السيد الرئيس / متى تدرك الحقيقة؟

ياسر عبد الكريم
في مذكرات السيدة فرح بهلوي الزوجه الثالثة لشاه إيران محمد رضا بهلوي الذي حكم إيران بالحديد والنار من 1941 وحتى 1979 وكانت نهاية حكمه الثورة الإسلامية التي قادها الخميني من منفاه بفرنسا ومذكراتها عبارة عن كتاب يتكون من 400 صفحة وفيها نموذج لانعزال الرئيس الدكتاتور عن العالم الخارجي .
السيدة فرح بهلوي هي خريجة كلية الهندسة المعمارية جامعة باريس وهي سيدة جميلة وذكية لكن إستغربت حينما إعتبرت في مذكراتها أن زوجها الراحل شاه إيران بطلا قوميا وصاحب الفضل العظيم على إيران كما أنها تعتبر الثورة الإيرانية مجرد مؤامرة خارجية قام بها مجموعة من العملاء والرعاع والحاقدين. وأما عن لحظات طردهم أو خروجها هي وزوجها من إيران وصفت تلك اللحظات وقالت : (إننا نرحل رافعى الرؤوس واثقين من أننا عملنا دوما لصالح البلاد واذا كنا أخطأنا فعلى الأقل لم نكن نفكر إلا فى الصالح العام) !! طبعا تعجبت وكل من يقرأ مذكرات فرح بهلوي سيستغرب لأنها تعامت عن الحقائق تماما وعن كل الجرائم التي إرتكبها الشاه في حق ملايين الإيرانيين وتغافلت عن العمالة الواضحة للمخابرات الأمريكية التي كان يقوم بها زوجها شاه إيران في المنطقة والمشكلة الشاه نفسه كان يعتقد في خلال هذا الكتاب أنه أدى خدمات جليلة إلى الشعب وأنه ضحى براحته وحياته من أجل الوطن كما يعتقد أي دكتاتور ذلك وقد كان شاه إيران على علاقة وثيقة بالمخابرات الإنجليزية والأمريكية وتميز حكم الشاه بالقمع الشديد للمعارضين وتسببت الشرطة السرية الإيرانية (السافاك) في قتل مئات الألاف من الإيرانيين في السجون إذاً فهو سفاح وقاتل لشعبه أتذكرون القذافي في آخر خطاب له ذكر وعدد كل ما قام به من انجازات لشعبه ولكن لم يذكر لنا جرائمه وقتله للمعارضين وأنه كان مستبدا وجلس على العرش عقودا من الزمان ويريد من الشعب الليبي أن ينسى له كل جرائمه لأنها كانت أخطاء بسيطة , وكذلك صدام حسين قال إنه وطنيا وأما غيره خائن ولم يذكر لنا كيف كان يقتل المعارضين العراقيين في السجون وكيف قتل الأكراد بالكيماوي ولم يعد الشعب بالديمقراطية إطلاقا طيلة فترة حكمه وكذلك الأسد وعلي صالح وعبد الناصر وغيرهم, والدكتاتور يفتكر نفسه إنه الوالد للشعب وبالطبع لا يقبل الوالد أن ينتقده ابنه أما في النظام الديموقراطي يتعامل الشعب مع رئيس الجمهورية باعتباره موظفا عاما ومن واجبه أن يخدم المواطنين ويمكن أن يستوقفه أي شخص ويتحدث إليه عن إخفاقات يراها هذا الشخص ويطلب من الرئيس أن يؤدي واجبه في خدمتنا فإذا قصر يكون من حقنا أن نلومه ونوبخه هذا هو الرئيس الوطني أما الرئيس الدكتاتور مهما يكن مخلصا ومهما بلغت انجازاته سينتهي بالبلاد حتما إلى كارثة وأنظر من حولك الدول التي كان حكامها دكتاتورين
وهذا الكلام يقودنا إلى أن الحاكم المستبد يكون في حالة عزلة تامة عن الخارج ولا يعرف عن الواقع أي شي وبكون في حالة خداع مع النفس وينسى جرائمه أو يغفل عنها ويتصور أنه بطلا ملهما وانه محبوب لدى الشعب !! ويؤكد أن الشعب يحبه ولا يستطيع التخلي عنه حتى لو حكم البلاد مائة عام وهو دائما يعمل لصالح وطنه ! وأما معارضيه خونة وعملاء للخارج ويريدون تخريب البلاد
