تكريم بطعم الهناء: النور الجيلاني.. طرزان يطوي حريتو في جناحو

أم درمان- علاء الدين أبوحربة
إنه طرزان الغناء السوداني يتجول بين أدغال الأغاني السودانية بشتى ألوانها وإيقاعاتها، لذا كان فضاؤه الغنائي رحباً ومتسعاً، ممتلئاً بحب جارف للإنسان واحتفاء كبير بالبيئة المحيطة، إذ تغنى النور الجيلاني لأهل الجنوب، فجعل أهل الشمال يرقصون، ظل مطرباً جامعاً يلم شتات الألوان والسحنات عبر أغنياته الرائعات، طرزان ارتشف من حوض الأغنية الأصيلة التي رسمها الشعراء والمغنون قبله، لكنه في طريقه هذا ظل ينحو صوب الصعب والمعقد، ما يكشف عن ثقته بنفسه وقدراته الصوتية الكبيرة وموهبته الفذة، لذلك عندما يغني تشعر به وكأنه يسمو بالوجدان عالياً، وبحركته المتوازنة على خشبة المسرح يبادل الجماهير الطرب في حلقات الرقص.
ليس الكبار فقط هم الذين تعلقوا بفن طرزان، فكان للأطفال منه نصيب، فتعلقت (خواطر فيل) بخواطرهم، وكانت مثابة مسرحية حامت معظم مسارح المدارس الأساسية في شتى المدن، فما أن يطلق صوته من مسار (خرطوم) الفيل، حتى يتحول المكان إلى دراما مهولة، فترى النور يتقافز برشاقة بينهم، ثم ينهض ويحلق كعصفور (طاوي حريتو في جناحو)، ويحكي للجميع الحكاية المدهشة وقصه الفيل الذي كان النور بطلها ويبدأ تدريجيا.
مشوار الفيل زحمة التيه المحاصر
وهو يرسم مشوار الفيل الذي ضاع في زحمة التيه المحاصر بالفراغ: (قبضوني ليه جابوني ليه/ عاوزني أعمل ايه هنا/ ختوني في قفص كبير جابوني مسجون ليه أنا/ أنا ما عملت هناك شيء/ بيه استحق هذا العناء/ ما عرفت قط في دنيتي/ غير اللعب والشيطنة/ قبضوني ليه جابوني ليه/ حرموني من طعم الهناء/ أمي العزيزة هناك تكوس/ ما عارفا أبداً وين مشيت)، قُيدنا في قفص حب النور، ولم نعرف غير الطرب والصوت العذب بعذوبة وصفاء قلبه، ونحن نعرف سبب تلك الحبسة في دنيا النور، وهو لم يعرف غير حب الجمهور وسعادتهم، وها نحن نهيم في بحور أغاني النور ولا ندري أين نرسو كي نصحي الذاكرة، ونردد رائعته (ياصحو الذكرى المنسية).
النور الجيلاني.. رحلة سواح أصبحت ذكرى منسية
النور الجيلاني رغم تلك الرحلة المليئة بالإنجازات الفنية، إلا أن الجيلاني عانى من رهق المرض الذي أفقده صوته الذي كان الملاذ الآمن لجمهور أحبه وتأثر به حتى في طريقة لبسه، إلا أنه لم يجد تكريما رسميا يرد فيه له الجميل ويليق بمكانته، إلا أن مركز شباب أم درمان بالتعاون مع منتدى دار فلاح أحيا أمسية استثنائية الملامح لتكريم عابدين درمة والرائع النور الجيلاني مساء الأربعاء بمسرح مركز شباب أم درمان الذي رد فيه الجميل للنور من قبل جمهور ومحبي فنه بالرغم من أن المرض منعه من الترنم بصوته الواسع والشجي.
*محمد ميرغني يعيد ذكرياته مع النور الجيلاني
الفنان محمد ميرغني الذي كان حضورا بالأمسية بصحبة عدد من المطربين والمهتمين تحدث عن النور الجيلاني وعن شخصيته المتواضعة واستعاد ذكريات الماضي التي لم تصبح منسية، ودعا الحضور بالدعاء أن يحفظ الله النور ويمده بالصحة والعافية .
*في الضواحي تجبر الحضور على الوقوف
قدمت بالأمسية أغنيات النور الجيلاني وأغنية سواح التي قدمها المطرب سليمان الأمين التي طاف بالحضور في معالم بعيدة تذكرهم بذلك الصوت الذي غاب عنهم موخرا وجعلت الحضور يهذي مع (القمرا) وأعقبها بـ(رمز الجمال) وغادر بالحضور من أم درمان إلى الكدرو بأغنية (كدراوية) ثم (جانا العيد)، وفي (طرف المدائن) أمتع الحضور الذي أجبره على الوقوف بـ(في الضواحي
اليوم التالي
******** النور مبدع حقيقي يستاهل كل خير ********* نسال الله له الصحة و العافية ********
النور الجيلاني فعلا فنان مبدع
عندما يعني الذكؤى المنسية لا يملك سامعوه إلا مشاركته البكاء
نسأل الله له العافية والشفاء
قامة فنية تجبرك على الاحترام
فن جميل في أداء راقي
كلمات تجبرك على أن تعيش فيها
منعك الله بالصحة والعافية أستاذنا النور الجيلاني
حقا واحد من الفنانين الذين يطربونك ويجبرونك علي احترامهم .. ربنا يديك الصحة والعافية احد فناني المفضلين … ود الجيلاني
يستحق التكريم لانه فعلا فنان محترم وانسان واذكر انه قبل عشرة اعوام كنت طريح الفراش في عنبر العظام بمستشفي بحري وكان جاري في العنبر رجل كسرت رجله في حادث مروري وهو من منطقة ود ابو حليمة شمال بحري ويعمل بناءا للجالوص وكان رقيق الحال وذو عيال , وذات مساء زاره شخصان احدهما يرتدي الجلابية وقد تلثم وغطي جزءا من وجهه بعمامته وعلي عينيه نظارة سوداء كبيرة وامضي الشخصان معه بعض الوقت واطمانا علي حاله وانصرفا . وبعد انصرافهما التفت الي جاري قائلا : هل عرفت الرجل الملثم الذي زارني ؟ فقلت : لا والله. فقال لي : هذا النور الجيلاني وهو من منطقتنا عندما سمع اني في المستشفي اتي وزارني. وفي مساء اليوم التالي اتت ابنة الجار فرحة مغتبطة واخبرت اباها ان النور الجيلاني زارهم في البيت صباحا وقد اشتري لهم كذا وكذا من المستلزمات المنزلية ما يكفي حاجتهم. فقلت لجاري هل تربطك بالنور قرابة قال: لا لكن هذا طبعه
ومن هنا احي الاستاذ الفنان والانسان النور الجيلاني واعطيه( تعظيم سلام ) كما يفعل معجبوه عندما يصعدون لتحيته علي خشبة المسرح , ونسال الله العلي القدير ان ينعم عليه بالصحة والعافية والعمر المديد
شفاك الله ايها الرائع
كان بامكانك ان تبني القصور في افخم احياء الخرطوم لكنك فضلت البقاء في بيت الاسرة البسيط في ابو حليمة
صديقي مكيج الجنوبي المتعصب لا يقتنع بفنان غيرك سواء بالجنوب او الشمال و بكى بشدة عندما فقدت صوتك