الواعظ والأسد والحمار ..

منصات حرة

الواعظ والأسد والحمار ..

نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email][email protected][/email]

يحكى أن حماراً رأى أسداً يجرى وهو مزعور فتلفت الحمار يمنة ويسرة وظن أن الأسد مرعوب من سعادته فإنتفض واقفاً وبدأ يجرى خلف الأسد وهو فرحان وجميع الحيوانات تنظر بإستغراب لهذا المنظر الغير مألوف فى هذه الغابة فمن المعلوم فى قانون الغاب القوى آكل والضعيف مأكول وصاحبنا الحمار على قول أهلنا مسكتو أم فريحانة وبدأ يسرع الخطى خلف الأسد حتى توقف الأسد وإلتفت خلفه فوجد الحمار خلفه مباشرة فإفترسه فى وليمة جماعية مع باقى الحيوانات ومنها أضافت حيوانات الغاب بند جديد فى القانون فأصبح القوى آكل والضعيف والغبى مأكول تماماً كما أُكل الحمار لغبائه فصاحبنا المرحوم ( الحمار ) ظن لوهلة أن الأسد عرف قوته الخفية وهرع هارباً منه ولكن مالم يعرفه صاحبنا ( الحمار ) أن الأسد كان يهرب من الصياد الذى يحمل بندقية الصيد التى لن يستطيع الأسد مقاومتها فهرب بجلده لينقذ حياته من الصياد ولكن وقع الحمار لغبائه فى الشرك ولعمرى لن يتعظ باقى الحمير فى نفس الغاب من مسلك صاحبهم الغبى الذى لم يعرف حدوده فطفح يهرول خلف الأقوياء حتى لقى حتفه ..فقانون الغاب هو قانون الغاب على الضعيف أن يحمى نفسه من القوى والقوى يحمى نفسه من الأكثر قوة منه وهكذا ومن يتجاوز هذا القانون سيكون مصيره مصير الحمار المسكين .ولو أتينا بكل واعظ من كل فج عميق ليحظ الحمار من الأسد لما إتعظ وسينجرف خلف طوفان غروره الوهمى ومعاركه الخيالية فى مكان غير المكان وزمان غير الزمان وسيتبختر بقوته أمام الخلق وسيطارد كل المفسدين واللصوص الهاربين من قوته وجبروته ولكن فى الآخر سيبقى لسان حاله يقول ( أريتنى يا الواعظ سمعت كلامك )..ولكن كما يقول أهلنا الطيبين فى امثالنا الشعبية ( لصيق الطين فى الكرعين ما ببقى نعلين ) ..فمهما وعظ الحمار وتعلم سيظل حماراً ولن يتعظ ولن يعتبر إلا بعد هلاكه وهلاك جميع نسله ، وهنا نقول لكل المهرولين خلف تلك المياه البعيدة فى الصحراء لا تتعبوا أنفسكم فإنها سراب وفى الآخر ستموتون عطشاً فالأجدى أن تحفروا الأرض بأظافركم لتشربوا بدلاً من سباق السراب ومعارك الخيال الدرامى لمطاردة الفساد والمفسدين بالتجزئة وطعن ظل الفيل ،هذا ، واللبيب بالحدرة بفهم ..
مع ودى ..

الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..