زلزال اقتصادي في سوق الأبيض … مواطنون: قلنا الروووب عديل

الأبيض : مزنة تجاني

الأبيض عروس الرمال، وزهرة مدائن كردفان، ومدينة المحاصيل وملتقي التجارة، تغيّرت ملامحها الاقتصادية، والحرب التي امتدت لعام كامل في الخرطوم والولايات الأخرى امتد أثرها للأبيض، وبالذات على سوقها وحركة التجارة فيها.. الغلاء والندرة سمات السوق، إما بسبب قطع الطرق وارتفاع تكاليف النقل، أو بسبب اشتعال الحرب في مناطق كانت تزود المدينة بحاجتها من المنتجات

.. الرواية الأولى

تجوّلت في سوق الأبيض، لمعرفة أسباب الندرة والغلاء، عزاز أحمد آدم صاحب متجر يقول تأثرت التجارة بالحرب كثيرا علي المستوى المحلي والاقليمي وعلى مستوى تجار الاجمالي والقطاعي، بعض السلع اصبحت معدومة تماما مثل المياه الغازية وموية الصحة، وحتى بعض انواع الدقيق، وبالذات بعد انتقال الحرب لولاية الجزيرة .. وأضاف هناك انخفاض في حركة البيع والشراء لدرجة مخيفة نسبة لقلة السيولة النقدية وانخفاض الدخول .

امين عبد الرحيم – تاجر تأثرت تجارتي كثيرا بالحرب، نحن نفقد بضائعنا بالكامل أو في معظمها في الطريق لان الشارع اصبح غير آمن لجلب البضائع. تأثرنا مره اخرى بعد انتقال الحرب لمدني لأنها كانت الممول لنا بالبضائع بعد الخرطوم … دي أسباب إنعدام بعض السلع كالفراخ والماء والكثير من أنواع الدقيق، ومع ذلك نجتهد لتوفير البضائع الجيدة وبالذات السلع الغذائية، نحن ليس السبب في ارتفاع الأسعار، ونقدر ظروف الناس، لكن الشارع غير امن ويتم دفع أموال كثيرة من أجل عبور البضائع ، نتمنى أن تتوقف الحرب حتى ينعم الناس بالأمن.
ويتدخل التاجر اسماعيل صالح إدريس ويقول كل البضاعة التي كانت تأتي من الخرطوم وبالذات المنتجات الغذائية توقفت منذ بداية الحرب، المشروبات الغازية والبسكويتات، والصابون، والزيوت، لكن ارتفاع الاسعار بسبب زيادة سعر الوقود، والنهب الذي يحدث في الشارع، والجبايات التي يفرضها المتفلتون، وخطورة نقل السلع من مكان لآخر .

حركة البيع (تعبانة)، بسبب النزوح وقلة الدخول

بدورهم قال مواطنون للرواية الاولى ان ارتفاع أسعار السلع وندرتها يفاقم من الاوضاع المعيشية القاسية خاصة في ظل عدم صرف المرتبات، تقول إسراء عيسى وهي ربة منزل ان السلع الضرورية مثل الدقيق والزيت والبصل ارتفعت اسعارها بشكل كبير، واحيانا تختفي، ثم تعود بسعر مضاعف، مثلا الزيت من ٥٠٠ جنيه الي ٢٠٠٠ جنيه، وكيلو الدقيق ارتفع الي ١٥٠٠ جنيه، وكيلو اللحمة ٥٢٠٠ جنيه، أما طبق البيض فارتفع الى ٨ الف جنيه، وتضيف أن زوجها الموظف، امتهن الاعمال الحرة بسبب توقف المرتب منذ بداية الحرب، وشكت من عدم توفر منتجات الألبان الأمر الذي يهدد صحة الاطفال.. وتختم بأسي قلنا الرووب عديل .

واردفت مهجة عبد القادر وهي طالبة أن دخول المليشيا للجزيرة فاقم الأزمة المعيشية في الأبيض، حيث ان معظم السلع كانت تأتي منها، وتقول أن كيلو السكر ارتفع من ٦٠٠ جنيه عند بداية الحرب الى ٢٠٠٠ جنيه الآن، مبينة انها وفي ظل توقف التعليم، حاولت العمل وايجاد مصدر دخل لأسرتها إلا انها فشلت، نتيجة الوضع الاقتصادي عموما ، وتؤكد ان العديد من السلع والتي تأتي من الخارج ذات جودة منخفضة وغير مطابقة للمواصفات في ظل غياب الأجهزة الرقابية.