جولة دبلوماسية للجبهة الثورية وحملة عسكرية للحكومة

بسم الله الرحمن الرحيم
كان ملفتا خلال الايام الاخيرة ان هنالك خطان يبدوان مختلفين في الظاهر وان تلاقت اهدافهما في الواقع تتبعهما الحكومة والجبهة الثورية . فكل طرف منهما يريد هدفا واحدا وهو ازاحة الطرف الآخر من الصورة .
فالحكومة دشنت حملتها بتصريحات متوالية من رئيسها بان الصيف القادم هو صيف الحسم للتمرد.. ثم تبعته بقية الجوقة من وزيري الداخلية والدفاع ..ولو ان الصوت الابرز كان لنافع الذي جعل الحديث عن الامر ثابتا خلال جولته مهما كان موضوع الزيارة . ولوحظ الآني في هذه الحملة :
* القطاعات التي كانت تستهدف والتي تعلن في مخاطبتها هذه الحملة كانت قطاعات طلابية وشبابية من مؤتمرات للطلاب وافتتاح لوحدات سكن جامعية . وقد سبق خطابات الوزراء خطابات لنائب الرئيس للذين جمعوا له من الخريجين الذين تم توظيفهم كما حدث في كسلا .
وربما كان هذا الاختيار مقدمة لاستنفارهم في مرحلة لاحقة كما اعتاد النظام في كل حملاته السابقة.
*تسريبات من جهات معارضة تفيد بتوصل الحكومة الي تفاهمات مع اربع دول هي تشاد وجنوب السودان واثيوبيا وافريقيا الوسطى للتضييق علي الجبهة الثورية وسحب الدعم الديبلوماسي واللوجيستي .
*تسريبات ووثائق عن وحود مقاتلين ماليين وتشاديين ومراكز تدريب خارج وداخل السودان .
* والملاحظة الابرز ان الحملة ومتحركاتها كانت تعلن بصورة واضحة ودون استغلال لعنصر المفاجأة مثلا ما يشي بامرين لا ثالث لهما في اعتقادي وهما
+ اما ان النظام شديد الثقة بتجهيزاته للحملة
+ او ان في الامر استخداماً وتلويحا بالعصا الغليظة بغية الحصول علي تنازلات من الجبهة الثورية في موضوعات مختلفة او التمهيد لمفاوضات من مركز قوة في ظروف الضغط الداخلي للنظام عقب الاجراءات الاخيرة وما تبعها من هبة سبتمبر المجيدة وتداعياتها علي النظام وحزبه الحاكم .
في الجانب الآخر من المعادلة كانت الجبهة الثورية تحدث اختراقا دبلوماسيا بوفدها الكبير الي دول الاتحاد الاوربي والذي ضم القيادات السياسية الاساسية مع ملاحظة عدم وجود القيادات العسكرية . وقد كان من ابرز الملاحظات في الجولة ان الوفد قد لفت الانظار الي ان ما يحدث في مناطق سيطرتها ودعمها لا يقل عما يحدث في سوريا . وقد اجريت معها لقاءات في العربية علاوة علي مؤتمر صحفي في اطار دعم حملتها الدبلوماسية .
في هذا الجانب كان ملفتا تسريب الحكومة ان هنالك وساطات من الاتحاد الاوربي للجمع بين الفرقاء السودانيين في موائد للتفاوض في محاولة لخلط الاوراق علي الجبهة التي كان ردها سريعا بأن الجولة هدفها هو دعم خطها لاسقاط النظام كما جاء علي لسان ياسر عرمان ونفيها ان الجولة استدعاء من الاتحاد الاوربي للجبهة .
ما سبق يوضح ان الطرفين يلعبان باوراق مكشوفة كل للاخر باهداف لا لبس فيها بأن الآخر لا رغبة في وجوده في المرحلة القادمة في السودان بشتي الوسائل.. ميدان قتال عسكري او طاولة مفاوضات يتنازل فيها الطرف الآخر عن اهم ثوابته .
ولان كانت النتيجة التي سيتحصل عليها كل طرف رهينة بادائه في كل الميادين .. الا ان حدثين مهمين وقعا داخل السودان ربما يشيران الي بعض النتائج الاولية وهما :
* احداث ابو حمد وما نتج عنها من اعادة المظاهرات والاعتصامات التي توقفت بعد هبة سبتمبر وطرد اعضاء الوفود الحكومية و(الاعتداء عليها) حسب ما ورد في البيانات الحكومية مصحوبة بتحرك سقف المطالبات من المواطنين.
*اعلان الجبهة الثورية عن تدمير ثلاثة متحركات في جنوب كردفان دون وجود بيانات حكومية حتي كتابة هذه السطور.
وكان ياسر عرمان كعادته ذكيا في الربط بين الحدثين عند قوله ان البشير يتناول عشاءه الاخير من ابو حمد الي جنوب كردفان

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نعم الحملة العسكرية لحكومة المؤتمر الوطني والجولة الدبلوماسية للجبهة الثورية دليل واضح لإنهيار الحكم الغاشم الذي فقد كل الشعب السوداني يوم أن أطلق الرصاص الحي وحصد أرواح الشهداء في سبتمبر2013م. نعم تغيرت الموازين وحان الرحيل لحكومة تريد أن تبقى على كومة من ركام الحرائق وجماجم البشر.

  2. نعم الحملة العسكرية لحكومة المؤتمر الوطني والجولة الدبلوماسية للجبهة الثورية دليل واضح لإنهيار الحكم الغاشم الذي فقد كل الشعب السوداني يوم أن أطلق الرصاص الحي وحصد أرواح الشهداء في سبتمبر2013م. نعم تغيرت الموازين وحان الرحيل لحكومة تريد أن تبقى على كومة من ركام الحرائق وجماجم البشر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..