مقالات سياسية

نحن و النظام…ماذا نمتلك و ماذا نريد

مصطفى عمر

حددنا في المقال السابق ركائز دعم النظام ، لمعرفة مصادر قوته حتى نستطيع تنفيذ الاستراتيجية المطلوبة لتفكيكه ، و حددنا وسيلتنا الرئيسية و هى العصيان المدني لأسباب ذكرناها (هذا لا يعني تعطيل الوسائل المدنية الأخرى، يجب اقتناص أي فرصة مواتيه ، مثلاً عندما تكون الفرصة سانحة لتظاهرات بمخاطر منخفضة يجب عدم اضاعتها)، و توصلنا إلى ضرورة استهداف الركيزة السادسة (عامة الجمهور) لحجب دعمها للنظام و الامتناع عن طاعته حتى يختل توازن الركائز الأخرى، و أن هذا العمل يتطلب امتلاك المهارات التي نحتاجها لتنفيذ استراتيجيتنا الكبرى و وضع الخطط و التكتيكات…، ايضاً حددنا من نحن و ما هو النظام.

علينا الآن أن نضع تكتيكاتنا، و نحدد طبيعة و أهداف حملاتنا ( تكوين لجان، مقاطعات، اضرابات، اعتصامات ..الخ) ، و حتى نكتسب المهارات علينا فهم نظرية التغيير أي: إذا فعلنا كذا فستكون النتيجة كذا بسبب كذا…( X+Y = Z ) ?إذا استمرينا في العصيان سيتفكك النظام بسبب عدم مقدرته الدفع للمنتفعين من حوله لأنهم يدعمونه فقط من أجل المال و عندما لا يجدون المال سينفضون من حوله لانتفاء سبب بقائهم..”.

انتقلنا الآن لمرحلة بناء الخطط و الاستراتيجيات الصغرى(الحملات) يجب تحديد الأهداف لكل حملة قبل بدايتها، و الوقت الذي تحتاجه، و تقييمها بعد نهايتها ( لا نحتاج الحديث عن تنوع الحملات لأنً ذلك يضمن كثرة المشاركين فلكل شريحة أو قطاع من الجمهور الحملة التي تتناسب و ظروفه و امكاناته ) مثلاً حملات تكوين لجان الأحياء تستهدف جميع المتضررين من النظام، و حملات الاضراب لا تناسب المتقاعدين و ربات البيوت و العاطلين عن العمل، ما يناسبهم هو الاعتصام و العمل المباشر، و حملات المقاطعة الشاملة(اقتصادية و اجتماعية) تناسب كل شرائح المجتمع، و حملات العمل المباشر مثل دعم المحتاجين و مساعدة الفقراء الخ، تناسب العاطلين عن العمل أكثر من غيرهم لما يمتلكون من وقت ، و كذلك من هم خارج السودان لما يمتلكون من مال، و هكذا…، يجب في كل حملة تحديد سقف زمني.

كل حملة تبدأ بالتواصل المباشر مع الناس (أصحاب المصلحة في التغيير) معرفة ما يهمهم أولاً ، طرح الاسئلة لمعرفة وجهات نظرهم و مخاوفهم و آمالهم، و الاجابة عليها بصورة قاطعة حتى لا نفتح مجالاً للارتباك تجبناً للإطالة سألخص ما أريد قوله من خلال تحديد قائمة مراجعة checklist تضم جميع ما نحتاجه ، يبدأ انجازها من منظمي الحراك بالعمل على الأرض، تتكون من سبعة أسئلة رئيسية ، ثلاثة تتعلق بالاستراتيجية و ثلاثة تتعلق بالاتجاهات العامة و التكتيكات و سؤال سابع يتعلق بما بعد تفكيك النظام:

أسئلة متعلقة بالاستراتيجية :
هل نمتلك رؤية موحدة حول الأهداف و القيادة ؟ ( من نحن، رؤيتنا، أهدافنا، قيمنا).
هل لديها خطة عمل تمتد إلى ما بعد ستة أشهر؟
هل نمتلك مجموعة من التكتيكات تستند بشكل صارم على الانضباط و عدم اللجوء للعنف ؟
أسئلة متعلقة باتجاهات الحراك:
هل مستوى المشاركة وتنوع المشاركين في زيادة ؟
هل نعرف الطريقة للحد من تأثير القمع بحيث يؤدي إلى نتائج عكسية ضد النظام؟
هل حددنا المستهدفين بالانشقاق، و هل هنالك خطة لحدوث ذلك سريعاً ؟

و السؤال الأخير:

هل تم خلق مؤسسات مستقرة قادرة على استلام السلطة وتسوية النزاعات بعد النجاح؟
من يقف عند الأسئلة و يفكر في الاجابة عليها سيعرف ما نريد، و يدرك لماذا نضيع الوقت في الحديث عن التخطيط ..يجب توجيه ما نمتلك لما نحتاج و ان كان ينقصنا شئ علينا اكتسابه من خلال الممارسة (المهارة) ، و يكون بمقدور أي ناشط معرفة ما يريد و يشرحه بدوره لمن حوله ..

