مؤذنونا هل يؤذنون في مالطة؟

آلمني جداً أن يجد المؤذنون في دولة المشروع الحضاري المزعوم كل هذا الاستخفاف بهم والاستهانة بعملهم، فيُلقى لهم بفتات يسمونه مرتبات وما هي إلا حفنة من الجنيهات، يستنكف بعض الشحاتين في شوارع الخرطوم من أخذها، تصوروا أن المرتب الذي خصصته الدولة للمؤذن يبلغ بالتمام والكمال فقط خمسة وثلاثون جنيهاً لا غير في الشهر، ماذا يمكن أن نسمي هذا غير أنه إهانة لمن يتصدون لمهمة رفع النداء لأداء الصلاة عند دخول وقتها، بل هو زراية بالأذان نفسه، خمسة وثلاثون جنيهاً مرتب عن كامل الشهر للمؤذن ألا تستحون؟، فمثل هذا المبلغ يمكن أن يدفعه أحد قيادات المشروع الحضاري لواحد فقط من أطفاله مصروفا يوميا لشراء الحلوى والجاتوة، كان الأفضل لحكومة الولاية والأكرم لهؤلاء المؤذنين لو أن الحكومة جعلت رفع الاذان مهمة طوعية لا أجر مادي ودنيوي عليها، وأذنت في الناس أن من يُقبل منهم على هذا العمل ويتصدى لمهمة إعلام المصلين بدخول وقت الصلاة، فليُقبل عليه ويقبله عملاً خالصاً لوجه الله لا يبتغى من ورائه ثواباً في الدنيا، وإنما يرجو به ثواب الآخرة، وليس له عليها أي التزام من أي نوع، أو كان على الولاية أن تعلن بوضوح عدم قناعتها بـ«الاذانة» كوظيفة معتمدة عندها، فتشطبها من سجلاتها الرسمية وتشطب أسماء كل المؤذنين من «بيشيتات» المرتبات فتريح وترتاح و«أهو برضو تقشف» يمكن أن يساعد في حل الضائقة المالية، تماماً كما فعل أحد الضباط الاداريين وكان أصلاً ضابطاً سابقاً بالجيش الذي دخله جندي «أزبليطة» وترقى فيه حتى بلغ رتبة العقيد، وحين أحيل إلى المعاش أُلحق بالخدمة المدنية وتم ضمه لكشف الضباط الاداريين، كان هذا الضابط حلفاوياً ساخراً وذا تعليقات لاذعة. وقيل إنه كان صديقاً للرئيس الأسبق نميري ومن المقربين له، حدث ذات مرة أن تعرض المجلس الريفي الذي يديره هذا الضابط إلى أزمة مالية كبيرة عجز معها عن دفع ولو مرتبات عشرة معلمين، فعكف على دراسة الوضع المالي الحرج الذي يعانيه مجلسه لإيجاد مخارج تنقذه من ورطته، وبينما هو يحدق في «كشوفات» المرتبات وقع نظره على قائمة تحوى أسماء المؤذنين، فصاح في المحاسب الذي كان بجانبه وكأنه اكتشف الذرة، لا مرتبات لهؤلاء، أشطبهم حالاً، وزاد «هسي الحلاّل دي عايزة ليها مؤذنين، ما أي واحد ممكن يقيف في الشارع ويكورك هوى يا ناس الصلاة جات يللا أرحكم»…
يبدو أن للولاية رأياً مماثلاً لرأي هذا الضابط، وإلا لما قذفت لهم بهذه الملاليم التي يستطيع أي غسال عربات أن يجني ضعفها في اليوم الواحد، وعلى الولاية أن تكون أمينة مع نفسها وصادقة مع هؤلاء المؤذنين بل ومع المسلمين أجمعين، وعليها أن تحدد موقفها بوضوح من مهمة رفع النداء للصلوات، فإما أنها على قناعة بها وبأهميتها وأهمية من يؤدونها فتنزلهم المنزلة التي يستحقونها، أو أنها تعتبر أن هؤلاء المؤذنين لا فائدة منهم مثلهم مثل ذاك الذي أذن في مالطة ولم تكن لإذانته أية جدوى فجرت حكايته مثلاً…
الصحافة
و زي ما بتردد الحكومه يوميا عن ضروره الحكومه الاكترونيه
الحل في الاذان الاكتروني …. منها حل لمسأله الرواتب
ومنها مشروع لهط جديد
يؤذن ليهم قدر قروشم وخلاص !!