حكومة حاج ابكر!

قرأت من أخبار السودان خبرا لم يعد غريبا : قال احد مزارعى القضارف ان ارتفاع اسعار المحاصيل فى الاسواق سببه احتكار تجالر معيننين للمحصول . ذلك ان الحكومة كانت اشترت الذرة بسعر 500 جنيه ، وباعته لثلاثة تجار بسعر 385 جنيه !
هنا تذكرت قصة قديمة جكتها الوالدة ، عليها رحمة الله : ان تاجرا سودانيا ” فلاتيا ” افتتح دكانا فى قريتهم بكردفان ، وانه كان يعمل بطريقة غريبة على التجارة ، مثلا ، يشترى رطل السكر ب 50 قرش ويبيعه باربعين ! والشاى ب 15 ويبيعه بعشرة ! استغرب الناس وسألوه : كيف تكسب بهذه الطريقة ؟ فرد حاج ابكر : انا مش عايز مكسب . انا عايز بعدين يقولو حاج أبكر باع بكذا ! يعنى الحاج عايز سمعة وبس !
تتفق او تختلف مع حاج ابكر ، فان له فلسفة وراء تصرفه ، فماهى الفلسفة وراء حكومة حاج أبكر السودانية ؟ الحقيقة ، من القصص الكثيرة المماثلة يتضح ان هناك فلسفة واضحة ونص ويمكن تلخيصها فى عدد من الاقوال السودانية الحكيمة ، مثل : امسك لى واقطع ليك ، او شيلنى وأشيلك ، او دار ابوك كان خربت .. ألخ.. الخ وللدليل اليك بعض القصص :
1- حكى احد المقربين السابقين بانهم فى بلد من بلدان الاغتراب كونوا لجنة وطنية – يعنى من حزب المؤتر الوطنى ? ليجهزوا وثائق عن الفساد فى عملية الحج السودانى (!) ذلك لان الرئيس كان يطالب دائما بالوثائق فى مثل هذ الحالات المتكاثرة . جاء الرئيس واستلم الوثائق ، وبس ، حتى اليوم الذى حكى لى فيه المغترب المقرب تلك الحكاية المتكررة . الا يحق لنا ان نظن ان هذه الحكاية ينطبق عليها احد تلك الاقوال السودانية الحكيمة ؟!
2- حكاية ملايين الدولارات التى كان من المفترض ان يمول بها بنك السودان مستوردى الادوية ، فمنحت لشركات وهمية لاعلاقة لها بالامر . وحتى يومنا هذا لم يعلم أحد، غير الوالغين فى الموضوع ، لمن ذهبت . أظن انه لاشك فى ان هذه ايضا ينطبق عليها احد الاقوال .
3- اموال طريق الغرب ، التى طلب الزعيم الخليفة للشيخ الترابى ان تبقى مستورة ، وهكذا بقيت .
يمكن ايراد الامثلة بدون نهاية . وبما ان الاقوال السودانية الحكيمة سابقة الذكر،لايمكن حدوثها الا باشتراك اثنين او اكثر : مسك وقطع وشيل وشيل ، واخيرا خراب يحتاج انجازه الى اشتراك الآف المخربين ، فاننى اعتقد ان من اسباب تأخر الثورة السودانية هو هذ الاشتراك “الجماهيرى “فى اعمال حكومة حاج ابكر؟!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يعني انت ما ذكرت حد من المتورطين في الأمثلة الي ذكرتها بما يمكن ان يعرف به إلا “الخليفة” الغرباوي المسكين .. لماذا لم تنوه بشئ إلى أسامي أصحاب الشركات الوهمية التي لغفت ملايين دولارات الدواء؟؟ وأظنهم من مثلث حمدي الذين تعلم انهم وجوه الفضائح والنهب في حكومة السودان!!! وهم سبب وصول السودان إلى هذا الدرك السحيق من التخلف .. لا قادة من دارفور أو كردفان أو الجنوب المأسوف على ذهابه؟؟

  2. يعني انت ما ذكرت حد من المتورطين في الأمثلة الي ذكرتها بما يمكن ان يعرف به إلا “الخليفة” الغرباوي المسكين .. لماذا لم تنوه بشئ إلى أسامي أصحاب الشركات الوهمية التي لغفت ملايين دولارات الدواء؟؟ وأظنهم من مثلث حمدي الذين تعلم انهم وجوه الفضائح والنهب في حكومة السودان!!! وهم سبب وصول السودان إلى هذا الدرك السحيق من التخلف .. لا قادة من دارفور أو كردفان أو الجنوب المأسوف على ذهابه؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..