تكتيكاتنا و تكتيكات النظام:
قلنا سابقاً ، تنفيذ حملات العصيان المدني يبنى على (1) تكتيكات التحديtactics of commission (2) تكتيكات الامتناع tactics of omission … تكتيكات التحدي تعني الفعل “عندما تتحدى النظام و تفعل شيئا يريدك أن تتوقف عن فعله” ، مثل الإضراب أو المقاطعة…، تكتيكات الامتناع أي التوقف عن طاعة النظام، و عدم القيام بما يريد النظام أن تستمر في فعله ، مثل حضور لقاءاته، و فعالياته، دفع الضرائب، الجمارك، و كل ما يذهب لخزينة النظام أو جيوب مؤيديه و أعوانه، أو أي دعم يستفيد منه مادياً أو معنوياً…، لكل من التكتيكين ميزاته الخاصة، لكل منهما المشاركون الطبيعيون الذين يتوافق مع إمكاناتهم و ظروفهم ..، و يجب أن يكون تنفيذ الحملات منظماً و جزء من الاجابة على السبعة أسئلة أعلاه..

في المقابل النظام لا يمتلك غير تكتيك واحد يتمثل في الرد عبر أعمال القمع والتهديدات الإرهابية،الابتزاز..الخ من أساليب الترهيب و كسب الوقت، تكتيكاته مجرد ردود أفعال أملتها عليه الظروف، أمًا تكتيكاتنا تطبيق لاستراتيجيًات هجوميًة.
تكتيكاتنا مدعومة لوجيستياً من أجل بناء القدرات.. ، لبناء القدرات طريقة واحدة فقط و هى الهجوم، أي القدرة على التواصل مع بعضنا و التنقل الجسدي ، هذا ما يتعلق بنا.

النظام : تكتيكاته دفاعية من خلال اصدار التعليمات لقوته الباطشة و تدريب المزيد من كوادره من الفاقد التربوي على تدمير قدرتنا بالاختراق و تتبع الاتصالات ،و الاعتقالات و الفصل التعسفي…الخ، و بمعنى آخر هو دوماً في موقف المدافع و ليس المهاجم لذلك لا قدرات لديه لأنًه كما ذكرنا في بداية الفقرة يوجد نوع واحد فقط من بناء القدرات و هو الهجوم.
أدواتنا لتنفيذ استراتيجية الهجوم ذكرناهما (الاتصالات والتنقل الجسدي)…، توجد أداة ثالثة دفاعيًة و هى حماية الثوار و المواطنين بشكل عام ضدً بطش النظام و تدمير و تخريب الممتلكات….، و متطلبات السلامة الشخصية الأساسية، و كيف يلتزمون نبذ العنف .

وضعنا الراهن: لا أحد يمتلك الاجابة الشافية على سؤال مهم: ماذا سننجز خلال شهر أو شهرين، و تساؤل آخر: ما هى نظرتك للحراك (أنت، من تقرأ) بعد هذه الفترة القصيرة؟… السبب : لا توجد خطًة.. إذاً: التخطيط هو الطريقة الوحيدة للإجابة و هو مفقود لدينا لأنًنا لا نمتلك رؤية حول الأهداف و القيادة، عليه ، يجب أن ننظم أنفسنا أولاً ، هذا أول أهدافنا ، لم يتحقق بعد، تحقيقه لا يعني بالضرورة أن نكون جميعنا كياناً واحداً، فقط وجود هدف واحد نعمل عليه معاً..هذا ما نريده و يجب أن يحدث الآن.

ما يريده النظام مكشوف.. يريدنا أن نكون حركة ردود أفعال و ليس فاعلاً…
أكبر حلفاؤنا هو التنويع في المستهدفين من الجمهور.. ، من السهل جداً كسب هذا الحليف عندما يكون لدينا مفهوم استراتيجي، وعندما تكون لدينا القدرة على التخطيط، هذا هو العنصر الأكثر أهمية في تحديد نجاحنا أو فشلنا…، أمًا أكبر حليف للنظام كما قلنا سابقاً فهو الارتباك بين الناس عندما لا يرون خطًة واضحة و أنًنا لا نمتلك المقدرة على التخطيط بسبب افتقارنا للمهارات المطلوبة.
مصطفى عمر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لقد اغفلت جانب مهمة و تكتيك يفرض نفسه اذ من غير المسلم ان نترك الية البطش تبطش بنا و نحن نتفرج و هذا المبدأ يجب ان تنثق له الحركات المسلحة لكى ننزع عنصر الخوف

  2. العمل السري الدؤوب في متابعة التوجيهات التي تمت مع اللجان الاخرى وخلق حركة مشفرة في تحريك الافراد والجماعات والتكتيكات للولوج عبر العاملين في الدولة ممن لا ينتمون للنظام الفاسد وتشكيك النظام في اعمدته وركائزه والعمل على تجفيف كل معينات النظام الامنية باختراقها وتشويشها والعمل على عدم امهال نظام الاستبداد من الاستجمام والراحة لادخال اليأس والارهاق في افرادها حتى تظل خائرة وغير قادرة على الصمود امام المد الشعبي العارم. لابد من توعية الكل انه آن الاوان للتغيير من أجل مستقبل واضح ومستقر للديمقراطية والحياة الكريمة.

