أخبار السودان

العاصمة السودانية عمران بلا هوية

العاصمة السودانية عمران بلا هوية

بشرى الفاضل
[email][email protected][/email]

أول ما يطالع الزائر السوداني الذي يكون غاب لعقود من الوطن هو هذا العدد الكبير للغاية من المباني والمنشئات التي غيرت ملامح العاصمة؛ كان الدكتور منصور خالد ? له التحية – حين عاد بعد اتفاقية نيفاشا قد وصف ما يجري في العاصمة بأنه ” شغب معماري” ؛ أما المعماريون المختصون كما أشار لي مهندس معماري صديق ذو خبرة طويلة فيقولون إن هناك منشئات عديدة وجسور وبنايات شاهقة تم بناؤها نعم لكن ذلك كله تم في انعدام تام للهوية.أصبحت عاصمتنا بسبب كل هذا الدفق المعماري بلا هوية وأشار هذا المختص أن البنيات الأساسية من صرف صحي ومجاري لتصريف الأمطار لم يحصل فيها تطور ؛ وظلت أطراف العاصمة كما هي في السابق أما محاولة بناء مدن خارج العاصمة كملحقات لها كما في مدينة الصحفيين بالوادي الأخضر فتمت دون مرافقة الخدمات من كهرباء ومياه لقطع الأرض التي يتم توزيعها.
بدت لي الخرطوم كما لو أنها خرطومان خرطوم الذين يملكون: خدماتها مبذولة وعرباتها المطهمة مبذولة وهؤلاء أقلية امتطت صهوة محسوبية وفساد الإنقاذ ، وخرطوم الذين لا يملكون خدماتها دونها خرق القتاد ؛ مواصلاتها مزدحمة تغص بالمحتارين الممكونين ؛ الذين لا يملكون وهم أغلبية. أصبحت الخرطوم خرطوم (الذين يملكون والذين لا يملكون).
هؤلاء يعلنون عن عسر حالهم في أي زاوية وأي مكان ومنهم شيوخ ونساء مسنات ويظهرون في لحظات لم تكن معهودة في السابق ففي يوم رفع الفراش وبعد انتهاء كلمات التأبين بحي المعمورة تقدم احد الشيوخ من أصحاب السيارات الفارهة يشكو من حال تعثر دراسة ابنه ومرض بعض أفراد أسرته.كان شيخاً معمماً ممن تحسبهم قد جاءوا للبكاء على فقد وردي لكن ربما بكاؤه دواخله من واقع حاله كان أعمق.
أخشى أن أقول إن عمار الخرطوم في شقها الأدنى في المركز بمثابة (الصفار) لبيضة كان اسمها العاصمة الوطنية أما (بياضها) فيشكو من عسر الحال وربما يقود هذا العمار إلى مزيد من خراب النفوس إن لم يتدخل الشعب ليقيم العدالة الاجتماعية المنشودة.

تعليق واحد

  1. وهنالك خرطوم ثالثة: خرطوم التلفزيون التى يراها ولم يزور السودان يحسبها الجنة.
    إن الخرطوم فى عهد المشروع الحضارى ينطبق عليها القول “من ورا وردة و من قدام قردة”.

  2. انها حكومة المظاهر تكتفي بالقشور فقط وتلك كاميرات اعلام النظام التي تصور الابراج الزجاجية من عل ولا تتجرا للننزول لتصور الشوارع وما بها من نكد

  3. كتاب مزرعة الحيوانات لجورج اورويل بينطبق على انقلاب الحركة الاسلاموية!!! التنمية البشرية هى التى تقود للتنمية المادية و ذلك من خلال تعليم جيد و متاح لجميع ابناء الشعب و صحة جيدة مع الاهتمام بصحة البيئة و تقديم خدمات المياه النظيفة و الكهرباء معقولة السعر و حد ادنى من المعيشة الكريمة للمواطن و الاهتمام بالريف لزيادة الانتاج مش اهمال الريف لياتى سكانه للعاصمة للعمل فى اعمال هامشية و لتكن الهجرة للمدينة و فق التطور الطبيعى للمجتمعات و الاهتمام بالسكة حديد كاولوية ثم ياتى بعد ذلك الطرق و الكبارى!!! الانقاذ تهتم بالمظاهر و ليس الجوهر شوفوا اطراف العاصمة و منازل المواطنين و حال الناس فى الريف!!!!! رجعونا للعاصمة الراقية و الريف الغنى بخيراته ايام الستينات من القن الماضى و طظ فى كباريكم و شوارعكم و عماراتكم و فللكم الرئاسية و لنشكم الرئاسى!! الاهتمام بالتنمية البشرية اولا و تنمية الريف و تقديم الخدمات الاساسية من مياه و كهرباء(طاقة) و نظافة و صحة البيئة و مكافحة الامراض الوبائية للانسان و الحيوان و الاهتمام بالابحاث الزراعية و البيطرية و الطبية البشرية و غيرهما هى الاساس لتنمية و تطور الوطن!!! لكن منين يا حسرة اذا كانت معظم الامكانيات المادية تذهب للاجهزة الامنية المختلفة من جيش و شرطة و امن و يا ريت لو كانت ضد عدو اجنبى لكن كلها مسخرة لاعداء نظام الحركة الاسلامية من السودانيين الما عايزين ينخرطوا مع النظام بتاعهم و يصبحوا زى الضان!!! بقاء النظام اهم من الكلام اللى انا كتبته و يبدو اننى بنفخ فى قربة مقدودة و الشعب السودانى اكان راجى ان تكون اولوية الحكومة غير بقائها فى السطة اها الترابة دى فى خشمه!!!