وهذا يرجع إلى أن الحاكم قد يكون جيدا ومن بيئة فقيرة بعد سنوات من الحكم تتكون حوله مجموعة من الأقارب وصحفيون يصورون له الوضع كما يريد هو وأشقاء وأصدقاء أثرياء الذين تجعلهم حياتهم المترفة بعيدين تماما عن معيشة الناس العاديين وبالتالي يفقد الديكتاتور إحساسه بالفقراء ويسمع أخبار الفقراء وأخبار الوطن من تقارير بعيدة تأتيه بها أجهزته الأمنية ومن وزرائه وجميعهم لم تأت بهم إنتخابات ديموقراطية إنما من قام بتعيينهم هو الرئيس لذلك لا يمكن إغضاب الرئيس بتقارير حقيقية ولا يهمهم غضب الشعب حتى لو مات عن بكرة أبيه وهمهم في الأول والأخير إرضاء الرئيس ولي نعمتهم الذي قام بتعيينهم ويستطيع أن يقصيهم من مناصبهم في أي وقت ولا يكون مضطرا لتبرير إعفاء أي منهم للجمهور أما الوزير الذي يغامر بالتعبير عن آرائه سيلقى مصيره ويظل الرئيس في هذه العزلة حتى تقع الكارثة أو ثورة تقتلعه كما فعل الرئيس التونسي السابق ظلّ في عزلته إلى حين قال : (أنا الآن فهمتكم) لكن للأسف بعد أن هبت الثورة
والجملة الشهيرة المنسوبة إلى ماري انطوانيت دليل على مدى العزلة التى قد يصل إليها الحاكم المستبد. عندما وقعت الثورة الفرنسية والناس جياع لم يجدوا الخبز قالت لماذا لا يأكلون الكعك
فكرت في ذلك وأستحضر جملة شهيرة قالها أحد كتبة النظام الذي قال (لحسن حظ أهل السودان أن رئيسهم المشير “عمر البشير” بصفاته الشخصية الحميدة.. النادرة والاستثنائية..!! وهو هبة من الله هذه هي نماذج الصحافة نفاق رخيص ومشين ومستمر وليس لديهم أي إستعداد ليعكس الواقع الحقيقي المرير غير التطبيل , ألا يخطر ببال الرئيس ولو للحظة أن هؤلاء الطبالين والزمارين لا يحبونه وإنما يدافعون عن الامتيازات التى حصلوا عليها فى عهده؟..هل قال أحد للرئيس إن الموظف الذى يتقاضى 900 جنيه فى الشهر لينفق على أسرة كاملة، بينما كيلو اللحم قد وصل إلى 170 جنيها؟ألا يعلم الرئيس أن معظم أحياء العاصمة بلا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحى؟ ألا يزعجه انتشار البطالة والفقر والمرض والإحباط؟ هل يعرف الرئيس الدولة قد تدهورت إلى الحضيض فى كل المجالات حتى على مستوى الاخلاق؟ هل سمع عن الذين يموتون فى الصفوف من أجل الحصول على جالون جاز ؟ هل سمع عن فشل الموسم الزراعي لعدم توفر الجاز وهل وصلت إليه معلومة إن المجاعة على الأبواب ؟ هل سمع بالمعدنيين الذين ماتوا عطشا في الصحراء ؟ هل سمع بمراكب الموت التى يحاول من خلالها آلاف الشبان الهروب من البؤس فيلقون حتفهم غرقا فى البحر أو يكونوا عرضة لابتزاز عصابات التهريب ؟هل يدرك الرئيس بأن الشعب يعلم تماما أن خزينة الدولة دخلتها أكثر من 70 مليار دولار عائد البترول ولا يدري أين ذهبت؟ هل يعلم الرئيس أن كل الأخبار أصبحت متاحة وبالمجان ولا داعي لتكميم الأفواه ومصادرة الجرائد وقمع الصحفيين ومنع نشر مواضيع تهم قضايا الشعب ؟ وطبقا لظاهرة عزلة الرئيس ، أن الرئيس لديه تصور منفصل تماما عن حقيقة ما يحدث فى السودان ولا أبالغ إذا قلت وما يحدث في العالم
علمت أم لم تعلم أيها الرئيس أريد أن أعرفك إن الواقع فى السودان مرشح للانفجار بقوة في أية لحظة وقد يكون انفجار من نوع لا أحد يتوقعه ولا نعرفه وسيقضي على كل شي وأي كان نوع الإنفجار ولو حدث هذا لا قدر الله فسوف ندفع جميعا ثمنا باهظا. ولو كنت رئيسا وطنيا حقا كما تقول عليك أن تنهى سنين حكمك بإجراء إصلاح وتحول ديمقراطي حقيقي بحيث يتيح إجراء انتخابات نزيه يختار فيها الشعب وجوها جديدة محترمة متعلمة ورئيس نستطيع محاسبته ونقف أمامه ونريه الحق إن أخفق ووزراء نوقفهم إذا أخفقوا أو سرقوا ولا يكون كل ما يهمهم هو إرضاء أجهزة الأمن وإثبات الولاء للرئيس والنظام ولتنتهي محنة الشعب الذي صبر عليكم ثلاث عقود ويبدأ مستقبله ..
