التكرار يصقل الأفكار

عِندَما كُنَّا صِغارًا قَالوا لَنَا: إنَّ «التِّكرَار يُعلِّم الحِمَار»، ثُمَّ تَطوَّرت الفِكرَة مَع مرُور الزَّمن؛ فأصبَحنَا نَسمع أَنَّ «التِّكرار يُعلِّم الشُّطَّار»، ثُمَّ كَبُر المَفهوم وتَضخَّم وأصبَحنَا نَسمَع عِبارَة: «التِّكرَار يُصْقِل الأفكَار»، وبعضهم يقول: ماتكرر تقرر.
وأتذكر أيضا عندما كنا في الإبتدائية أن الكلمة الخطأ إملائيا كان الأستاذ يكتبها بالقلم الأحمر ويطلب منا تكرارها ثلاث مرات.
يَقول المُفكِّر «غوستاف لوبون»؛ في كِتَابه «سيكولوجيَّة الجَمَاهير»، حَول الإعلَان ودَوره في تَرسيخ الأفكَار الاستهلاكيَّة: (الإعلَان لَا يَكتَسب تَأثيرًا فِعليًّا إلاَّ بشَرط تِكرَاره باستمرَار، وبنَفس الكَلِمَات والصِّيَاغَات مَا أَمكَن ذَلك، وقَد كَان «نابليون» يَقول بأنَّه لَا يُوجد إلاَّ شَكلٌ وَاحِدٌ جَادٌ مِن أشكَال البَلَاغَة، وهو التِّكرَار، فالشّيء المُؤكَّد يَتوصَّل عَن طَريق التِّكرَار؛إلَى الرّسوخ في النّفوس، إلَى دَرجة أنَّه يُقبَل كحَقيقَة بُرهَانيَّة…ويَضرب «غوستاف» أَمثِلَة لشَرح فِكرته قَائلاً: (عِندَما نَقرأ مئة مَرَّة، أَنَّ أَفضَل أَنوَاع الشّوكولَاتة هو نوع «س» مَثلاً، فإنَّنا نَتخيَّل أَنَّنا قَد سَمعنا بذَلك كَثيرًا، ويَنتَهي بِنَا الأَمر، إلَى الاقتنَاع بِهِ كحَقيقَة يَقينيَّة، وبَعد أَنْ نَسمَع أَلف زَعم؛ عَن فَضَائل الطّحين «ع» مَثلاً، وأنَّه قَد شَفى أُناسًا كَثيرَة مِن أَعتَى أَنوَاع الأمرَاض، فإنَّنا نُصبح ميَّالين إلَى استخدَامه؛ عِندَما نُصَاب بمَرضٍ مُمَاثِل).
إذن هذه نظرية علمية تؤكدها مايقدمه التلفاز من الإعلانات المكررة على الناس أثناء مشاهدتهم مُبَارَاة وَاحِدَة (6)إعلَانَات مُكرَّرة لمَشروبٍ وَاحِد مثلا، أَو مَعجون أسنَان وَاحِد ماهي إلامحاولة لاقناع الناس بتِلك الأصنَاف، حَتَّى تَكون مُخزَّنَة في أذهانهم؛ فيقعون في شراء المنتج مباشرة عِندَما يذهبون إلَى الأسواق!!

طبتم وطـــــاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المقال يُفيد أن الدكتور في واد والناس في واد ؟!
    يبدو أن الدكتور (حـسَّـاني) حسب المثل المعروف مع الاعتذار للحسانية..

    لا أدري لماذا هذا الحرص على التشكيل رغم أنه مقال متواضع ولغته لا تحتاج إلى هذا التكلف ؟!

    لقد تَكرَّر ورود كلمة (التَّكرار) مرات عديدة هكذا: (التِّكرار) وهذا خطأ

    الصواب فتح التاء المشدَّدة وليس كسرها كما صنع الدكتور

    وشكرا..

  2. المقال يُفيد أن الدكتور في واد والناس في واد ؟!
    يبدو أن الدكتور (حـسَّـاني) حسب المثل المعروف مع الاعتذار للحسانية..

    لا أدري لماذا هذا الحرص على التشكيل رغم أنه مقال متواضع ولغته لا تحتاج إلى هذا التكلف ؟!

    لقد تَكرَّر ورود كلمة (التَّكرار) مرات عديدة هكذا: (التِّكرار) وهذا خطأ

    الصواب فتح التاء المشدَّدة وليس كسرها كما صنع الدكتور

    وشكرا..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..