أخبار السودان

لصوص توطين الفساد !!

زهير السراج

مرة أخرى يعود الى سطح الاحداث موضوع فى غاية الخطورة وهو (مشروع توطين العلاج بالداخل) الذى أضاع على البلاد مئات الملايين من الدولارات، أُنفقت على شراء أجهزة طبية غالية الثمن وفائقة الحساسية قبل بضعة اعوام ، وُضعت بمعرض الخرطوم الدولي، ودعى بعض الصحفيين للفرجة عليها والتطبيل للحكومة قبل أن توزع على بعض المستشفيات بعضها فى الخرطوم وبعضها فى الولايات، لم تكن مؤهلة لتشغيلها ولم يكن لدى معظمها المكان لتخزينها، فتُركت فى العراء تحت الشمس والمطر والغبار حتى تلفت، واتضح فى آخر الأمر أن المشروع لم يكن سوى تمثيلية كبيرة جدا للانتفاع بالعمولات وفرق الاسعار والارباح، وكانت الخسائر فادحة جدا، افضل وأرحم منها بكثير ان يسافر كل الشعب السودانى للعلاج بالخارج !!

* أذكر تماما أن زميلتنا بصحيفة (السودانى) وقتذاك (2007 ) الاستاذة انعام محمد الطيب رئيسة ادارة التحقيقات بالصحيفة أعدت ملفا كاملا عن المشروع والفساد الفظيع الذى يفوح منه، وأستطاعت نشرأجزاء منه، كان لها صدى كبير، ولكنها لم تتمكن من نشر كل الملف بسبب تدخلات حكومية سافرة !!

* الآن تبدو الفرصة سانحة لرفع الغطاء عن كل شئ، وتعرية كل المفسدين الذين شاركوا فى المشروع وانتفعوا منه وكبدوا الدولة الأموال الباهظة، ولو من باب التوثيق وإطلاع الشعب، فالامل مقطوع بصحوة الضمير الحكومى والاقتصاص من المفسدين، وإلا كان الآلاف يقبعون فى السجون الآن ، بدل القصور التى يتفيؤون ظلالها الورافة، ولم يكونوا يحلمون حتى بالنظر إليها !!

* فى زيارة الى ولاية شمال دارفور قبل يومين، إعترف وزير الصحة الاتحادى بحر إدريس أبوقردة أمام نواب المجلس التشريعى للولاية ، بأن الدولة أهدرت أموالا ضخمة على اجهزة ومعدات طبية غالية الثمن أرسلتها لمستشفيات الولايات، وظلت مركونة حتى اصابها التلف وذلك لعدم وجود الكوادر المؤهلة لتشغيلها !!

* وكانت المفاجأة عندما كشف رئيس المجلس التشريعى (عيسى محمد )عن اختفاء تلك الاجهزة والمعدات، وعدم علم السلطات بمن أخذها أو الوجهة التى أُخذت إليها، (وليس بعيدا ان تكون قد بيعت لبعض المستشفيات وهى الآن مستخدمة مما يعنى تعريض صحة المرضى للخطر وتهديد حياتهم، وإلا فما الداعى لاختفائها ؟)!!

* أكثر من (200 مليون دولار) أُهدرت على مشروع (توطين الفساد بالداخل) الذى كان الغرض الاساسى منه السمسرة والعمولة وتحقيق الارباح، بينما كان من المفترض حسب لوائح المشروع والأوراق الكثيرة التى كتبت لإجازته بواسطة الاجهزة المختصة، ان يحقق العلاج بالداخل لأكثر من 80 % من مرضى الفشل الكلوى والقلب والسرطان، ويعفيهم من تكبد مشقة السفر والمصاريف الباهظة التى ينفقونها بالخارج، ولكنْ أصحاب الضمير الميت والمتهافتون على الكسب الحرام وأكلو السحت، نجحوا فى تنفيذ مخططهم الدنئ وتحقيق الثراء على حساب الفقراء، وتوطين الفساد، وسرقة احلام المرضى الذين كانوا يحلمون بالعلاج فى وطنهم، فعانى منهم من عانى فى الخارج، ومات من مات بالألم والحسرة فى الداخل، فهل نترك المجرمين يهربون بجريرتهم وفعلتهم الدنيئة؟!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الإنقاذ جاءت لتوطين الفساد في السودان فكيف تتوقف عن ذلك؟ لا يمكنك منع الإنقاذي عن الفساد والإفساد في الأرض فهذه وظيفته ورسالته التي كلفته بها ا لإدارة الأمريكية ونفسه المليئة بالسوء والحقد وعُقَد أيامه السوداء التي عاشها فقيراً وفي سجون النميري يا أستاذ زهير؟

