الجبهة الثورية والفسطاط المستقيم..

الوطن متمدد ولا يقدر أن ينهض أبدا لأنه يتلوى بين صراعين منذ أن ولد. ولكن الحضارات تولد من رحم الصراعات.
فكر الهامش..
ولد مع ولادة الوطن وزاد نتيجة دفن الرؤوس في الرمال وبتراكم سنوات غياب الحرية والديمقراطية ودولة المواطنة والحكم المدنى والعدل والمساواة. إهتمت الحكومات المغتصبة للسلطة بإلإمساك بتلابيب المركز للمحافظة على حكمهم غير الشرعى. وبالتالي تجاهل التنمية العكسية والتي يجب أن تبدأ بعيدا عن المركز. وذلك أيضا لإنعدام الرؤية الثاقبة بأن هذه المشكلة أساسية ستنقلب عويصة إذا لم يتم تداركها وحلها جذريا. للأسف للآن الكل يعلقها في رقبة المستعمر أو كشماعة لفشلهم، مع علمهم أنه غار لبلده منذ مده.
ولغياب دولة المواطن (المدنية) ولخيابة ساسة البلد تفاقمت المشكلة عبر السنوات ولم يكن لدي المجتمع وحده مقدرة للتخلص من هذا المستنقع البغيض والنتن حتى بالصبغة الدينية التى تنطلى على غالب المجتمع.
وعند سرقة إنقاذ الشؤم السلطة بفكر هش وهامشى وأيدلوجية معطوبة تسيرعكس تيار الفطرة، أججت لمزيد من التفرقة بالقبلية والجهوية والفتنة الدينية وحينها زادت دائرة التهميش وبالتالي إتسع ونما وتطور فكر الهامش.
وعلاوة على ذلك تركت حبل الفتنة على غارب كلاب صفراء نتنة تتخذ منابر تنبيه بظلم الإنسان لأخيه الإنسان وإحباط الناس على عدم إمكانية العيش بسلام والشعور بأمان فى حمى الأوطان (بالدلوكة كمان).
ولكل فعل رد فعل فبإستمرار هذا النهج سيتولد فى كل يوم فكر هامش جديد وما عكسه، وستطال هذه النار أهل المركز أنفسهم. فالذين يسكنون في أطراف الخرطوم سيظنون أنهم مهمشين، وحتى الذين هجوا وأغتربوا وتركوا الوطن. فماذا بعد التهميش إلا زيادة التشتيت ومابعده إلا فتنة كبرى هي بالتأكيد أشد من القتل إذا لم تكن القتل نفسه، ولكن بالنار الذي يأكل الهشيم.
هامش الفكر..
وبالتوازى لا تربية وطنية تذكر في ظل حصر الكثير تفكيرهم فى هامش (الفكر)، أى فى حيز المركز وفى المشكلات الآنية وعدم النظر من حولنا وللمستقبل والأجيال القادمة، وعموم الوطن ككل. أزكى ذلك عدم الحرية والديمقراطية وإعلام مضلل ومزيف للوعى. وسمات ذلك نجد غالبيتنا لديه النظرة الإنطباعية للأمور وإتخاذ المواقف السلبية وذلك نسبة لغياب العقلية النقدية وبروز السلبية بقوة، برغم أننا من أكثر الشعوب شهامة وكرامة وإباء وإلفة ومحنة. ولكن هذه الصفات تزداد فى دائرة الأسرة وتكاد تنتهى عند دائرة القبيلة ومنعدمة عند حدود الوطن.
بل ويتمادى هامش الفكر بلسانه بعبارات محزنة ومؤلمة مثل إنعل أبو دى بلد، أو إنعل أبو السودان!! فهل يستطيع أحد أن يلعن قبيلته او منطقته!!.
بهامش الفكر هذا فرحنا و أسقطنا نظامين فاسدين من قبل ولكن عجزنا عن تحقيق أهداف ثورتنا إلى النهاية. والأتعس أنه بعد أربع وعشرون عاما من الفساد والإفساد والظلم والبطش والغلاء وشظف العيش والإستبداد والقمع والقهر يتساءل: عشان يجى منو؟ ومنو البديل؟.
فلا نبرئ أنفسنا، فإذا الشعب يوما أراد الحياة وقبل إستجابة القدر لابد أن يكون لكل فرد من هذا الشعب عقل حر يفكر به ليحدد ماهو القدر الذى يريده.
وطن وشعبه غايب..