  4. ما يسمى بالاحياء الراقية لايوجد بها ماء بالحنفيات سوى الساعات الاولى من الفجرولا كهرباء منتظمة ولا نظافة للشوارع ولا صرف صحى ولا مجارى لتصريف مياه الامطارولا شوارع مسفلتة ولا طرق للمشاة فى كل العاصمة وخصوصا ذوى الاحتياجات الخاصة فهم يتزاحمون مع ذوى العضلات للعبور وركوب المواصلات المعدومة والفاقدة للبرمجة والعاصمة كلها عبارة عن قرية او حلة كبييييرة معدومة الامن والامان واذا رايت عربة الشرطة فولى الادبار اقلها سوف ياخذون موبايلك اذا كان غالى او تلبس جريمة اقلها مخدرات تكون بحوزة احدهم عكس بلاد الله التى ترى فيها الشرطة فيطمئن قلبك واخيرا الباعة المتجولين داخل الاحياء حتى الاسكافى وبتاع الورنيش صار له نغمة ينادى بها داخل الاحياء السكنية

  5. السلام عليكم و رحمة الله . اولا مع احترامي للكاتب , لم يكن اهل الانقاذ قبلها من ساكني القصور او اصحاب النفوذ.و اظن معظمهم من خارج العاصمة و انت ادري عني بذلك . يا استاذنا الفاضل مشكلة السودان دائما في طريقة حكمه منذ الاستقلال و حتي الان في هذه النظرة المغبونه التي تنظلر بها . كل حقبة في تاريخ السودان تسارع بالرحيل الي العاصمة و اول ما يفعلوه هو سحق و تشريد الطبقات الموجوده و تكسير الاسماء و اصحاب الاعمال ما قبلهم . بالله العظيم اين الاسماء الراسمليه الوطنيه التي كانت في السابق ؟ الم يتم احلال طبقات انتفاعيه محلهم . و ليس في الخرطوم وحدها و لكن في كل العواصم الاقليميه تجدذاك الاحلال و الابدال . نحن اهل الخرطوم قبلهم لم نعرف هذا الانحلال الاخلاقي الذي احضره هؤلاء الغزاة معهم . كانت كل الاسر و حتي الثمانينات هي مجتمعات بالفعل حضريه و ذات اصول و جذور ضاربه في السودانيه بمختلف السحنات و القبائل و المجتمعات المهنيه , ثم جاء التتر ليساكنونا فيها و ادخلوا الانحطاط و سوء الاخلاق . و ليس هؤلاء بمخلقين باخلاق اهلهم في اقاليم السودان ذات العفه و الطبائع السودانيه السمحه . اصبحنا ننظر بتحسر لمنظر بنات الشوارع في انتظار صاحب النصيب , و مجتمعات لا نعرف مهنا معروفة لاصحابها . و رؤؤس اموال غير معروفة المصدر . انهم التتر التهازيين الذين ريفوا العاصمه التي كانت حضاريه بمعني الكلمة , و احرقوا اقاليم السودان التي ما بخلت عليهم بشئ من اهلها الطيبينفكان جزاءهم القتل و التنكيل في دارفور و جبال النوبه و الشرق و كل مكان . هؤلاء يا سيدي قوم افئدتهم و قلوبهم خاويه من كل فهم يقدم لهذا البلد الطيب اي جديد . فطاردوا نزواتهم و شهواتهم الرخيصة الا لعنة الله عليهم .
    يا استاذي لكي لا نظل نسقط في هذه المزالق ما بقي السودان , و نحن ان شاء الله موعودون بنصر قريب باذن الله . نرجوا ان يجلس عقلاءنا من اجل ايجاد نظام حكم لهذا البلد بحيث لا تفريط في المكتسبات و لا ضياع في الخطط لاي بقعة جغرافية . من حق كل سوداني لن تتوفر له مقومات الحياة الكريمه ف منطقته و بما تسمح له الارض من عطائها من بترول او زرع او رعي , اي ان تكون البرامج التنمويه في كل منطقة مبنيه علي مشاريع توطيين و استقرار حقيقي لا كما يحدث في مناطق المناصير من ترحيل . بالله عليك ما معني ان تعطي 1000 اسرة نقودا و تقول لهم ارحلوا ما معناها غير ان جربوا حظكم في مكان جديد !! و هل تقوم تنميه او حضارة الا باستقرار اهلها .
    هيا جميعا الي مرحلة جديده لسودان قديم اصيل مبني علي دستور يكفل لكل مواطن حقه في الحياة الكريمة بتوزيع عادل لثروة البلد و تنميتها .

