اعطني مسرحا اعطيك شعبا

* المسرح هو ابو الفنون وهذه العبارة لم تطلق جزافا بل هي قد جاءت كتاكيد على دور المسرح في ترقية وتهذيب النفوس والسمؤ بها الى عوالم لانهائية من التطور والانعتاق من براثن التخلف والجهل الضارب باطنابه في اضابير المجتمعات بشتى ضروبها ولاننكر بان مسرحنا القومي في مدينة ام درمان العاصمة الوطنية الأم قد لعب دورا كبيرا في تنوير وتعريف المجتمعات بقضاياها اليومية وتعريتها بصورة حضارية تتواكب مع روح العصر الحديث الذي نعيش بين ظهرانيه ومحاولة وضع الحلول الناجعة لها لكي لاتطل براسها من جديد وتقف حجرة عثر في طريق تقدمنا وتطورنا،،

* والمتابع لمسيرة المسرح القومي بأم درمان يلاحظ وبلا كبير عناء بانه قد ساهم في ترقية الذوق لدي عشاق المسرح وهو يقوم بعرض العديد من المسرحيات الهادفة التي تهتم بقضايا الناس ومشاكلهم الحياتية ومحاولة عرضها وابرازها في قوالب كوميدية وتراجيدية وقد ساهمت تلك المسرحيات الهادفة البناءة في  ترشيد وتبصير الناس واحداث النقلة الحضارية في حياتهم بالدرجة التي كانوا قد ارتبطوا فيها بالمسرح ارتباط السوار بالمعصم بحكم ان المسرح هو المرآة التي تبصر الناس بعيوبهم ومشاكلهم وقد كان لتلك الاعمال التي عرضت في ذلك الزمن الجميل من الاعمال المسرحية الهادفة دوره الكبير في الخروج بالمجتمع السوداني من براثن التخلف المريع الذي كان يرزح بين نيرانه فكانت مسرحيات خطوبة سهير لمكي سناده وتحية زروق وناس السما الثامنة لابراهيم حجازي وروائع خالد ابو الروس والدرر النفيسة التي طرز بها العملاق الفاضل سعيد جيد المسرح القومي بروائعه التي لاتزيدها السنوات الا اصالة ومنعة وشموخا فلاتزال مسرحية اكل عيش تتواكب مع روح العصر وكلما تشاهدها تحس بانها قد عرضت لهذا الزمن ااذي نعيشه وكذلك مسرحية النصف الحلو ومامن بلدنا اضافة الى شخصية شيخ كرتوب وبت قضيم وكلها مستوحاة من صميم قوالب المجتمع السوداني وادت دورها بكل اتقان وساهمت في حلحلة الكثير من المشاكل التي كانت تعتري اضابير مجتمعاتنا وتقف حجرة عثر في طريق تقدمها وازدهارها،،

* والامانة تقتضي ان نقول باننا نفتقد في هذا الزمن للدور الريادي للمسرح بعد رحيل العمالقة من رواد المسرح الاوائل الذين اثروا وجدان الناس بروائع الاعمال ووضعوا اللبنات الاولى للنهضة المسرحية المتميزة والتي ارتقت بذوق المشاهد الى مراقي الرقي المضطرد  ونحن حقيقة نحس في قرارة انفسنا بان المسرح في عصرنا الحديث هذا لم يعد يؤدي دوره المنوط به على الوجه الاكمل برغم تعدد المسارح وانتشارها في كل مناحي العاصمة المثلثة فالمسرح القومي لم يعد وحده الذي يمكن ان تعرض فيه الاعمال المسرحية لياتي اليه الناس من فيافي العاصمة المثلثة وضواحيها متكبدين المشاق بل ان هنالك اكثر من خمسة مسارح على مستوى العاصمة المثلثة كمسرح شباب ام درمان ومسرح خضر بشير ومسرح شباب السجانه وغيرها من المسارح التي انتشرت في انحاء العاصمة المثلثة لتسهيل عملية الوصول الي المسارح لمتابعة العروض المسرحية ولكن  فاين تلك المسارح من العروض المسرحية فقد باتت تلك المسارح خاوية كفؤاد ام موسى او بالاحرى فهي كالبوم ينعق فيه الخراب فلم نعد نشاهد مسرحيات تعرض لوضع الحلول الناجعة للمشاكل العويصة التي تغوص بها مجتمعاتنا وهي مشاكل تتحدث بذكرها الركبان ويمكن للمهتمين بامر المسرح ان يؤلفوا عشرات المسرحيات من اتون المشاكل التي تعج بها مجتمعاتنا في هذا الزمن الصعب فالى ماذا نعزي هذا العزوف المسرحي في الاهتمام بقضايا المجتمع السوداني وهل الأمر يعود الى انحسار كتاب الروايات المسرحية ام ان ذلك يعود الى ندرة المخرجين المهتمين بقضايا المسرح ام ان الامر يعود الى افتقار المسرح الى العناصر التي تترجم الاعمال المسرحية الى واقع ملموس على خشبة المسرح من ممثلي ادوار البطولة المطلقة الى ادوار الكومبارس كل هذه اسئلة حائرة نطرحها بشفافية عالية املا ان نجد لها الاجابة الشافية من المهتمين بامر المسرح في بلادي الفيحاء الوارفة الظلال المخضرة والمشرئبة نحو السمؤ والسؤدد،،

((راي آخر))

* من الظواهر الغريبة والتي تدعو الى الحيرة والدهشة وفقر الفاه ان تبقى مسارح الاندية كديكورات بالية لاتستخدم الا لاقامة الجمعيات العمومية عليها او حفلات التكريم او الحفلات الغنائية بينما تنتفي تماماالجزئية الاهم من قيام هذه المسارح داخل اسوار الاندية بعرض المسرحيات الهادفة التي تساهم في ترقية الذوق الرياضي وتثقيف الجماهير لنبذ التعصب بين جماهير الاندية ومحاولة الخروج بها من نطاق التعصب الاعمى الذي كان ومافتيئ يمثل العقبة الكئود والأداة الهدامة لكل ماهو جميل في الوسط الرياضي فهل نطمع في ان تتغير نظرة مسئولي الاندية الى المسارح القابعة داخل اسوار انديتهم بالرقي بها لتلعب دورها الريادي  ام تبقى الساقية تدور في هذا الخضم الذي يفرغ المسارح من أهم الاولويات التي انشئ من اجلها،،

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ يعقوب لك الشكر على هذا الجهد. ونحن صغار كان ماجأ القرش في امدرمان ملئ البصر والسمع. ولقد تكون الملجا بجمع قرش من كل انسان قادر . في الخمسينات كانت حملة بالميكروفونات المتنقلة بقيادة الاستاذ ميسرة السراج تحت شعار اعطني قرشا اعطيك مسرحا .
    لقد قال ود امينة قديما… دلني على امه ليس لها مسرح ادلك على امة لم تكتمل .

  2. الاستاذ يعقوب لك الشكر على هذا الجهد. ونحن صغار كان ماجأ القرش في امدرمان ملئ البصر والسمع. ولقد تكون الملجا بجمع قرش من كل انسان قادر . في الخمسينات كانت حملة بالميكروفونات المتنقلة بقيادة الاستاذ ميسرة السراج تحت شعار اعطني قرشا اعطيك مسرحا .
    لقد قال ود امينة قديما… دلني على امه ليس لها مسرح ادلك على امة لم تكتمل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..