بالتحول الديموقراطي الحقيقي سنعيد هيبة الدولة ونبني دولة المواطنة ودولة القانون وسنعيد للشعب إحترامه ومكانته العظيمة أمام شعوب المنطقة … لكنه متى يدرك
الحقيقة؟!
[email][email protected][/email]
(السيد الرئيس / متى تدرك الحقيقة؟)
لن يدركها لا هو ولا أي واحد من عصابته إلا عند سقوط نظامهم
سـوف يـدركهـا وهـو يـنـازع الـمـوت كـفـرعـون عـنـدما اغـرقـه الله ولكن هـيـهـات فـالـمـوت سـوف يكـون اسـرع .
ليته يدرك ما وصل إليه المجتمع من مخدرات وأن الكمية التي تكتشف تحرق ويختفي المجرم الذي أدخلها لأنه نافذ
ليته يعلم أن المشكلة في أسرته التي لم يتجرأ قوش على التحقيق معهم فكانت خدعه لم تنطلي على شماشي ان ثورة محاربة الفساد إعلام فقط وليته يعلم أن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون
ولكن حوله أصحاب المصلحة كلما ذهب طه نبت طه جديد وليت طه غير اسمه إلى لورنس العرب
أعوذ بالله من السلطان الرجيم
العسكري من ما يخش الكلية الحربية بيدو شنطة سامسونايت في يده اليمين وعصاية صغيرة في يده الشمال، الشنطة لجعله يبدو مهم والعصاية لتخويف الشعب، كام جمبنا طالب في كلية الطب بيزرر قميصة كله، لانه كان شايف انه مختلف عن غيره، السودانين موروثاتهم كلها متخلفة، ما عدا الكرم والطيبة والسذاجة الصافية
لوم الشعب الساكت ما تلوم البشكير
(السيد الرئيس / متى تدرك الحقيقة؟)
لن يدركها لا هو ولا أي واحد من عصابته إلا عند سقوط نظامهم
سـوف يـدركهـا وهـو يـنـازع الـمـوت كـفـرعـون عـنـدما اغـرقـه الله ولكن هـيـهـات فـالـمـوت سـوف يكـون اسـرع .
ليته يدرك ما وصل إليه المجتمع من مخدرات وأن الكمية التي تكتشف تحرق ويختفي المجرم الذي أدخلها لأنه نافذ
ليته يعلم أن المشكلة في أسرته التي لم يتجرأ قوش على التحقيق معهم فكانت خدعه لم تنطلي على شماشي ان ثورة محاربة الفساد إعلام فقط وليته يعلم أن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون
ولكن حوله أصحاب المصلحة كلما ذهب طه نبت طه جديد وليت طه غير اسمه إلى لورنس العرب
أعوذ بالله من السلطان الرجيم
العسكري من ما يخش الكلية الحربية بيدو شنطة سامسونايت في يده اليمين وعصاية صغيرة في يده الشمال، الشنطة لجعله يبدو مهم والعصاية لتخويف الشعب، كام جمبنا طالب في كلية الطب بيزرر قميصة كله، لانه كان شايف انه مختلف عن غيره، السودانين موروثاتهم كلها متخلفة، ما عدا الكرم والطيبة والسذاجة الصافية
لوم الشعب الساكت ما تلوم البشكير