    والله من وراء القصد

  6. وبعد انتهاء كلمات التأبين بحي المعمورة تقدم احد الشيوخ من أصحاب السيارات الفارهة يشكو من حال تعثر دراسة ابنه ومرض بعض أفراد أسرته.كان شيخاً معمماً ممن تحسبهم قد جاءوا للبكاء على فقد وردي لكن ربما بكاؤه دواخله من واقع حاله كان أعمق.

    التحية ليك دكتور بشري اولا
    ذكرتني هذه الجزئية ، صديقي العزيز عمر دفع الله له التحية اينما كان كنا بمدرسة الحصايصا الصناعية وكان الفلس وتخميس السجارة حكي لي ان صديق له توفي بالخرطوم وتدبر امر التذكرة والمصاريف سافر الي الخرطوم واول ما وصل بيت الفراش قابلته آخت المرحوم فقلدها وراح يبكي معاها ويجعر.. والناس ..في يازول إستغفر ربك و.. وإنا لله وما الي ذلك .. المهم بعد مسافة هدوهم .. .. قال لينا والله إرتحت جنس راحة بعدما بكيت وجعرت .. يتخيل لي انا كنت ببكي في فلسي
    ———-
    يا جماعة ناس الحصايصا لمونا في الزول دا بالله..( من اولاد( لما كنا اولاد) نواحي الحصاحيصا وكان كاتب في المدرسة الصناعية في تلك الأيام الحلوة

  7. لم تستهدف خطط التنمية الريف البته وانما كانت كلها شعارارت زائفة لذلك كانت النتيجه العاصمة بتلك الصورة التى لم يقبلها احد, ولايمكن معالجتها ما لم يتم وقف الهجرة من الريف الى المدن .

  8. اتفق معك فى ما جاء على ردك على تعليقى يا اخ بشرى الفاضل بس نسمى الحزب حزب الوطن الديمقراطى الليبرالى بكل ما تحمله هذه التسمية من معانى!! هى الدنيا دى فيها شنو غير اننا نؤسس لوطن حر معافى شعبه حر و لا احد فوق القانون و الدستور فيه فصل السلطات و حرية الصحافة رحماء بيننا اشداء على اعدائنا الجكومة المنتخبة تجتهد بيدينها و كرعينها فى خدمة الشعب و المعارضة قاعدة ليها بالمرصاد و هى حكومة ظل بوزرائها بس بره السلطة و جاهزة لتولى السلطة فى حالة حجب الشعب ثقته عن الحكومة المنتخبة عشان احفادنا ما يلعنوننا!!! والله ثم والله لولا الانقلابات العسكرية و العقائدية لو استمرت الديمقراطية بى سجم رمادها كان وصلنا لى حاجة و كان تساقطوا ناس و ظهرت احزاب و قيادات جديدة او انخرط الشباب فى الاحزاب القديمة و غيرواها و قياداتعها من الداخل فى الديمقراطية كل شىء وارد!!!! اكثر من 45 سنة من الحكم الشمولى و المشاكل لم تحل بل تفاقمت هو الفشل ده اصلو كيف؟؟؟ والله اكبر كارثة هى عدم ممارسة الشعب للديمقراطية طيلة 45 سنة!! هسع لو ولدك بيتعلم المشى و قام اتعثر و وقع تقول ده ما ح يتعلم المشى و تمنعه من اعادة المحاولة حتى يتعلم المشى؟؟؟ هكذا هى الديمقراطية و كان هسع بقينا ناس و نوارة افريقيا و العرب و كان حلينا مشاكلنا بالحوار و حافظنا على وحدة بلدنا و زى ماقال سيلفاكير لولا سياسة الانقاذ لتحول الجنوب الى الاسلام!!! و بالمناسبة الديمقراطية و الليبرالية و العلمانية ذاتها اقرب للاسلام من افكار الكيزان تجار الدين هؤلاء!!! والله انحنا بلد منكوب نكبة شينة شديدة خلاص!!! مع التحية لك و لعمودك الهادف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..