  3. لقد اغفلت جانب مهمة و تكتيك يفرض نفسه اذ من غير المسلم ان نترك الية البطش تبطش بنا و نحن نتفرج و هذا المبدأ يجب ان تنثق له الحركات المسلحة لكى ننزع عنصر الخوف

  4. العمل السري الدؤوب في متابعة التوجيهات التي تمت مع اللجان الاخرى وخلق حركة مشفرة في تحريك الافراد والجماعات والتكتيكات للولوج عبر العاملين في الدولة ممن لا ينتمون للنظام الفاسد وتشكيك النظام في اعمدته وركائزه والعمل على تجفيف كل معينات النظام الامنية باختراقها وتشويشها والعمل على عدم امهال نظام الاستبداد من الاستجمام والراحة لادخال اليأس والارهاق في افرادها حتى تظل خائرة وغير قادرة على الصمود امام المد الشعبي العارم. لابد من توعية الكل انه آن الاوان للتغيير من أجل مستقبل واضح ومستقر للديمقراطية والحياة الكريمة.

  5. تحليل ممتاز .بناءالاستراتجيات يتطلب ما يلي :
    اولا:تحديد الاهداف بدقة و معقوليةوبرامج عمل ممنهجة بجدول زمني مرن.
    ثانيا :اخضاع النظام لدراسة لمعرفة نقاط القوة و الضعف لديهم.
    ثالثا:التعرف علي امكانياتنا البشرية و المادية واخضاع حراكنا للنقاش للتعرف علي نقاط القوة و الضعف لدينا.
    رابعا .اختيار قيادة موثوق فيها لادارة الحراك.
    خامسا عقد ورش عمل بارض المهجر و تتناول كل مجموعة موضوع من المواضيع اعلاه و رفع توصياتها للجنة تسيير يتم اختيارها من الحراك الحالي .
    سادسا:وضع الخطط و البدء في تنفيذها و مراجعتها من وقت لاخر حسب المعطيات علي ارض الواقع

  6. اضرب العدو دايما في اماكن الضعف،،،واماكن ضعف هذا العدو الباطش هو الاقتصاد..اذا انهار الاقتصاد انهار ت الدولة مع بعض الضربات الموجعة هنا وهناك…مهمة القناة الفضايئة وقنوات اذاعية متحركة ستعجل بانهيار النظام

  7. مشكلتنا وما قتلنا هو التنظير منذ الاستقلال
    بعد الكلام الكتير والتحليل ما وصلت لخلاصة …….. انت كاتب المقال اخترت ياتو تكتيك والناس المفروض تعمل شنو ؟؟

  8. لا حل ولن يزول النظام بغير المواجهه مع جهاز الامن وذلك بالهجوم علي افراد الامن وذبحهم فرديا وكذلك اسرهم ،،

  9. تحليل ممتاز .بناءالاستراتجيات يتطلب ما يلي :
    اولا:تحديد الاهداف بدقة و معقوليةوبرامج عمل ممنهجة بجدول زمني مرن.
    ثانيا :اخضاع النظام لدراسة لمعرفة نقاط القوة و الضعف لديهم.
    ثالثا:التعرف علي امكانياتنا البشرية و المادية واخضاع حراكنا للنقاش للتعرف علي نقاط القوة و الضعف لدينا.
    رابعا .اختيار قيادة موثوق فيها لادارة الحراك.
    خامسا عقد ورش عمل بارض المهجر و تتناول كل مجموعة موضوع من المواضيع اعلاه و رفع توصياتها للجنة تسيير يتم اختيارها من الحراك الحالي .
    سادسا:وضع الخطط و البدء في تنفيذها و مراجعتها من وقت لاخر حسب المعطيات علي ارض الواقع

  10. اضرب العدو دايما في اماكن الضعف،،،واماكن ضعف هذا العدو الباطش هو الاقتصاد..اذا انهار الاقتصاد انهار ت الدولة مع بعض الضربات الموجعة هنا وهناك…مهمة القناة الفضايئة وقنوات اذاعية متحركة ستعجل بانهيار النظام

  11. مشكلتنا وما قتلنا هو التنظير منذ الاستقلال
    بعد الكلام الكتير والتحليل ما وصلت لخلاصة …….. انت كاتب المقال اخترت ياتو تكتيك والناس المفروض تعمل شنو ؟؟

  12. لا حل ولن يزول النظام بغير المواجهه مع جهاز الامن وذلك بالهجوم علي افراد الامن وذبحهم فرديا وكذلك اسرهم ،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..