اوباما يدعو الكونغرس الى منح طهران فرصة لاستكشاف نواياها

واشنطن – ستيفن كولنسون – دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس الكونغرس الى افساح المجال لايران لتثبت جدية التزامها في المفاوضات حول برنامجها النووي، وذلك عبر عدم فرض عقوبات جديدة فورية عليها.

ولم تنجح المفاوضات بين طهران ومجموعة الدول الست الكبرى حول البرنامج النووي الايراني في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر في جنيف. وستستانف في العشرين منه.
واعتبر نواب اميركيون من الحزبين الديموقراطي والجمهوري ان ايران لم تظهر جدية ودعوا الى تشديد العقوبات التي تخنق اصلا الاقتصاد الايراني.
لكن وزير الخارجية جون كيري دعا النواب الاربعاء الى “التهدئة”.
والخميس، قال اوباما في مؤتمر صحافي “ما قلته لاعضاء الكونغرس انه اذا اردنا فعلا تسوية هذه القضية دبلوماسيا، فلا سبب لاضافة عقوبات جديدة الى تلك الموجودة”.
ولاحظ ان “هذه العقوبات فاعلة جدا اصلا ودفعت الايرانيين الى التفاوض”.
واذ كرر ان “كل الخيارات لا تزال مطروحة” للتاكد من عدم تطوير ايران لسلاح نووي، بدا الرئيس الاميركي حذرا حيال القيام بعملية عسكرية وقال “بمعزل عن قدرات جيشنا، فان الخيار العسكري هو دائما معقد وصعب وتترتب عنه دائما نتائج غير متوقعة”.
واعتبر ايضا ان حربا مع الايرانيين “لن تؤكد لنا انهم لن يضاعفوا جهودهم لاحقا للحصول على اسلحة نووية مستقبلا”.
وفي سعي الى اقناع النواب المشككين، اوضح الرئيس الاميركي ان اتفاقا كمثل الذي ارتسمت ملامحه في جنيف سيتيح تاخير البرنامج النووي الايراني “اشهرا عدة”.
وتدارك “لكننا سنبقي نواة هذه العقوبات، تلك التي هي الاكثر فاعلية والتي لها تاثير اكبر على الاقتصاد الايراني وتلك التي تستهدف خصوصا القطاع النفطي وتلك التي تستهدف القطاعين المصرفي والمالي”.
وقال اوباما ايضا “هذا يمنحنا امكان رؤية الى اي مدى هم جديون وهذا يعطينا الضمان انه اذا تبين خلال ستة اشهر انهم ليسوا على هذا النحو، يمكننا ان نعيد العمل فورا بهذه العقوبات الاخرى”.
وخلص الرئيس الاميركي “في نهاية المطاف، لن نخسر شيئا اذا رفضوا تقديم الادلة الضرورية الى المجتمع الدولي”.
وفي وقت سابق الخميس، كشف جون كيري ان الولايات المتحدة تبحث الافراج عن قسم “ضئيل” من الاصول الايرانية المجمدة في المصارف حول العالم والبالغة 45 مليار دولار، وذلك املا بالمصادقة على اتفاق نووي مع طهران.
واكد كيري في مقابلة مع قناة “ام اس ان بي سي” ان “نواة نظام العقوبات لن يتم فعلا المساس به”، لافتا الى ان “95 في المئة او اكثر من العقوبات الحالية ستظل سارية”.
والثلاثاء، وجه البيت الابيض تحذيرا علنيا الى الكونغرس مؤكدا انه في حال فرض عقوبات جديدة فان الولايات المتحدة تجازف بخوض نزاع عسكري مع ايران.
وموقفا اوباما وكيري يمكن ان يعززهما تقرير اصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اعلنت الخميس ان ايران جمدت في الاشهر الثلاثة الاخيرة توسيع نشاطاتها النووية في خطوة قام بها الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني لبناء الثقة على ما يبدو قبل المحادثات التي ستجري الاسبوع المقبل.
وقالت الوكالة في تقريرها انه خلال الاشهر الثلاثة الماضية لم يتم تركيب سوى اربعة اجهزة الطرد المركزي جديدة لتخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز النووي مقابل 1861 مفاعل تم تركيبها في الفترة السابقة.
لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قلل الخميس من اهمية تقرير الوكالة الذرية وقال في بيان لمكتبه ان “التقرير الذي صدر هذا المساء لم يترك لدي انطباعا ايجابيا. ايران لا توسع برنامجها النووي لانها تملك اصلا البنى التحتية الضرورية لصنع السلاح النووي”.
واضاف ان “القضية لا تكمن في معرفة ما اذا كانوا يوسعون برنامجهم بل في كيفية وقف البرنامج النووي العسكري الايراني. لهذا السبب، ينبغي مواصلة الضغط على ايران مع (فرض) عقوبات”.
ولاحظ مارك فيتزباتريك من “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” انها “المرة الاولى لا يظهر تقرير فصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية زيادة للقدرة على التخصيب” النووي لدى ايران.
وقال هذا الخبير انه بعد ثلاثة اشهر من تولي روحاني الرئاسة في ايران “يبدو واضحا انه اجراء يهدف الى تعزيز الثقة وينسجم مع احجام الولايات المتحدة (عن فرض) عقوبات جديدة حتى الان”، كما انه “يثبت امكان التوصل الى اتفاق دبلوماسي لتجميد القدرات” النووية لطهران.
ا ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..