أخبار السودان

بل تنهبون إنتاج الشعب

إتهمت وزارة المالية الشعب السوداني بالكسل،كونه يستهلك ولا ينتج،وجاء هذا الإتهام علي لسان وزير المالية أمام برلمان المؤتمر الوطني في 7 ديسمبر 2015 حين قال (الشعب السوداني يستهلك أكثر مما ينتج، ويستورد أكثر مما يصدر)،وعليه ففي نظر الوزير(الذي لا يلبس نظارات)فالشعب هو سبب الأزمة الإقتصادية.
وكما قال العندليب الأسمر زيدان ابراهيم(أغلطوا إنتو يا الحلوين نجيكم نحن بالأعذار)،فإن وزير المالية وكل سدنة المؤتمر الوطني،يعيشون في أبراجهم العاجية،وعرباتهم المظللة،لا يدركون أن الشعب في فقر مدقع،وأن (اليومية)البسيطة التي يحصل عليها المواطن لا تساوي ثمن صحن فول(غير مصلح)،أو (سخينة) لا تسد الرمق،ولا تشبع الجوع،وان رواد البقالات الفاخرة(بمن فيهم الوزراء ومن لف لفهم)،وهواة السلع المستوردة،هم قلة محسوبة علي النظام لا تتجاوز 5% من الناس،لكنها تسرق 90% من ثروات الشعب.
يطلع السدنة والتنابلة علي تقاريرهم المضروبة،فيجدون الواردات السنوية تساوي 9 مليار دولار،والصادرات 4 مليار دولار،فيتهمون الشعب بالأباطيل،وهم يعرفون أن معظم الواردات هي سلع كمالية وتفاخرية،تبدأ بالفواكه والخضروات المعلبة،وتنتهي بالأثاث الإيطالي،والعربات الهمر،وبينهما اللحوم المجمدة الأوربية،والبيرة الهولندية(ربمامن غير كحول)،وغيرها من متطلبات لم يسمع بها السودانيون الشرفاء الذين يأكلون من عرق جبينهم.
وبالرجوع لما قبل إنقلاب 1989،كان الشعب السوداني ينتج القطن في مشروع الجزيرة،فحطمته حكومة وزير المالية،الذي يقول الآن إن الشعب لا ينتج،وكان ينتج الجلود المصنعة والأحذية فباعت حكومة المؤتمر الوطني المدابغ والمصانع،حتي القروش لم تدخل الخزينة.إذن من هو المسؤول عن تحطيم الإنتاج ؟!!
وعلي ذكر الكسل،والإستهلاك،فليذكر لنا وزير المالية،بكم يساهم 300 صاحب منصب دستوري في المركز والولايات في الناتج المحلي الإجمالي؟؟!،وبكم يساهم جهاز الأمن والمخابرات؟،وبكم يساهم الجنجويد؟وبكم يساهم(أبو طيرة)؟ وبكم يساهم النظام العام؟!!
نتبرع بالإجابة ونقول يساهمون بعدد(صفر)جنيه سوداني،لكنهم يبتلعون75% من الميزانية السنوية،ومرتب الوزير في الورق الرسمي يساوي مرتب 150 عامل منتج،لكن بإضافة الرشاوي والتسهيلات،فإنه يساوي مرتب 1000 عامل،وعلي ذلك فإن حاشية المؤتمر الوطني هي التي تستهلك،دون أن تنتج شيئاً،أضف لذلك هي من تسرق عرق الناس وجهدهم وكدهم.
لقد قال صندوق النقد الدولي لوزراء مالية إنقلاب 30 يونيو،خصخصوا المشاريع،وحطموا القطاع العام،فقالوا سمعاً وطاعة،فتحطم الإنتاج الزراعي والصناعي.وقالوا لهم حرروا الإقتصاد،واجعلوا التجارة حرة،ولا تفرضوا قيوداً علي الواردات،ففعلوا.. ثم يأتي الوزير للبرلمان،ويقول ما قاله(فرتكان)في سالف العصر والأوان.
جاء فرتكان من ضواحي(ود رعيّة)فرأي عمارة في الخرطوم 2 ،فصنقع حتي وصل بصره علي الطابق الأخير،وقال لمن حوله(ديل تلقاهم بياكلوا في اللقيمات سااااكت)،كان المسكين يري في اللقيمات ترفاً ما بعده ترف،حتي جاء عصر السدنة الذين ينظرون للشعب من وراء (القزاز المظلل)فيقولون أمام برلمانهم(ديل بستهلكوا سااااكت).
الشعب يعرف كيف يرد الإساءات،فلتهنأ الإنقاذ بالمواكب والمظاهرات،وسنري مآل أصحاب التصريحات،ولقبهم دكاترة ولم يحصلوا علي شهادات.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..