مبادرة وفاء لجامعة الخرطوم-صيانة كلية العلوم

في زيارةٍ عجلي لكلية العلوم بجامعة الخرطوم، بعد سنواتٍ من مغادرتها، دهشتُ لما آل إليه حالها ? لا أقول نتاج للإهمال الطويل و لكنه الزمن ! الزمن يقوم بعمله في الحتِ و التعرية بدأبٍ و صبر، ثانيةٍ إثر في ثانية و ساعة عقب أُخري و يوم بعد يوم و هكذا تتابع السنون و يصبح الأثر واضحاً جلياً- قد لا يلحظه المقيم و لكن الزائر العجول يري ! منظر يُثير و يحرك المشاعر، فرح الزيارة يختلط بأسي السنين ..
كلية العلوم من أقدم المدارس بجامعة الخرطوم. عند قيامها قبل أكثر من مائة عام. تاريخ معروف و دورٌ معلوم ? فهي ترفد كليات الجامعة المختلفات بالطلاب بُعيد تحضيرهم في مواد العلوم الأساسية مثل الكيمياء و الفيزياء مع النبات و الأحياء و الرياضيات…ليذهي بعضهم إلي الزراعة و البيطرة و آخرين للصيدلة و الطب و الهندسة و يبقي آخرون ليضحوا شيوخاً في العلوم و البحث العلمي، هدفٌ آخر لكلية العلوم. يُعينهم حيران و مريدين- لذلك نري وجه الشبه بين كبية العلوم و الخلوة ! دراويش لا يرون ما يري الناس ? ينظرون بعيون واعية للصورة الكبيرة و لا يتخطون الجزيئيات أو الذرات ! و في ذات الوقت يثابرون و يصبرون علي المواد يحللونها و النباتات يصفونها- الخصائص و العوائل ، ثم الأُسر، المكونات و الفوائد عند إستخدامها .
المعامل و أجهزتها و معداتها، القاعات و المكاتب- مكاتب الأساتذة و هي صوامع و خلاوي !! ليست لهم وحدهم! خاصة مكاتب الشيوخ منهم ، فهي تقوم بمهمة المختبر و المعمل مع المكتبة . للكتابة و المراجعات و النقاش و للتفاكر و لطلاب الدراسات العليا. لذلك من المهم تهيئتها و تحسينها لتساعد في إنطلاق الإكتشافات و في تحرير الأسرار.صيانتها ليس بالطلاء وحده و لكن بالمكتب الأنيق و الأجهزة المهمة ، بالمراجع و بأصيص زهرةٍ ندية أو وردة عطرة. بحواسيب قوية و شبكة معلومات أكثر قوة.علينا أن ننتهز الفرصة الحالية لنقوم بحفظ ما يلينا من معلومات متاحة الآن ! و قد لا تتوفر بعد حين !
دعوة للبدء في العمل و قبله موافقة الجهات المختصة- إدارة الجامعة و عمادة الكلية ? مع تطمينهم بمراعاة الجوانب الأثرية لبعض المباني و بما يتوافق مع لوائح الصيانة و الترميم.
لتكن وقفة وفاء لهذه المدرسة العريق الكبيرة، للخريجين و إدارتهم و للمنظمات الطوعية و لكل الأفراد و الجهات، و للفنان طارق الأمين و عديل المدارس- فهذه المدرسة حان أوان زفافها !!
وصحافة واعية تُشير لمواطن الخلل دونما تشهير- لا تكشف العيوب بما يضر و لا ينفع ? ترعي و تُراعي! و تساهم في صنع التغيير !
[email][email protected][/email]
التحية للأخ إسماعيل
لم تعد كلية العلوم تمد الكليات التطبيقية بعد قضاء السنة الإعدادية. فقد أصبح القبول لكليات الهندسة و الطب و الزراعة و البيطرة مباشرة من المرحلة الثانوية. و مدرسة العلوم الرياضية انفصلت منذ الثمانينات. فالتغير لا يطال المباني فقط بل حل بهيكل الكلية. و لكن تظل كوادر الكلية منارات في المنتديات و المؤتمرات. و لا زالوا يمدون طلاب الكليات الأخرى بالعلوم الأساسية من فيزياء و كيمياء و علم حيوان و علم نبات و جيولوجيا.
صيانة الكلية مطلب يجد كل التأييد من خريجي هذه الكلية. و لا بد من إنشاء رابطة تجمع الخريجين.
التحية للأخ إسماعيل
لم تعد كلية العلوم تمد الكليات التطبيقية بعد قضاء السنة الإعدادية. فقد أصبح القبول لكليات الهندسة و الطب و الزراعة و البيطرة مباشرة من المرحلة الثانوية. و مدرسة العلوم الرياضية انفصلت منذ الثمانينات. فالتغير لا يطال المباني فقط بل حل بهيكل الكلية. و لكن تظل كوادر الكلية منارات في المنتديات و المؤتمرات. و لا زالوا يمدون طلاب الكليات الأخرى بالعلوم الأساسية من فيزياء و كيمياء و علم حيوان و علم نبات و جيولوجيا.
صيانة الكلية مطلب يجد كل التأييد من خريجي هذه الكلية. و لا بد من إنشاء رابطة تجمع الخريجين.