منذ تشكيل التحالف الثورى جائتنى صورة خندقين محفورين بشكل طولى ومتوازيين بينهما مسافة، فى الخندق الأول تقبع الطغمة الحاكمة وفى الأخر التحالف الثورى. وهناك أناس يحومون فى المنتصف بين هذين الخندقين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. ولكن عند إحتدام الصراع أو القتال سيضطر الكل للنزول فى إحدى الخندقين، ومن يبقى من دون نزول إلى خندق سيقضى عليه إما بنيران هذا أو ذاك.
الغالبية لا تحبذ خندق الانقاذ الملئ بالعقارب والثعابين ويعرفون أنها لعبت ببيضة المعارضة التى أكلت منها وشبعت، ولكن هل تستطيع اللعب أيضا بحجر الجبهة الثورية؟.
وياتي السؤوال هل لدى الجماهير الثقة الكافية بالقفز فى خندق التحالف الثورى؟. ما الذى يضمن أن حجر هذا التحالف يستند على مبدأ وفكر صلب وهدف صلد مبنى على الحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة لكافة الشعب الفضل (للشمالى والجنوبى والشرقى والغربى). لابد أن يكون الحجر حازماً للوحدة لكي لايغطس حجر البلد الفضل معاه. ما الذى يضمن أنه تحالف عصى على التشقق والتصدع ومحصن ضد الغواصات ولا يقدم أدنى تنازل ولا يساوم بقضية الوطن قيد أنملة؟. حتى إذا إنتهى الامر إلى مفاوضات لحق تقرير المصير للاقاليم التى تشهد اضرابات وذلك تتحقق سايكس بيكو جديدة فى تفتييت السودان. لابد من الرؤية الثاقبة للوضع العالمى والمحيط الأقليمى والفكرالمنيع والإستراتيجية الحكيمة لمجابهة القوى الامبريالية والإستعمارعن بعد ومن خلفهم نظام الطغمة الغاشم والذى يسير بتخفى على عجين أمريكا والغرب ومايلخبطوا! فالغرب حريص على مصلحته فقط مع أي طرف. وضالتهم حتى الآن إنقاذ الشؤم فهى المقام الاساسى الثابت تحت علامة القسمة لبقاء الفتنة وسجن العقول فى فكر الهامش أو هامش الفكر. والدليل عند قسمة الحركة الشعبية عليها كان الناتج فصل الجنوب الحبيب.
فعلى الجبهة الثورية تكثيف إعلامها ووضع رؤيتها واضحة للتسهيل على الهايمين في المنتصف الإختيار في أي فسطاط يكونون. إما وحدة السودان ودولة المواطن السوداني أو إستمرار دولة مثلث حمدي والعروبة والدينية. إستفيدوا من الراحل د. جون قرنق ورؤيته الواضحة للسودان: الإسلام لا يوحدنا، العروبة لا توحدنا، بل سودانيتنا هي التي توحدنا فقط. لابد من زعيم يرى فيه كل السودانيون سودانيتهم.
بالتالي قيام ثورة شعبية من أجل السودان. ولكن طالما نحن مستكينين وراضين بتجار الدين سنظل نتفرج إلى أي نفق أو هاوية او خطر يقودوننا إليه. حينها سيضطر كل واحد على حده إختيار أي شيئ شخت بختك.
و عندها عموما عليك أن تعلم ان أحد العقلاء سئل: متى تنصلح حالة البلدان التعيسة؟.. فأجاب قائلا: عندما يؤمن أهلها أن عاقبة الجُبن أوخم من عاقبة السلامة.
[email][email protected][/email]
يتم التمكين لقوى الهدر بحرمان الناس من الحرية والمعرفة .
الانظمة المستبدة تستأثر بخيرات الوطن وترى جحافل الجماهير المغبونة والمحرومة عبئا على رفاة المحظوظين .
0123652351
===و عندها عموما عليك أن تعلم ان أحد العقلاء سئل: متى تنصلح حالة البلدان التعيسة؟.. فأجاب قائلا: عندما يؤمن أهلها أن عاقبة الجُبن أوخم من عاقبة السلامة.===
لو لم تكتب أي حاجة يا سيف الحق ،، كفاية بس العبارة أعلاه
شكراً لك ،، إنت بتقول الحقيقة اللي كتير من الناس ما عايزين يقولوها ، أو في الحقيقة كلنا مكابرين ،، و كفى
your thoughts and ideas are great