثير من دهاء مخطط الجريمة ومنفذها وأحدَّ ذكاءً منه، وبنفس القدر الذي كانت الصحف قد عرضت به الطريقة المخادعة و(الذكية) التي ارتكبت بها الجريمة، فلا بد لها أيضاً أن تحتفي بذكاء الشرطة وبراعتها ليس فقط في كشف غموض الجريمة، بل وإلقاء القبض على الضالعين فيها، وكم يكون مشوقاً لو أن الشرطة كشفت ولو عن جزء يسير من ذكاء خطتها التي أوصلتها لكشف الجناة في بعض يوم، فذلك إنجاز كبير وعمل رائع يستحق التوثيق، ليس فقط في أضابير الشرطة وملفاتها وإنما أيضاً في ذاكرة الشعب…
ولكن رغم هذا الانتصار الباهر الذي ظلت تسجله الشرطة على الجريمة والمجرمين وخاصة في الآونة الأخيرة، إلا أن هاجساً ما انتابني حين استذكرت تلك الانتصارات الشرطية التي أعقبتها عمليات اغتيال غادرة طالت بعض رجالها الأذكياء، أذكر منهم رجلي المباحث (بوب) و(ودالصول)، فقد بدا لي من تينك العمليتين الغادرتين الجبانتين أن العصابات الإجرامية بدأت تخطط للتخلص من الشرطيين الأذكياء الدهاة المغاوير حتى يخلو لها الجو بلا مضايقات، لتفرخ جرائمها وتبيض، ومن هنا يجيء تخوفي من أن نفقد بعد العملية الأخيرة واحداً من التيم الشرطي النابه الذي وضع يده في بضع ساعات على جريمة الذهب الخطيرة، وحتى لا يروح رجل مباحث آخر بعد هذه العملية الأخيرة، لابد من رفع درجة اليقظة والحذر في أوساط الشرطيين عموماًًًً، وبالأخص بين من يعملون في المباحث، ولابد أيضاً من أخذ كل الاحتياطات اللازمة حتى لا يؤخذ رجل شرطة على حين غرة، وظني أن تأمين حياة الشرطي وخصوصاً رجل المباحث يتم على مستويين، مستوى شخصي فردي يخص الشرطي نفسه في التحلي بأعلى مستويات اليقظة والحذر، ومستوى آخر مؤسسي توفره له مؤسسة الشرطة، أما كيف يتم هذا التأمين المؤسسي فذلك ما لا أملك عليه وصفة، وأزعم أن وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة هما الأعرف به وبالضرورة الأقدر عليه.
الله يحفظ كل صادق وامين في عمله من اجل السودان
شكرا عميقا وجميلا الاخ المكاشفى ونتفق معك تماما فيما ذهبت اليه
في تقديري الشخصي أن هذه السرقة مدبرة ومفتعلة من أجهزة الشرطة نفسها وذلك
لإيهام المجرمين أن الأجهزة الشرطية عين ساهرة لحماية المواطنين من غدرهم
وهذا أسلوب السهل الممتنع في مكافحة الجرائم التي لا قبل للشرطة بفك طلاسمهاإن وقعت خاصة وأن الجريمة أصبحت علم يدرس .وكل هذه السرقات المفتعلة تأتي في ظل الوقاية لأن وزارة الداخلية تؤمن بقولة الوقاية خير من العلاج
يجب علي الدوله فرض البصمة علي كل شخص سوداني اجنبي موجود داخل السودان بدون استثناء حتي علي رجال الشرطه نفسهم عندها لايستطيع الجانئ من الهروب
في معظم دول العالم الشرطه لاتبوح أو تكشف طرق كشف الجريمة وتعمل في صمت بعيد عن الاعلام
يجب علي الدوله فرض البصمة علي كل شخص سوداني اجنبي موجود داخل السودان بدون استثناء حتي علي رجال الشرطه نفسهم عندها لايستطيع الجانئ من الهروب
في معظم دول العالم الشرطه لاتبوح أو تكشف طرق كشف الجريمة وتعمل في صمت بعيد عن الاعلام