رسالة “سكوتي” إلى معالي وزير الاستثمار مدني عباس: قل لنا خيرا.. ولا تصمت!

يا معالي وزير التجارة والاستثمار
قل لنا شيئا
فلقد بات المتسلقون من اذناب النظام البائد يصطادون ف مياه عكرة.
يعيثون فسادا باسم القمح تارة، وباسم التصاديق تارتين، والآن في التارة الثالثة باسم المستثمرين السعوديين
ممن نحن لهم أولى، وهم لن أقرب.
ايقبل هذا..
بالأمس خرجوا علينا بقميص عثمان
صحيح أننا نشرناه
لكننا أردنا به حقا
وهم أرادوا به باطلا
أردنا به وعيا
وهم أرادوا به غيا
أردنا به تأسيسا
وهم أرادوا به تحطيما وحطاما
ومع يقيننا بأن الإعلام هو محرك الثورات
ويقينكم بأنه الحافظ للاستحقاقات
نعلم أن يقينهم بأنه من يسحب البساط ويرخي العضلات.
منطق الصمت الذي تبنيتموه ربما تضيع معه الحقائق وتغيب القوة.
بالأمس انطلقت علينا أبواق نظام المخلوع يزفون بشرى ظهور فحيح الأفاعي
بأن الاستثمارات السعودية تهرب من السودان
وان الدولار يتصاعد وأنتم منشغلون بتصفية الحسابات
نحن معكم نرى أن تصفيتها ليست فرض كفاية بل فرض عين
لكن أتغيب العين عن مكامن الضعف لنظام ثوري جديد
نعد له الهياكل معا لإنقاذ قارب الحياة لشعبنا المكلوم والمظلوم منذ عقود
يا معالي الوزير
لا أبالغ إن قلت “هم يروننا من حيث لا نراهم”
ونحن نراهم بمنظار “تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى”.
لكننا بكل صدق
نترك لهم أعالي الجبال
بعدما تركنا لهم أعالي البحار
فاستجلبوا الأبواق على رؤوس الأشهاد
وحرروا صحائف الفساد
وانت لا تمد لنا قارب نجاة.
يا معالي الوزير..
قل لنا ان اليات الاستثمار الماضية كانت عقيمة
وان الانحياز فيها كان لمن يدفع تحت الطاولة
وان البلاد لم تستفد بأي عوائد
وان الشعب السوداني مضياف وحريص على الاستثمار
يا معالي الوزير..
قل لنا انكم بصدد روشتة استثمار جديدة لا تلتهم حق أحد ولا تبخس حق ملاك الأراضي
قل لنا ان لصوص النظام البائد استباحوا حرمات اراضي الدولة واراضي الغير فباعوها بابخس الاثمان
وتركوا الضحايا فرقتين من ضاعت أراضيهم ظلما وعدوانا ومن اشترى جهلا وزورا وبهتانا.
قل لنا ان الدولة تفتح ذراعيها للاستثمار وفق اليات جديدة تمنح المستثمرين فرصة لتحقيق مكاسب ليست ربوية وليست بالتعال وليست بالانحناء.
قل لنا ان الانشغال بتاسيس دولة العدالة لا يجب ان يفهم على انه غض الطرف عن اية الاستثمار وجذب رؤوس الاموال بل تاسيس لهما بما يحفظ الحقوق فلا يتعدى كائنا من كان على حقوق الضيوف ولا يقمع كائنا من كان حق الضعفاء.
يا معالي الوزير..
قل لنا ان نماذج الاستثمار في السودان بالية قديمة كانت على شاكلتين اما محمودة باتاوات او مرفوضة لعدم التجاوب مع المقايضات.
قل لنا أن أمثال ضياء الدين بلال، فئة صمتت طويلا لـ 30 سنة على خيانة بيع الارض والعرض
واليوم استباحوا الطرقات زيفا وغدرا بقميص عثمان وظنوا أن دولة الثورة غير راغبة في ضيوف أعزاء
وغير قادرة على حماية أشقاء أجلاء، وغير مدركة لأبعاد عوائق أمام أجانب أوفياء، وغير عازمة على فتح أبوابها لمن يشاء.
قل لنا أن “سكوتهم دهرا” ونطقهم الآن “كفرا”، وصراخهم بشماعة الخوف على مصير دولار “طار”، أو إنذارهم من مستثمر فار، هو مطية زيف وخديعة وليست اقتدار.
يا أخي الوزير قل لنا خيرا ولا تصمت.
أحمد سكوتي askoty@
يأخي أنت في نظام ديموقراطي
إذا رأيت أي تجاوزات او أخطاء قلها بملء فيك دون تقديمات أوتمهيدات لا تقدم ولا تؤخر… كلنا علم بسوء وفساد النظام المباد وكلنا حريص على نجاح التجربة الحالية لأنها تعني حياتنا وحياة ابنائنا ومستقبلنا.
ولكن هذا لا يعني أن يظل سوء الانقاذ معيارنا للحكم في أي قضية من قضايانا فندافع عن ما نراه سوأة في النظام الحالي لأنه كان سوأة في النظام البائد..
بصراحة هذا شئ بدأت الناس تمله.. فكن صريحا وكن مباشرا في طرح المشاكل حتى تصل رسالتك بوضوح لمن أرسلتها اليه.