أسلحة الجمال الشامل

* (البليد لا يرى الجمال إلاّ
في أكثر الأشياء جمالاً..)
– أرتور كرافان ?
كاتب ومفكر بريطاني (1918-1887)
.. ورد في استطلاع موثوق وموثّق لإحدى المجلاّت المتخصّصة أنّ غالبيّة حسناوات العالم وشهيرات شاشاته وملكات جماله يشتكين من ندرة المغازلين وعزوف الرجال عن معاكستهنّ…!
هكذا وبكلّ بساطة تمرّ قامة فارعة، حاسمة وساحرة أمام رجل فيشيح بوجهه ويبحث عمّن هي أقل جاذبيّة وأخفّ بريقاً وأسهل ابتلاعاً وأكثر إنصاتاً إليه.
إنّه الخوف من سطوة الجمال التي تولد اهتزاز الثقة ورعب المنافسة، ومن ثمّ الانصراف إلى ما يظنّه الذكر أقلّ عناء… وفي المتناول دون خسائر…. ولكن، هيهات.. لقد فات هؤلاء المغفّلون من الرجال أنّ آمنة الخطوة والكلام والابتسام والمغامرة هي تلك الواثقة من جمالها، أمّا التي حرمت منه (أو حرمت نفسها منه) فلها توجّس دائم من أنّ الذكور جميعهم ذئاب تحفّ أنيابها وتسنّ مخالبها وتنتظرها في الطريق عند أوّل منعرج أو زقاق.
قيل أيضاً: إنّ الرجل يحب الذكيّة وينجذب إليها ولكنّه يرتبط بالبلهاء.. المرجّح أنّ هذه العبارة قد وردت من امرأة متواضعة الجمال، معكّرة المزاج، دخلت نادي الفكر والأدب من أوسع الأبواب بعد أن خذلها جسمها السمين في طرق أبواب أخرى ضيّقة ومنيعة ولا تنفتح إلاّ للممشوقات.
لماذا ارتبط الجمال بالبلاهة كما ارتبط غيابه بالنباهة، على شاكلة: (كوني جميلة واصمتي.. وتحدَّثي كي أراك.. فلعلّ هناك ما يشدّني إليك)، هل حقَّاً يستحيل اللّقاء بين الجسد والروح والفكر، من أوجد هذه المعادلة المستحيلة؟!.. لا شكّ أنّهم الذكور، هم الذين يضعون أذواقهم وتربيتهم وعقدهم في مقاييس الجسد الأنثوي فتنخدع إليها النساء بل وتساهمن في تكريسها كأمر واقع لا مفرّ منه.
لا ننكر أنّ حسناوات كثيرات إذا تحدّثن فقدن نصف جمالهنّ وأنّ أخريات (عاديات) إذا تكلّمن استرجعن ما حرمن منه ببريق خفيّ وآسر، إنّها اللغة حين تمسي حليّاً تزيّن وتسعف من خذلتها الصورة.
الدخول في متاهة الجمال وتعريفاته وتهويماته أمر غير مكفول العواقب ولا تسعفنا فيه الكليشهات الجاهزة والعبارات المعزّية مثل: (الجمال هو جمال الروح).
هل نسينا أنّ للروح فيضاً يشعّ من الوجوه والعيون والحضور والسلوك والابتسامات ? ما الذي جعل من فيروز أيقونة غير هذا السرّ-، أين عساك أن تجده في أنثى أخرى، شعثاء الشعر والروح، ملبّدة الوجه والمزاج، جاحظة العبارة والنظرات، يقطر لسانها سمّاً زعافاً… والعياذ بالله خالق الجمال ومحبّه.
هل بإمكان أي كائن أن يكون جميلاً؟.. نعم بالتأكيد ودون تردّد.. ودون مساحيق ودروس وتمارين في التنحيف والعناية بالبشرة وشدّ العضلات وشفط الدهون وإبر البتوكس.. كيف؟
الأمر ليس وصفة تحفظ وتنفّذ، بل إحساس بالجمال اسمه الحب ونظر في مرآة الروح قبل مرآة الخزانة (الدولاب) ، الخزانة التي نمدّ يدنا إليها كلّ صباح فنلتقط الثياب والأحذية والعطور ولكنّنا لا نلتقط الصفاء والبهجة والإحساس بالآخر، لأنّ هذه الأشياء يجب أن تنام معنا وعلى وسادتنا كلّ مساء، ألم تقل العامّة: (الحلو حلو حتىّ إذا فاق من النوم)، ألم يغنّي جاك بريل: (عندما لا نمتلك إلاّ الحب).
