وصلنا الانتحار والتنازل عن الجنسية

كنت اظن وليس كل الظن اثم ان الهجرة المستمرة ونزيف العقول مرده فقط الى الحالة الاقتصادية فى البلاد والتى تتطلب ان يكون لكل اسرة رافدا يدعمهم من خارج البلاد ليفوا بمتطلبات قفة الملاح والاحتياجات اليومية من غير تكلفة العلاج.
نعم كنت اظن ان تلك هى الاسباب الجوهرية للهجرة ومغادرة البلاد ولكن ان تخرج وزارة الداخلية وتبدى مخاوفها من تزايد حالات الاستغناء عن الجنسية السودانية عبر طلبات للتنازل عن الجنسية لصالح جنسيات اخرى فتلك مصيبة جديدة يجب التوقف عندها كثيرا.
نعلم بالطبع بان المؤتمر الوطنى استأثر بالبلاد كلها وتملك مفاصلها وونال خيراتها وكان منسوبيه يقولون “نشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا”، نعم نعلم ذلك بالطبع ونعلم ايضا ان تلك واحدة من الاسباب التى دفعت ملايين الشباب للهجرة ولكن ان يصل الامر التنازل للمؤتمر الوطنى عن البلاد باثرها فذلك منعطف خطير بالطبع.
الدولة على اعلى مستوياتها تشجع الشباب على الهجرة بل عملت عند مجيئها عبر انقلاب عسكرى قبل ربع قرن من الزمان على الاستغناء عن العقول المسيرة لدولاب الخدمة المدنية وتعويضهم بكوادر الحزب قليلة التجربة وعاطلة الموهبة فيما عرف بسياسة التمكين مما رتب انهيارا كبيرا للخدمة المدنية لم يتم تداركه حتى الان
الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانين العاملين بالخارج حاج ماجد سوار اعلن في تقرير قدمه أمام مجلس الولايات عن أداء الجهاز عن ارتفاع عدد السودانيين الحاصلين على تأشيرات خروج من يناير إلى أكتوبر من العام الحالي إلى (338,942) ألف من جملة المعاملات الخاصة بإجراءات الجواز والبالغة (487) ألف جواز.
بعض الاحصائيات غير الرسمية تتحدث عن تقديم 20 طلب شهريا للتنازل عن الجنسية السودانية ولا احد يقف ليبحث الاسباب الرئيسية التى تدفع المواطن ليترك وطنه الذى تربى فيه طوعا واختيارا ويمسح من زاكرته كل حياته السابقة بحثا عن حياة افض فى وطن جديد بالطبع لن يكون حتى فى محيط الاقليم.. ترى ما الذى يدفع هؤلاء للسير فى هذا الطريق الشائك؟ بلا شك ما سدفعهم هو الخروج عبر هذا (النفاج) من وضع اكثر شوكا فى وطنهم الام.
التنازل عن الجنسية من وجهة نظرى لا يقل ابدا عن اقدام البعض على الانتحار وهى الظاهرة التى ظلت تتزايد يوما بعد يوم ولم يقف عندها احد ايضا رغم ان الاخبار تحمل كل يوم حادثة وستحمل صحف اليوم خبر انتحار شاب بالقضارف كما حملت صحف الامس خبر انتحار شاب من على كبرى شمبات وحملت صحف امس الاول زبح رجل لنفسه امام ديوان الزكاة.
تمضي الحياة اليومية كل يوم من اسواء الى اسواء والدولة ماضية فى سياسات لا تمس جوهر قضايا المواطن الذى لا يعنيه ابدا ان يعين الوالى او ينتخب بقدر ما يعنيه انخفاض اسعار اليلع اليومية التى تكون قوت يومه.
على وزارة الرعاية والضمان الاجتماعى ان تبحث فى مثل هذه الحالات وتلتفت لمواطنيها الذين يفضلون انهاء حياتهم او علاقتهم بالوطن على الاستمرار فى وطن استخسر عليهم وظيفة تقيهم شر العوز، بدلا ان تتجه الوزارة للاستثمار فى الفنادق والمستشفيات والمدارس الخاصة.
[email][email protected][/email]
لاشك ان الدولة سعيدة بهجرة الشباب لمزيد من تحويلات المغتربين و التنازل عن الجنسية طوعا بدلا من خسارة ثمن رصاصة قناص في مظاهرات الاحتجاجات. وعندما يهاجر الناس الما راضين عن حكم الانقاذ يوتي بالبديل الذي يرضي بحكم الانقاذ لعدم وعيه، مقارنة مع الذي اصبح يعرف الصدق ويعرف الزيف و له راي. النوع الجاهل الذي يحل محل الواعي يساهم في اطالة حكم الخرافة و الدجل باسم الاسلام. فيوجد حتى الان بالسودان من يحدثك عن الاسلام دين الرحمة.
وتاخذك الدهشة ! هل يعنون الرحمة يوم القيامة. الفاتحة على روح عم عبدالرحيم.وروح حميد الانسان الذي يعرف شفع العرب الفتارى!
علي شباب المقاومة اكمال قواعد البيانات و اشراك الشابات في عمل حصر الكيزان وكلاب الامن و احصاء تحركاتهم و مكامنهم.
اغرب بلد عدد الوفيات فيه أكبر من عدد المواليد ومع ذلك يساعدون الشباب على الهجرة
وإلى إستبدال الجنسية ويأتينا عرة الدفاع الوطنى ليقول لنا إطمئنوا البلد امنة .