
عبدالماجد موسى
منتهز الفرص صاحب أدوات نضال القرن الماضي والأفكار التي عفا عليها الزمن المستشار السياسي الدولي ياسر عرمان يطلق صرخة من صراخه المعهود بين الفينة والأخرى محذراً ومخوفاً ومهدداً وموسوساً برسائل هلامية معششة في رأسه لا تقدم ولا تؤخر في الواقع المعاش وهاهو الآن يمارس اللعب على أصوله في الملعب السياسي السوداني بخبرة متراكمة ومتراكبة منتهية الصلاحية مع رئيس وزراء حصيلته السياسية صفر ، لم يجد ياسر عرمان نفسه في أي منصب أو وظيفة عقب ثورة ديسمبر تناسب تطلعاته وطموحاته ليحقق أهدافه واطماعه كغيره من الإنتهازيين الذين ركبوا قطار الثورة على عجل أو بتأن، أن تكون مستشاراً سياسياً لرئيس وزراء خالي الوفاض سياسياً على الأقل شيء مغري ومدهش وسريع ولعب على أصوله من عرمان إن خطط لذلك بنفسه أو مِن مَن رشحوه أو من الذين دفعوا به لتولي هذا المنصب الخطير الذي يذكرني بالدول والحكومات والامبراطوريات الماضية عندما يتم تنصيب صغار السن وعديمي الخبرة حكاماً بالوراثة ويتم تعيين مستشارين سياسيين لمساعدتهم الشكلية لتسيير شؤون الحكم ودولاب الدولة إذ يمكث هؤلاء في الحكم ظاهرياً لعدة سنوات بينما الحكام الفعليين هم أولئك المستشارون وقد لعب هؤلاء أدواراً خطيرة بل ومفصلية في تلكم الدول والامبراطوريات والممالك ، فقد اسقطوا بعضها وباعوا الأخرى للأعداء واستولوا هم أنفسهم على الحكم ومقاليد الدولة في غيرها ، وعرمان النبيه قد وجد ضالته التي أعيته سنين عددا والموقع المميز الذي يمهد له الطريق لتحقيق غاياته السياسية منها والشخصية إذا سار الوضع دون تكدير أو عراقيل من الفلول أو الجيش أو الدعم السريع وهم المهدد الحقيقي له والعائق المركب أمامه ، فهو يحذر بل يخوف من الفلول ويضخم ما يظن أنهم يقومون به وفي نفس اللحظة يطيب خاطر الجيش حتى تتاح له فرصة تغييره بالكامل ويتحاشى الدعم السريع للوقت المناسب ، فهو دائماً يفضل اللعب من الخلف ويجيده ولكنه لا يستطيع الجلوس خلف الكواليس طويلاً وكما يتطلب ذلك موقع الاستشارية إياه فلعبة الأضواء تستهويه لدرجة كبيرة ولكنه لا يريد أن يظهر بمظهر المتحدث بإسم رئيس الوزراء لذلك يكتب رأيه بالرغم من أن الكتابة برأي خاص تخلط أوراق اللعب مع المنصب وقد تتضارب مع ما يريد رئيس الوزراء قوله أو فعله فعندها يجد عرمان نفسه مجبوراً على التبرير والتوضيح بأن ما يكتبه أو يصرح به يخصه شخصياً وهذا وضع مختل تماماً فلا يمكن أن تصرح برأيك الشخصي في هكذا مكان أو مكان ٍ كهذا فأما أن تختار منصب المستشارية بكل ما فيه من تبعات أو تتركه بما حمل فاللعب بين الحبال هنا مفضوح أيها المستشار .
أما حكاية فلول النظام السابق التي يريد عرمان من الجميع ركوب موجتها بخلق كراهية مجتمعية جديدة دون إثبات حقيقي وبعيداً عن أعين القانون في الدولة التي يجب أن تكون ساحة القضاء مكانها والعدالة نهجها والفيصل فيها مع الكل وإلا فإن ذلك يتعارض مع السلام والحرية وروح الثورة وتطلعات الشعب ، إن كان هناك فلول يجب إعمال القانون وذلك بتحريك الأجهزة الشرطية والأمنية لتقوم بواجبها الوطني دون هدر ٍ للحقوق أو تجاوز ٍ للعدالة سواءً من الأفراد والجماعات والنظاميين أيضاً حتى نؤسس لدولة حقيقية بعيدة عن الأدلجة والحكم المسبق والانطباعية كما كانت تفعل سيئة الذكر ومؤتمرها التعيس . القانون والتشريع يحفظ حقوق المواطنين ويحميهم وكذلك يفعل مع النظاميين الذين لا يتجاوزونه أو ينتهكون بنوده .
أما موضوع الشباب الذين التقيتهم وتصوروا معك (سيلفي) وحماستهم أقول هؤلاء الشباب الذين طبخوا الثورة وصبروا عليها حتى استوت ونضجت ولم تتركوهم ليقطفوا ثمارها فطار بعضكم وهرول آخرون ليختطفوها من بين أيديهم قبل أن ينعم الجميع بحكم كامل الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة وبتهافتكم هذا قلبتم كل شيء رأساً على عقب ، فلا نحن وجدنا حرية كاملة ولا ثورة كاملة ولا عدالة مكتملة بل أنصاف سياسيين ونصف ثورة ونصف وضع أمني وربع حياة يائسة ، فإذا كنتم صادقين تنحوا جميعاً ووفروا فرصاً حقيقية لهؤلاء الشباب للنهوض بهذه الدولة فانكم لا تصلحون لقيادتها لا نفسياً ولا عقلياً ولا رياضياً حتى ، ومنطقياً كل شيء لا يسعفكم .
وما دخل وسوسة عرمان بمعالي رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك ؟
أضف الي ذلك فإن وظيفة المستشار لا تعنى الأخذ بما يستشير به لجهة عمله وقد ذكر ذلك أكبر المستشارين في البيت الأبيض( هنري كيسنجر )عندما قال أنه غير معني بأن يأخذ الرئيس يمشورته أم لا ولكنى وضمن عشرات المستشارين أقدم له ما أعتقده صحيحا وقد حدث أن لم يأخذ الرئيس بمشورتى عشرات المرات ولا أشعر بذلك بالحرج بل هو أمر طبيعي في طرح المرئيات أمام الرؤساء .. وهذا يعني أن وسوسة عرمان لن تقدم أو تأخر شيئا في قرارات رئيس مجلس الوزراء إلا عندما يري أنها تحمل جزءا من الحقيقة .
كلام الكاتب واااااضح ولا غموض فيه وحالفه التوفيق.
إما أن يكون المعني مستشارا أو كاتبا حرا أو مقيدا.
ليس من العدل ان تشارك في إعداد الامتحان وتجلس مع الممتحنين.
لا معرفة لى بعرمان ولكن ان تصرف رئيس الوزراء بأنه خالى الذهن سياسيا فهذا خطل وسط
من انتم يا محررى الراكوووووووبة؟