  2. الشعب دخلتوه فى … وزة دايرين تخدعوه بالوهم الولد لقى فينا ركوب الفزرة مرة اقص علينا و مرة على عوقنا الكبير
    يا عمك اللعب كثروه عليك و انت تمرح فى جهلك نحن ما بتمشى فينا مثل تلك النفخات
    شى طيارات تجميع وشى فنائل لعيبة و تكريم بثمنو كمان جابت ليها صناعات ثقيلة كدى دحين نور بيتك يا راجل فضحت نفسك و فضحتنا
    ما اخ خلى عندك شوىة عقل يا أخينا ولدى الما دخل الروضة لا يمكن ان اغشه بمصاصة مرتين
    الى متى ننتظر قدر الله و قدرنا فى ايدنا

  3. تنظيف السلم من فوق ثم ننزل درجه درجه تنظيف لازم يكون بعنايه مويه كلوركس وديتول لانه الرائحه كريهه

  4. (فالامل مقطوع بصحوة الضمير الحكومى والاقتصاص من المفسدين) من في الحكومة عنده ضمير أصلاً ليصحو؟ وكيف يقتص الفاسد من نفسه؟ وهل هناك من يشك في فساد رأس الدولة نفسه الذي يقوم بترقية الفاسدين؟ وإذا فسد رأس الأمر، فسد الأمر كله

  5. الدكتور زهير السراج
    لك التحية
    من المؤكد ان شعار توطين العلاج يأتى من الشركات المسماة منعددة الانشطة للتكسب والتربح وانا على يقين ان النصاب يشرك المهنيين مقابل عمولة ينالها المهنى مقابل ترويجه للفكرة ومن ثم يقوم النصاب بالاتصال بالجهات المتنفذة للتصديق على المشروع دون دراسة أو رصد أو تخطيط والكل يعلم ان هذه الحكومة منذ أن سطت على السلطة بليل لم تقدم سوى الوعود والشعارات الجوفاء على شاكلة ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع أو تمزيق فاتورة القمح … وأخيرا مشروع الدفع الالكترونى للفواتير الذى اعلنه الرئيس البشير . أى مشاريع يكون الغرض منها التكسب هى بلا شك مشاريع مصيرها الفشل ونحن نتعجب كيف يمكن توطين العلاج فى ظل الهجرة المتواصلة للاطباء وتدنى مستوى الخدمات الطبية ومرافقه مما تسبب فى شراء معدات طبية لم يفكر من استوردها فى نوفر الكادر الفنى المؤهل لتشغيلها .
    سياسة التمكين افرزت قيادات جاهلة أو متجاهلة للتخطيط السليم فى كل مناحى ومتاشط حياة الشعب وقد تفاقمت المشكلة بسبب انتشار الفساد انتشار النار فى الهشيم لان كل من يتولى منصب ينشغل باستثمار المتصب لتحسين وضعه المادى وسطوته فى غياب المحاسية والشفافية على نحو شاذ وغير مسبوق خاصة على ضوء تدوير المناصب وحصرها فى نفس الشخصيلت التى سببت الفشل وعادة ما يكافأ الفاشل بتكليفه بمنصب اخر ليمارس نفس السياسة الفاشلة وقد استحال الامر الى عصابة مافوية يساند اعضائها بعضهم البعض فعلى سبيل المثال بعد اخفاقات عبد الرحيم محمد حسين فى وزارة الداخلية وفساده استراح استراحة محارب على حسب قول الرئيس ليصبح وزيرا للدفاع ليكرر نفس النهج المعيب لا بل يبرع فى اختلاق مبررات لاخفاقه لا يمكن وصفها الا بالمضحكة والان يتربع كرئيس وزراء لولاية الخرطوم التى تكون ثلثى السودان كقوة اقتصادية وسياسية وسكانية علما بان تاهيله الرئيس هو تأهيل عسكرى لا علاقة له بحياة الناس اليومية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..