مسكين بنك السودان ومسكين الشعب السودانى..!

كما هو معلوم لكل الذين مارسوا العمل المصرفى بإحترافية و علمية ومنهجية فى سنوات ما قبل مجئ الانقاذ هم فى حالة اندهاش و إستغراب و إستعجاب و شعور بالاحباط جعلتهم يعيشون فى حالة أغرب الى الغيبوبة منها الى الحلم والبنك المركزي يتخبط يسرة و يمنة و هائما على و جهه لا يميز بين المعقول و المستحيل وهو فى حالة يرثى لها من و اقع اصدارة لمناشير فيها كثير من التضارب ومن الخلط واللغت و العجن وتحكى عن و اقع حال يظهر ضعف وعدم خبرة القائمين على اصدار هذه المناشير العشوائية والتى من ربع قرن لم يستطع بنك السودان أو ينجح فى اصدار منشور واحد يصب فى تحسن أداء واستقرار سعر الصرف الذي هو المؤشر الحقيقى لاستقرار الاقتصاد الكلى للدولة والدليل على ذلك التدهور المستمرفى سعر صرف الجنيه السودانى مقابل العملات الاجنبية .!!!! و قد زج بنك السودان بنفسه فى صراع و معترك و حرب مستعرة مع المغتربين مرات و مع الذين إمتهنوا تجارة العملات مرات آخري .!!!
تجار العملات هم فى حقيقتهم افرازات سالبة نتيجة سياسات الدولة الاقتصادية الخاطئة حيث وفرت لهم الدولة هذه الفرصة الثمينة وبلورة لهم هذه المهنة حيث إستفادوا من أخطاء السياسات الاقتصادية المتبعة منذ ربع قرن فصارت مصدر رزق ومصدر ثراء لكثير من الناس !!!! وصارت روح بنك السودان تريد أن تطلع فى روح اموال المغتربين بحثا عن النقد الاجنبى و هذا خطأ جسيم وحقيقة يتجسد هذا الخطأ بأن اموال المغتربين تقوم بتمويل ربما أكثر من 90% من واردات السودان من السلع المختلفة و المواد الخام التى تحتاجها المصانع بعد ان عجز بنك السودان تماما وحار به الدليل فى الكيفية التى يمكن ان يوفر بها النقد الاجنبى ويحسن فى ميزان المدفوعات !!!!! مما حفز او شجع الكثيرين بفتح صرافات عشوائية فى دول المهجر لإستقطاب اموال المغتربين ولذلك صارت ايضا روح تجار العملات تريد ان تطلع فى روح و اموال المغتربين فصار التنافس بين الدولة متمثلة فى بنك السودان و بين تجار العملات الذين يريدون أن يوفروا مبالغ لتمويل تجارة الإستيراد وطلاب العملات من استيراد و مهربين و مسافرين و تعليم و علاج …الخ بعد أن عجز البنك المركزي من الإيفاء بواجباته !!!!
يظهر انحراف البنك المركزي جليا و ضلاله البائن بينونة كبري لكل من عمل في مجال اقسام الصادرات و الاستيراد فى حقبة ما قبل الانقاذ حيث يعلم ذاك الجيل بأن مسؤولية توفير النقد الاجنبى لجميع الاحتياجات بما فيها إحتياجات الافراد هى مسؤولية بنك السودان فى المقام الاول ,وإدارة السيولة و توفير النقد الاجنبى ووضع السياسات النقدية و التمويلية و السياسات التى تتعلق بضبط الصادرات السودانية بالتنسيق مع وزارة التجارة الخارجية ووزارة التجارة الخارجية كما كان فى السابق تمثل رأس الرمح عبر ملحقيها التجاريين فى جميع سفارات السودان الخارجية فى الترويج و فتح الاسواق للمنتجات السودانية للسلع الاستراتيجية التى كانت تصدرها شركات المساهمة العامة كالاقطان و الصمغ العربى و شركة الحبوب الزيتية . وادارة السيولة هى من صميم عمل البنك المركزي ومن الاشياء المتفق و متسالم عليه عند جميع أهل الاقتصاد بأن المصادر الحقيقة لموارد النقد الاجنبى تتواجد فى الصادرات بالدرجة الاولى و المصدر الثانى هو السياحة (وليس أموال المغتربين) . فكيف يفرط بنك السودان فى عائدات الصادرات السودانية ويتركها للقطاع الخاص وينتظر رحمة الافراد فى توفير النقد الاجنبى ؟؟!!!!!
أنحرف بنك السودان عن السيطرة على صادرات البلاد حيث يهدر بنك السودان جل و قته و تفكيره فى اصدار المناشير للسطو و الهيمنة و السيطرة على اموال هؤلاء النفر الذين اجبرتهم سياسات الدولة للهروب خارج اسوار الوطن بعد ان تعذرت عليهم فرص العمل ولفظتهم الدولة بشتى المسميات من صالح عام او إلغاء الوظيفة او بسبب الغلاء الذي نتج عن الجبايات التى اقعدت بالاقتصاد السودانى وفاقم من التضخم و اضعفت القيمة الشرائية للجنيه السودانى و صارت الماهية (أوفففف) مما حدي بهم السير فى هذا الطريق الوعر طريق الإغتراب لتحسين اوضاع اسرهم رغما عن المساوئ و الصعاب التى تواجههم من جراء فاتورة الإغتراب .!!!
و السؤال الذي يطرح نفسه ماذا يفعل بنك السودان ومن أين له بالنقد الاجنبى بعد عودة المغتربين ؟؟!!!!!!! وقد رأيناهم فى هذه الايام يأتونا فرادي و جماعات فى ظاهرة العودة القسرية لارض الاجداد وليس لوحدهم و انما أتوا و معهم جنسيات من دول مختلفة يضربون فى الارض بحثا عن مأوي و حياة افضل فى السودان فى تقديري سوف يطول الانتظار لتحقيق هذه الاهداف !!!!
مسكين الشعب السودانى مسكين بنك السودان وقد ولىَ الامر لغير اهله ، فالطاقم الحالى يحتاج لمعالجة جذرية ودعم ومساندة من اناس ذوي خبرة و اختصاص فهو فى تقديري لا يعلم و لا يعرف ماهو الجنيه السودانى ؟؟؟ وما هى قدسيته ؟؟؟ وكيف يتم تعظيمة ؟؟!!!! وقهر العملات الاجنبية و السيطرة عليها و التحكم فى تداولها و إستغلالها الاستغلال الامثل ليس على حساب الجنيه السودانى !!!! رمز عزتنا و سيادتنا ووطنيتنا وعلى بنك السودان البحث عن الطرق التى تعزز قيمة الجنيه السودانى و ليس العكس..!
[email][email protected][/email] الثانى من ابريل 2018