المرأة السودانية إشراقات الماضي وظلماته (5)

المصاهرة فجر الاشراقات
٭ هذا عنوان الفصل الثالث من كتاب المرأة السودانية اشراقات الماضي وظلماته للدكتور مختار عجوبه والذي قمت بعرضه في صدى خلال الأيام الفائتة.
٭ دكتور عجوبة يقول ان المصاهرة في السودان أمر بالغ التعقيد وينداح مفهومها على القبائل والجماعات.. ويقول الدينكا يعتقدون ان الزواج مكرمة الهية خصهم بها الله.. وتحدث عن زواج الاخوة في الممالك القديمة حفاظاً على نقاء الدم الالهي حسب معتقداتهم.
٭ أما عن مصاهرة العرب للنوبة فقد وردت في كثير من كتب التاريخ القديمة والحديثة ولعل من أهمها وأكثرها انجازاً ما ذكره ابن خلدون حيث يقول: ثم انتشرت أحياء العرب من جهينة في بلاد النوبة واستوطنوها وملكوها وملاؤها عيباً وفساداً وذهب ملوك النوبة إلى مدافعتهم فعجزوا ثم صاروا لمصانعتهم بالصهر فافترق ملكهم وصار لبعض أبناء جهينة من أمهاتهم على عادة الاعاجم في تمليك الأخت وابن الاخت فتمزق ملكهم واستولى اعراب جهينة على بلادهم.
٭ وفي أمر المصاهرة المعقد يقول دكتور عجوبة ونستخلص من نص ابن خلدون ان المصاهرة يمكن ان تكون مدخلاً لتخريب الممالك وافسادها.
٭ ويقول يوسف فضل: وفي بطء ويسر داما بضعة قرون انفتح المهاجرون من العرب على المجموعات الوطنية من بجة ونوبة وعنج وغيرهم فعايشوهم واختلطوا بهم مصاهرة واسترقاقاً واستغلوا نظام الوراثة عن طريق الأم حتى مكنوا لأنفسهم وتبوأوا الوظائف القيادية في مجتمعهم الجديد.
٭ ويروي الزبير باشا عن خبراته وتجارته ومغامراته في بلاد النمانم عام 9581م انه تزوج بابنة السلطان تكمة بن رنقابور المدعوة (رانيو) وكان لابيها عشرات الزوجات ومئات الأبناء وعندما ساءت العلاقة بينه وبين السلطان وفد عليه رسل الملك تكمة وقالوا له ان حرمة المصاهرة وسابق وعوده يمنعان الملك من محاربتك ولكنه يرغب اليك ان تخرج من جميع بلاده.. ولكن دكتور عجوبة يشير إلى واقعة أخرى يقول فيها ان حرمة النسب لم يراعها العرب قال وبالمقارنة بين هذه القصة وبين قصة علاقة الشيخ عبد الله جماع مع الجحمان ملك النوبة والد زوجته يدل على ان من اوائل الذين اسقطوا حرمة المصاهرة هم بعض زعماء العرب وليسوا الأفارقة على كل حال.
اواصل مع تحياتي وشكري

الصحافة