والساقية لسه مدورة !!!!

? اصبح السودانيون يخافون من المستقبل السياسي السوداني ، وذلك من فرط الفوضي التي تضرب بأطنابها داخل العملية السياسية في السودان ومنذ زمان بعيد يعود إلي حقب سياسية سابقة وليس في حقبة الإنقاذ فحسب والتي ، أي الإنقاذ ، لم تأت إلا من واقع حسابات مستعجلة كانت خاطئة في محاولتها لعلاج تلك الفوضي السياسية .
? ومن اهم اسباب تلك الفوضي السياسية هو إنعدام حرية الرأي والتعدد داخل الاحزاب السياسية ، يضاف إليها خلق بعض الأحزاب لأذرع عسكرية داخل جسد القوات المسلحة ، والتي من المفترض أن تكون قوات وطنية تقف علي الحياد تماما لكي تتمكن من الحفاظ علي امن البلاد واستقرار الحكم .
? وحتي اللحظة ، فإن الفوضي وعدم التجانس داخل المنظومات السياسية من احزاب وكيانات ، تظل هي السائدة ، فيتمدد معدل الفوضي ، وعدم الإنضباط الناتج من الكبت داخل الأحزاب بما فيها الحزب الحاكم ، وما يؤدي ذلك من تفلتات تعقبها تكتلات ، لينتهي الأمر بتطبيق أخطر القرارات وهو الفصل من الحزب ، ليكون امفصولون احزاباً جديدة يعتريها الضعف بالطبع ، ليستمر مسلسل خلق أحزاب أخري جديدة متفرخة من اصولها ، فتضعف العملية السياسية ويغيب التطوير للقدرات السياسية ، وينشغل القوم بصراعاتهم التي يتابعها الجمهور بكل الدهشة ولتجد الصحف مواداً ساخنة طازجة وحيوية ( من الفرن ) للنشر ، وتختفي مسألة توارث الخبرات في العمل السياسي ، وهكذا يستمر الحال الذي ظل ممتدا منذ النصف الأول من خمسينيات القرن الماضي ، أي ماقبل إستقلال البلاد ، ليتواصل ذات السيناريو حتي اللحظة .
? والآن ، نري غياب نجوم الصف الاول وسط الحزب الحاكم ، ثم وسط الاحزاب الأخري ( الإتحادي الأصل والامة ) إما بسبب بغياب بعض الكوادر الفاعلة زهدا في العمل السياسي ، أو كراهية لما يجري ، أو ان يفصل فصيل ما فصائل أخري داخل الحزب الواحد مثلما حدث داخل حزب المؤتمر الوطني قبل شهور وداخل الإتحادي الأصل قبل عدة أيام ، لينتفخ الإعلام بالأخبار هذه .
? ومن أكبر مقاييس الفشل للمستقبل السياسي بالسودان ، وتمدد ليله الحالك السواد أن المصالح الخاصة تصبح هي المسيطرة علي أخيلة الزعماء داخل كل حزب ، بل أن النزعة الدكتاتورية الشمولية تظل هي العقدة الكامنة في أذهان ونفوس أولئك القوم الذين لا يشعرون بسعادة غامرة إلا بعد تطبيق فرمانات الفصل لهؤلاء واولئك وإبعادهم من الدرب السياسي للزعيم ، أي زعيم .
? ومن أهم العيوب التي تترتب علي مسلسل الفصل المستمر منذ الخمسينات داخل الأحزاب وحتي اللحظة هو الضعف الذي يعتري بنيان الحزب بسبب عدم توافر خاصية توارث الخبرات من جيل إلي جيل مثلما ماهو معروف حتي في الخدمة المدنية التي تم ضربها هي الاخري في مقتل منذ عدة سنوات كما نعلم ، وينسحب أمر غياب توارث الخبرات إلي القوات النظامية التي طال الفصل قياداتها قبل أن تستكمل بناء توريث وتدريب الاجيال اللاحقة لفنيات العمل بكافة خطوط الإنضباط .
? عليه ، وحتي إن عادت الحريات سواء عن طريق هذه السلطة طوعا أو أتت قسرا بأية طريقة ، فإنه سرعان ماتفكر أي مجموعة نظامية في إستلام مقاليد الحكم ، لتذيع البيان رقم واحد ، وتستمر الساقية تدور بذات الموال المعروف .. وليزداد ليل السودان سواداً تبعاً لذلك … والساقية لسه مدورة !!!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. صدقت يا صديقي سنرحل ولا نترك وطنا لاجيالنا كما قال لي احد ابنائي اين السودان تتكلمون عنه لا يوجد وطن نحن سنصبح لاجئين في عرض البحر والسبب السياسة في السودان صرا الضرات وكمان ببدل التاء طاء!!!

  2. يا الباشاء اراك تجنبت ان تقول رائك صريح فى قرارات الحسن الميرغنى هل السبب انك لاتجد طمقراطية فى حزبك الاصل ام مجاملة الزعيم الابن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..