وباء الجرب

تعليق سياسي/ إبراهيم ميرغني
أعلنت وزارة الصحة بولاية غرب دارفور عن تفشي وباء الجرب بعدة مناطق ومعسكرات النازحين بالولاية في ظل انعدام الأدوية، وقال مدير الوبائيات بالوزارة إن مرض الجرب أنتقل من محلية كرينك إلى محلية مورني وأنتشر في عشرة قرى فضلاً عن انتشاره وسط النازحين بالمعسكرات، وأضاف أن: حكومة الولاية وجهت نداءاً للمنظمات الإنسانية بهدف توفير الأدوية اللازمة إلا أنه لم تقم أي جهة بتوفير الأدوية والمشكلة الكبيرة هي أن الكمية المطلوبة لا تتوفر حسب صحيفة (الأيام) عدد 28 يناير الجاري. ونقول من جانبنا أن تردي الخدمات الصحية وانهيار البنيات الأساسية من مستشفيات ومراكز صحية وانفراط عقد الأمن هو السبب المباشر لظهور هذه الأوبئة؛ خصوصاً في معسكرات النازحين، حيث يساعد التكدس وعدم توفر الخدمات الصحية الأساسية في انتشار المرض، هذا عدا عن عدم اهتمام وزارة الصحة الاتحادية بتوفير الأدوية اللازمة في مناطق النزاعات وخصوصاً دارفور وخير دليل على ذلك هو انتشار مرض الحمى الصفراء العام الماضي في كامل الإقليم لنفس الأسباب آنفة الذكر. ومن القريب حقاً أن تناشد وزارة الصحة بولاية غرب دارفور المنظمات الإنسانية بتقديم الدعم اللازم وتوفير الأدوية في حين تقوم الحكومة السودانية بطرد هذه المنظمات من إقليم دارفور بدعوى سودنة العمل الإنساني وحتى قوات البعثة المشتركة لحفظ السلام اليوناميد منعت أكثر من(85) مرة من التدخل للتحقيق في انتشار الأوبئة أو الصراعات القبلية فكيف يمكن لهذه المنظمات الإنسانية تقديم المساعدة في ظل هذه الظروف. حكومة المؤتمر الوطني لا يهمها انتشار الجرب في دارفور أو غيرها، إنما تريد استلام الأدوية والمساعدات كي تتصرف فيها وفق أجندتها الخاصة تماماً مثلما تصرفت في المساعدات المقدمة لمنكوبي الأمطار والسيول والتي دخلت السوق.
الميدان