ماذا فعل المؤتمر الوطني باتفاقية ابوجا والدوحة الاولي حتي يفاوض هؤلاء الان في الدوحة الثانية ؟!ا

ماذا فعل المؤتمر الوطني باتفاقية ابوجا والدوحة الاولي حتي يفاوضها هؤلاء الان في الدوحة الثانية ؟؟!!
محمد احمد معاذ
[email protected]
لا ندري لماذا في الاساس يقبل شخص مثل رئيس حركة التحرير والعدالة يحمل بين طياته علما راسخا تشهد له بها لقب الدكتوراة التي يحملها من ارقي جامعات العالم , لماذا يقبل بالجلوس والتفاوض مع مندوبي المؤتمر الوطني فيما يُسمي بمنبر الدوحة؟ الا يعلم هو ورفاقه بان لا المؤتمر الوطني ,ولا من سبقوهم من حكومات فاشلة , ليسوا الا ربائب الاستعمار الذين صاروا اسوأ من الاستعمار , لا يريدون الخير البتة لدارفور ولانسان دارفور ؟ والشواهد علي ذلك اكثر من ان تُحصي او تعد . ودونكم الكتاب الاسود الذي فيه ثوابت الظلم والتهميش المؤسس والممنهج في زمن الانقاذ فقط والذي هو بحق اسوأ حقبة مرت علي تاريخ البلاد والاكثر ضررا لاهل دارفور من الحقب السابقة مجتمعة , كيف لا وفي عهدهم تمت ابادة جماعية لاهل دارفور ووصل التخلف والفقر والمرض والجهل في دارفور مداه.؟!!
ولكن , وكما ذكرنا من قبل , فان عصابة الانقاذ هذه لديها سبب اخر يجعلها اكثر اصرارا علي ليس فقط عدم الوصول لحل مشكلة دارفور التي بلغت ذروتها في عهدهم الاسود بعد تراكمات عبر سنوات طويلة منذ خروج الاستعمار قبل اكثر من نصف قرن , بل لتدمير دارفور وانسان دارفور , ذلكم السبب هو اعتقاد المؤتمر الوطني ورئيسها بالذات بان ابناء دارفور من حاملي السلاح هم الذين الحقوا بالغ المهانة والذلة بالمؤتمر الوطني وذهبوا بهيبتها وكسروا صمودها في المعارك التي خاضوها منذ انطلاق شرارة التمرد بضربة الفاشر المؤلمة والتي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلاد وباعتراف الجميع , حتي جون قرنق ذكر مندهشا ومنبهرا بتلكم الضربة بان التمرد في الجنوب ما نجح قط في دخول مدينة وعاصمة ولاية طيلة الخمسين عاما من عمرها ! وصرح قادة المؤتمر الوطني من عسكر ومدنيين وامنيين واستخباراتيين وعلماء تاصيل وتمكين واخرين لا نعلمهم , صرحوا جميعا بانهم لم ينكسروا قط كما انكسروا في فيافي وصحاري دارفور رغم عدتهم وعتادهم. وجاءت الطامة الكبري التي اوغرت صدور المؤتمرين الوطنيين وملاتها حقدا وحنقا علي دارفور واهله باعلان رئيسها وخمسين من مجرميهم مطلوبين لدي محكمة الجنايات الدولية فكانت اكبر فضيحة عالمية وخزي وعار ان يتم الحاق افظع الجرائم برئيس دولة لا زال علي سدة الحكم في سابقة ستظل علي صفحات التاريخ الي ان يرث الله الارض ومن عليها.
لهذه الاسباب وغيرها لا يسع المجال لسردها , لا تريد هذه الحكومة حل مشكلة دارفور لانها ان هي فعلا ارادت ذلك لكانت نفذت بنود اتفاق ابوجا لا ان تماطل في انفاذها ولا حتي وافقت علي ادراجها في الدستور , مما حدا برئيسها الي الخروج مغاضبا اكثر من مرة اخرها عندما استشاط غضبا واستنكارا وهو يسمع البشير يهمل اتفاقية ابوجا عمدا مع سبق الاصرار ابان خطاب تنصيبه في مشهد لئيم يدل علي تبييت النية علي معاقبته علي ضربة الفاشر وما تبعها من معارك لم ينتصر فيها قوات الحكومة ابدا .وظلت حكومة المؤتمر الوطني تهدر الوقت وتسوف الي ان جاءت الانتخابات وصار الواقع الان يجعل ابوجا كجسم غريب لا صفة له ولا تصنيف , ولا لون ولا طعم ولا رائحة .
ثم جاء الدليل والبرهان الاخر علي عدم جدية الحكومة حل مشكلة دارفور في ما عُرف بمنبر الدوحة الاول مع حركة العدالة والمساواة والتي اثبتت الايام بان الحكومة ما وافقت وشاركت الا لتضييع الوقت وتشتيت جهود اهل دارفور وتفعيل سياستها القائمة علي مبدا “فرق تسد ” , فسرعان ما خلقت العراقيل وساقت التهم الباطلة ضد حركة العدل والمساواة وضد رئيسها والذي هاهو الان يهدد بدخول الخرطوم مجددا وليته فعل ولكن بالتنسيق مع الاخرين هذه المرة حتي تسلم الجرة.
بعد كل هذا يخرج الينا نفر من اهل دارفور باسم حركة التحرير والعدالة ليفاوضوا هذه الحكومة ولتنطلي عليهم حيلها وهم يعلمون ماهية هذا المؤتمر الوطني الذي لا عهد له ولا ميثاق , كيف لا وهم الذين غدروا بشيخهم وبالاسلاميين من دول عربية واسلامية في بداية عهد الانقاذ الكالح , وسلموهم الي حكوماتهم فلاقوا الموت هناك بعد طول عذاب.
امن سذاجة و بساطة, ام طيبة و غباء وبلادة و (عوارة ) , ام كلها مجتمعة يستمر هؤلاء في مفاوضات لا طائل منها هناك في الدوحة؟؟!!! ام ان هناك بيع وشراء وعروض تجارة وشراء ذمم جعلت هؤلاء يهرعون الي ملاقاة المؤتمر الوطني الذي من بين وفده بعض ابناء دارفور ايضا لا هم لهم الا تحصيل بدل المامورية التي بلغت 500 دولار يوميا !!حتي باتت هذه المنابر مثل اسوق المواسير فيها الخاسر والرابح وكلها تتم تحت ظل” دوحة “وارفة , لا فرق بين سوق مواسير تظللها دوحة لالوب( او هجليج ) في الفاشر , وهذه التي تظللها سقف فندق خمسة نجوم في دوحة قطر.
هذه الحكومة التي يهيمن عليها المؤتمر الوطني ذوو القلوب الحاقدة والمملوءة شرا , لا يجدي معها الا لغة القوة التي اجبرتها علي تنفيذ اتفاقية نيفاشا , والقوة لا تاتي الا بالوحدة , فعلي اهل دارفور ان ارادوا فعلا اجبار هذه الحكومة اوغيرها علي تحقيق العدالة وحل مشكلتهم حلا عادلا , عليهم ات يتحدوا ويتوحدوا عسكريا وسياسيا , ويكونوا صفا واحدا كالبنيان المرصوص , والا فسيجدون انفسهم من دوحة الي اخري ومزيدا من المعاناة للقابعين في هجير المعسكرات او القابضين علي الزناد في الصحاري والجبال.
محمد احمد معاذ