الحب وحده يجعل ثيابنا أنيقة والقبلات وحدها تجعل شفاهنا مكتنزة وبطعم الكرز والابتسامة وحدها تجعل أسناننا ناصعة البياض، لذلك رافقت أذهاننا صورتان نقيضتان ولكنّهما متآلفتان لمتلازمة الحب والجمال:
– الأولى يتواجه فيها الأخيار والطيبون في كلاسيكيات الأدب العالمي وقصص الأطفال كسنووايت وسندريلاّ وغيرها بجمالهم الملائكي مع الأشرار في هيئاتهم القبيحة والمنفّرة.
– الثانية يتواجه فيها أشرار يدّعون الوسامة مع أخيار ولدوا داخل أجساد معطوبة وهيئات تدعو إلى العطف ولكنّها لم تعد منفّرة بل ننظر إليها بحبّ وإعجاب ولعلّ أشهرها رائعة أحدب نوتردام وقصّة الحسناء والوحش ذائعة الصيت، أمّا حسناوات (جيمس بوند) فقد أراد من ورائها صانعوها أن يروّجوا لفكرة الجمال الشرّير والبطولة الذكوريّة في مواجهة الغواية الأنثويّة بقصد الفصل بين جمال الرغبة وجمال الهدف في محاولة بائسة لا تروق إلاّ للمعقّدين والمرضى النفسانيين.
لا شكّ أنّ للجمال رهبة لا يحسّها إلاّ عشّاقه و متذوّقوه، ولكن ? لماذا نهرب منه ونبحث عن نقيضه؟! لماذا نخشى مواجهته ونفرّ إلى جحور العتمة والرتابة؟
*كلمة في الختام :لا يواجه الجمال إلاّ الجمال ولا يعانق ولا يحاور ولا يعترف بالجمال إلاّ الجمال، فلنستنهضه فينا كلّ صباح، نساءً ورجالاً، أطفالاً وشيوخاً.
ذكرتني ـ ايها الرائع دوما”ـ ابيات رائعة” للشاعر العظيم اسماعيل حسن يقول فيها :
السمح يا سمحة في الدمور سمح ،،، حتى ان لبس توب الحداد ،، تلقيه في وسط السواد ،، زي القمر ،، (لجلج) صبح ،،، بتحبه حتى ان كان بكى ،، نظراته بداوي الجرح ،، من حسنه تندلق الحياة ، ويفرهد (الجضل) اللي مات ،،(تبتق) وريقات القمح ،،والشين ! الشين بيفضل ديمة شين ،، حتى ان لبس غالي الحرير ،، زي (الملاح الكلفوه) ،،لكنه تصوري ……. ناقص ملح !!!!!
شروحات لما بين الأقواس :
(لجلج) : اضاء بقوة ولمعان .
(الجضل) : ما يتبقى من النبات بعد أن يحصد .
(تبتق) : تخضر بعد موات .
(الملاح الكلفوه): أي الذي احسنوا اختيار مكونانه لدرجة التكلف والمبالغة .
لك محبتي ـ عزيزي نايل ـ وآمل ألا أكون قد سبحت عكس التيار.
A person who shines from within dose not need a spotlight
— قالها المهاتما غاندى —
نائل اليعقوبابي مع حفظ اللقب، آخر زفير لمتأوه مصلوب، الملاحق من أسلحة دياجير الظلمة، المتأفف من أصوات سلاسله الثقيلة. اللغة عنده لها نبضها الخاص وعنده قاموسها الذي يفهرس دم الكلمات.
من الصعب أن تعرف اليعقوبابي كله، أنه نهر من العذابات والآلام والشوق إلى القول والتشهي إلى أن يسمعه الآخرون. أن لديه الكثير الكثير ليقوله.
أنه كاتب حقيقي، مثقف عضوي، ثري ثراء غير اعتيادي بصوره وتجاربه ورؤاه.
شعرت بكل فرح إني وجدت كاتباً حقيقياً.. أتمنى بكل ما في عروقي من ان يواصل مسيرته الإبداعية الرائعة.
داهيه فيكم كلكم ما عندكم موضوع ولا ذمه
اوووووووووف
” (البليد لا يرى الجمال إلاّ
في أكثر الأشياء جمالاً..)
– أرتور كرافان ?
كاتب ومفكر بريطاني (1918-1887)”
ويعنى شنو ماهو الكاتب والفيلسوف والمفكر ابن العليفوووووووون اسحق فضل كتب وقال:
“كن جميلا ترى الكون والوجود جميلا”
ونقد وفند كتابات سارتر عن الوجودية بمقولته المشهورة التى اصبحت ماكسيما يحتذى به:
” لاوجود ولا وجودية بالعليفووووون”
ومنها استل خنجره المسموم كابى لؤلؤة المجوسى واتى لدار بنى كوز ليعلن ويشهر اسلامه
وفعلا اسلم وحسن اسلامه لكنه لم يتب قط عن صيد الغلمانوعلى عكس صاحبه ود مصطفى دلوكة فهو من اكثر واكبر النادمين على انفصال الجنوب لانو ضيع وطير ليهو اكبر ساحة مفتوحة لصيد الغلمان
نواصل…….