تظاهرة قاعة الصداقة: العودة لمنصة التأسيس.. بروغباندا أم ميلاد جديد؟

قاعة الصداقة: الخواض ـ أمنية
مشاهدات
وسط حضور لافت أمس وبعد ضجيج وسائط التواصل الاجتماعي بعد إعلان توقيع ميثاق التوافق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير وجاءت هذه الخطوة حول توقيع ميثاق إعلان المبادئ خلال الفترة السابقة التي تتمثل في مركزية الحرية والتغيير التي تمثل الحاضنة السياسية في البلاد، وأصبح هنالك ميثاقان تم التوقيع عليهما خلال فترة أقل من 40 يوماً بالبلاد، كانت هنالك شعارات ثورية كبيرة جاء توقيع ميثاق التوافق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير وحضور بهيج فأصبح الجميع يريد الوحدة والبعض الآخر بتساءل عن ما هو برنامج هذه الحاضنة الجدية التي تسمي نفسها (لوحة الوفاق).
بداية المراسم:
بدأت مراسم الاحتفالات من خارج قاعة الصداقة بالأهازيج والرقصات الشعبية عبر فرق التراث السوداني كما رفعت أعلام جميع الموقعين وأبرزها كان علم الحركة الشعبية قطاع الشمال الموروث من الحركة الشعبية الذي أصبح شعاراً لجميع أجنحة الحركة الشعبية شمال حيث امتلأت باحة قاعة الصداقة كما لم تعبأ من قبل، أما داخل القاعة فاكتظت بأكملها حيث كانت الصفوف الأمامية لأعضاء حركات الكفاح المسلح وجزء من الإدارات الأهلية بالإضافة الى رجالات الطرق الصوفية، أما المنصة فكان بها رئيس العدل والمساواة جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي والتوم هجو ويحي الحسين ومحمد سيد أحمد الجكومي وخميس جلاب,, تخلل البرنامج تلاوة جميع الكيانات التي وقعت على إعلان ميثاق الحرية والتغيير بالإضافة الى كلمة مختصرة من جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي نيابة عن الحضور.
جبريل: نرفض أخذ أموال الناس بالباطل
أكد وزير المالية رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل إبراهيم، تمسكهم بشعارات الثورة وعدم الحياد عنها، في وقت شدد على ضرورة استمرار الشراكة بين المدنيين والعسكر لضمان استقرار البلاد، ودعا جبريل لدى مخاطبته تدشين ميثاق التوافق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير بقاعة الصداقة ظهر أمس، إقامة دولة القانون ومحاربة الفساد بكل أشكاله، مؤكداً أن الميثاق مفتوح للجميع عدا المؤتمر الوطني، وأضاف أن الفعالية أرسلت رسالة بأن الحق مكانه معروف، وقال جبريل: نرفض أخذ أموال الناس بالباطل والتشهير بهم قبل إتمام الإجراءات، إلى جانب فصل الموظف بالدولة بسبب انتمائه السياسي، وحيا إبراهيم الثوار الذين أتوا إلى القاعة لحماية ثورتهم من الاختطاف – بحسب قوله.
الشراكة مع العسكر مستمرة
وأكد رئيس حركة العدل، حرصهم على إزالة ما يعكر صفو الشراكة بين المدنيين والعسكريين. وأكد أن السودان مقبل على نهضة تنموية كبيرة وفرص ضخمة، لكن ذلك رهين بالاستقرار السياسي وحكومة ذات قاعدة عريضة. وأكد جبريل رفضهم أن تؤخذ أموال الناس بالباطل والتشهير بهم قبل اكتمال مراحل التقاضي. وقطع جبريل بعدم السماح لتولي السلطة عبر الانقلابات العسكرية، وطمأن المستثمرين بأن الحكومة حريصة على الحفاظ على الاستثمارات.
مناوي: القضايا كثيرة والوطن لن يتطور بـ4 طويلة
أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن ميثاق التوافق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير، جاء لبث الروح في جسد الثورة وقال مناوي خلال مخاطبته إعلان الميثاق إن الشعب السوداني يدفع ثمن أخطاء (4) تنظيمات سياسية عبارة عن “أصحاب” احتكروا السلطة على حد تعبيره. وقطع مناوي بعدم عودة المؤتمر الوطني وقال: لا لعودة المؤتمر الوطني ولن نقبل احتكار السلطة والباب مفتوح لجميع التنظيمات والوطن ليس حكراً للموقعين على ميثاق قوى الحرية والتغيير وتابع: “الشعب يتذوق اليوم مرارة احتكار السلطة لمدة عامين بعد أن ذاقها لأكثر من ثلاثين عاماً وقال مناوي إن قضايا الوطن كبيرة وليست محصورة بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء، وقطع أن قضايا الوطن لن تحل والوطن لن يتطور بـ4 طويلة على حد وصفه.
مناوي يهاجم مجموعة الأربعة:
هاجم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، مجموعة الأحزاب الأربعة مشدداً على أنها هي التي أحدثت انقلاباً في الثورة، وقال إنّ إعلان الحرية والتغيير الجديد اليوم ليس انقلاباً على الثورة وإنما تصحيح لما تم اختطافه.
حشود ولائية ضخمة:
شهدت الفعالية حشوداً كبيرة من ولايات السودان المتعددة، وكان لغرب السودان الحضور البهيج الذي اتحفوا به بمشاركتهم التراثية وقد أصبح مواطن الغرب لا يستغني عن تراثه في أي محفل يخص الدولة.
رقصات شعبية:
وسط تمثيل كبير للشعب السوداني داخل حفل توقيع ميثاق وحدة قوى الحرية والتغيير بقاعة الصداقة شهادة القاعة وما يجاورها إعادة أهازيج ثورة ديسمبر المجيدة التي شهدها العالم أجمع من أغانٍ شعبية وشعارات عديدة، شكلت جميع ولايات السودان حضوراً بهيجاً منهم من يحمل مطالب ومنهم من يحمل تراثه.
وعبر المواطن طه عثمان عضو لجان تنسيقية لجان المقاومة في تصريح لـ(اليوم التالي) أن هذا الميثاق يمثل كل الشعب السودان وكل لجان المقاومة قائلاً: نحن لسنا مع الأشخاص نحن مع من يحقق لنا أهداف ثورتنا المجيدة ونحن اطلعنا على بنود مبادرة رئيس مجلس الوزراء وبنود هذا الاتفاق الذي يخدم الثورة، لكن نحن مع الأكثر شمولاً، معجباً بالحضور اللافت للأنظار.
ردود أفعال واسعة
أثارت الخطوة ردود فعل واسعة في أوساط السودانيين؛ حيث أكد تجمّع المهنيين الذي قاد الثورة التي أطاحت بنظام الإخوان إنها خلق لأزمة قانونية ودستورية حول من يمثِّل قوى الحرية والتغيير، وقال التجمع في بيان إن وحدة القوى الثورية أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وفي السياق ذاته رأى محمد ناجي الأصم القيادي بتجمع المهنيين، أن الخطوة تهدف للهروب من التعهدات والالتزامات المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية، وجاءت إدانات واضحة على شخصيات وطنية وطرق صوفية بمحاولة الزج بها في هذه المبادرة؛ واعتبرتها مؤامرة من عناصر نظام الإخوان للنيل من ثورة ديسمبر وإظهار أنفسهم مرة أخرى.
اليوم التالي